الفاتح جبرا

كسرة للوزيرة !


على الرغم من مضي حوالى ثلاثة أسابيع على الأحداث التي صاحبت جلوس الطلاب لإمتحانات الشهادة السودانية هذا العام إلا أن التلكؤ في تمليك الحقائق للمجتمع والتخبط في التصريحات وغموضها لا يزال هو سيد الموقف .
ونحن نتابع قصة الطلاب الأردنيين ما لبثت أن ضجت الصحف والقنوات الفضائية المصرية بأن هنالك طلاب مصريين محجوزين بتهمة تسريب الإمتحانات بالسودان ، عندها لم تجد وزارة التربية مفراً من أن تشير بإستحياء بأن هنالك طلاب مصريين أيضاً شاركو في الغش ولم يكن ذلك الإستحياء إلا خوفاً من السؤال الذي يطرح نفسه (الناس دي البجيبا شنوو؟) !!
وبعد أكثر من أسبوعين من (صمت القبور) الذي لازم (وزيرة التربية والتعليم) وحتى تثبت بالدليل القاطع (فى رأيها) أن المسألة غش وليس تسريب فقد تفتق ذهنها وهي تواجه التحليلات المنطقية والأسئلة التي لا إجابات لها بتكريم إحدى المعلمات وتدعى (منجدة) بوصفها من قامت بإكتشاف أول حالات )غش الموبايل) وقامت بتكريمها في إحتفال فخيم يليق بالمناسبة حيث تمت ترقيتها ترقية إستثنائية بسبب إكتشافها لحالة الغش (مع إنو ده شغلا) كما تم منحها عددا من الهدايا الأخرى وقد قامت كل الصحف يوم الخميس الماضي بوضع صورتها على الصفحة الأولى وهي تتبسم حاملة شهادة التكريم !
ماذا قالت المعلمة (منجدة) عند إستنطاقها بواسطة صحيفة الرأي العام عند تكريمها (أنظر عدد الصحيفة الرأي العام ليوم الخميس الموافق 31 مارس 2016 الصفحة الرابعة) قالت عندما سئلت عما حدث (نحن أسرة تعلمنا النزاهة والأمانة وهذا ليس جديداً علينا وزادت بأنها إستطاعت أن تكشف الطالب بعد مضي نصف الزمن وقالت لاحظت أن الطالب مرتبك قليلاً وورقة الإمتحان مرمية على الطربيزة حاولت أن أجمعها له ولكن عند وصولي مكان الطالب وجدت شيئاً ينير تحت قدميه وعرفت أنه موبايل حملت منه الجوال ولم يحتج وسلمته للكنترول بدون نقاشات) !
هذا ما قالته المعلمة (منجدة) التي لم تنجد أحداً والتي أقحمت نزاهة وأمانة أسرتها في موضع جدير بالتأمل ،
ثم لم يلبث وزير التربية الولائي د. فرح مصطفى أن حذا حذو (منجدة) إذ جاء في تصريح له بصحيفة الصيحة على الصحة الأولي (عدد يوم الثلاثاء 29 مارس 2016) إذ يقول مؤكداً (ما تم ضبطه من حالات لا يعدو كونه حالات غش عادية تمت عبر الهواتف النقالة) !
ولأن مسالة الغش عبر الهواتف المحمولة دي لا يمكن أن تقنع أحداً (إمتحانات وللا عيد ميلاد) ، كما لا يمكن لها أن تكون سبباً في مداهمة سكن الطلاب وإحتجازهم فقد أهتدت (الست) الوزيرة لتصريح يقوم بتصعيب الموضوع )حبيتين( غير أبهة لما قالته (منجدة) والسيد الوزير بأن الغش تم عن طريق أجهزة الموبايل ، فأطلقت تصريحا جاء في شكل خبر تجده في الصفحة الأولى من صحيفة السوداني (عدد الجمعة الموافق 1 أبريل 2016) يقول الخبر : أقرت ووزيرة التربية والتعليم سعاد عبدالرازق بإستخدام الطلاب الأجانب الذين تم ضبطتهم خلال سير إمتحانات الشهادة الثانوية لتقنية حديثة لم تكن معهودة في هذا المجال) !!
