جمال علي حسن

محاكمة الأجانب.. بين تصريحات الوزيرتين


لم أهتم كثيراً بشهادة الإعلامي تامر أمين وما قد يفهم منها بأنه مدح للسودان بكون السودان يصنف عملية الغش في امتحانات الشهادة السودانية على أنها قضية أمن قومي.. لا تهمنا شهادة من هذا التامر المدلس فهو أيضاً صاحب سجل من الاستفزاز والإساءة للسودان خاصة في موضوع حلايب، لذلك عز عليه أن يرفع القبعة بما يكفي من التقدير احتراماً للدولة السودانية التي تعتبر الغش قضية أمن قومي فقام بمقارنة غير بريئة للاستعجاب من تفوق السودان على مصر في هذا المجال، ولم يكن يملك أي فرصة للإساءة وقلة الأدب الصريحة فعصابة الصبية المصريين الجانحين لا زالوا في قبضة الأمن السوداني.
ليس هذا هو المهم في الموضوع، لكن المهم أننا حتى هذه اللحظة لا نعرف هل الذي حدث بالضبط هو غش أم تسريب..؟ أم غش وتسريب معاً..؟
وما هو دور الأساتذة السودانيين الذين تحدثت عنهم وزيرة الهجرة المصرية في هذا الموضوع؟ فإذا كان في الأمر تسريب للامتحانات أو لورقة واحدة من هذه الامتحانات فلن نسمي القضية حينها قضية تورط أجانب في عمليات غش في امتحانات الشهادة السودانية بل نسميها غشا وتسريبا لامتحانات الشهادة السودانية ولن يكون أمام الوزارة خيار غير إعادة هذه الامتحانات.
ثانياً بالنسبة للتناقض بين تصريحات وزيرة الهجرة المصرية وحديثها عن تعهد السلطات السودانية بإطلاق سراح هؤلاء الطلاب خلال أسبوع وتسليمهم لمصر في وقت تقطع فيه وزير التربية والتعليم السودانية بعدم إطلاق سراح الطلاب الأجانب الموقوفين في حالات الغش بامتحانات الشهادة السودانية قبل إخضاعهم للمحاكمة..!
هناك سؤال طرحه تامر أمين نفسه على وزيرة الهجرة المصرية بعد إدلائها بهذا التصريح فقال لها باستغراب: (بناءً على ماذا سيتم إطلاق سراحهم)، وهذا السؤال منطقي جداً..؟
ونحن بدورنا نسأل السلطات السودانية من أين تحصلت وزيرة الهجرة على هذا التعهد بإطلاق سراح هؤلاء خلال أسبوع وما معنى إطلاق سراحهم..؟
وزيرة الهجرة المصرية قالت إن هناك لجنة سودانية ستسافر الى القاهرة تحمل معها ملفا ومستندات تثبت تورط هؤلاء في عمليات تزوير لأختام ومستندات رسمية وغش وتسريب لامتحانات الشهادة السودانية.. هل هذا الإجراء طبيعي في التعامل مع مثل هذه القضية؟.. نحن فقط نسأل لأنه لا تزال المعلومات متضاربة والحقائق غير واضحة تماماً.. وكيف ستضمن الحكومة السودانية محاكمة هؤلاء بما يعادل حجم الضرر الكبير الذي وقع علينا وعلى سمعة شهادتنا السودانية..؟!
نعتقد أن ملف تورط الطلاب الأردنيين والمصريين في عملية تسريب أو غش أو الاثنين معاً لا يحتمل أي نوع من المجاملات السياسية والدبلوماسية خصوصاً بعد مطالعة قلة أدب الإعلام الأردني والسجل السيء لتعامل السلطات المصرية مع السودانيين الذين تواجهوا بتهم أو مخالفات قانونية داخل مصر.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.