والله إنها حالة تدعو إلى الشفقة والرثاء .. عموماً نحن في إنتظار أن تخبرنا الست الوزيرة عن ماهية هذه التقنية الحديثة التي تم إستخدامها (إن وجدت) ؟ حتى يكون في مقدور (الشعب الفضل) أن يفهم الحاصل
بدلاً عن هذه التصريحات المبهمة !
أنه شيء محير حقيقة ففي ظل هذه التساؤلات المحمومة والشائعات التي تمتليء بها الأسافير، ليه ما عايزه تورينا الحاصل ؟ لماذا تتركنا هذه (السيدة) للهواجس والظنون كما قال شاعر (كلمني يا حلو العيون)!
أبلعوا الحبوب وشيلو الفاتحة وأقرأوا ما يلي فقد جاء في الصفحة (الثانية – تتمة للصفحة الأولى) بصحيفة الصيحة بعدد الجمعة 1 أبريل 2016م : (من جانبه قال السفير المصري بالخرطوم أسامة شلتوت إن عدد الطلبه المصريين الذين حضروا إمتحانات الثانوية السودانية بلغ 1477 طالباً هذا العام ) ده طبعن غير (الأردنيين) والما عارفنهم !!
نحن نتساءل في براءة شديدة ماذا يدفع ألاف الأسر للحضور مع إبنائها للجلوس قبل أشهر قلائل من الإمتحان دون إعداد نفسي أو أكاديمي باذلين الغالي والنفيس وألوف الدولارات التي ينفقونها في التذاكر والإقامة والنثريات … من يا تري يضمن لهم النجاح المؤكد الذي يضاهي ما ينفقونه من مال ؟
من الواضح أننا نواجه قضية أبطالها يشكلون شبكة إجرامية إستهدفت هذا الوطن في أعز ما يملك ، سوى تم ذلك بتقنية متقدمة أو (متأخرة) فها هي وزيرة الهجرة المصرية تصرح على الصفحة الأولى بصحيفة التغيير (عدد الأمس الموافق 2 أبريل 2016) بأن أحد المدرسين السودانيين إعترف بأن هناك شبكة لتسريب الإمتحانات بالتعاون مع ثلاثة معلمين سودانيين !!
نحن شعب أثقلتنا الهموم يا سعادة الوزيرة لكننا ليس بهذا الغباء … فكل الأدلة والقرائن تدل على أن ماحدث هو (تسريب) وليس غش .. إن ما حدث أمر جلل .. إستقيلي يرحمك الله وللا أطلعي على الملأ في واحدة من الفضائيات وورينا التقنية الحديثة التي لم تكن معهوده في هذا المجال دي هي شنو ؟ وبتشتغل كيفن؟… وأهو عملنا ليك كسرة ، بس عشان نذكرك بالموضوع وكده !!
كسرة :
السؤال لماذا لا يستخدم هؤلاء الطلاب هذه التقنية في بلادهم ويوفروا على نفسهم كل هذا العناء والصرف ؟ وللا عندهم (التقنية دي ) ما بتشتغل؟
كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+و +(و)
كسرة ثابتة (جديدة) :
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووووووو) +(وووووووووووو)+و+(و)
كسرة جديدة لنج :
أخبار التقنية الحديثة التي إستخدمت في غش إمتحانات الشهادة السودانية لسنة 2016 يا وزيرة التربية شنوووووووو؟ : (و) ….


‫2 تعليقات

  1. قدوم 1477 طالب من مصر وحدها (وغير مقيمين في السودان) أليس هذا وحده موضوع يتطلب التحقيق من الوزارة ناهيك عن تسريب أو غش.!!!!!!!؟؟؟؟؟؟

  2. معلومة : الطلاب المصريين والاردنيين الذين يجلسون لامتحان الشهادة السودانية ( السائبة) تضاف لهم نسبة 10% للنسبة المحرزة وهذا قد يؤهلهم للدخول للجامعات الاردنيةو المصرية لكليات لايمكنهم دخولها اذا امتحنوا أمتحانات بلدانهم كالطب والصيدلة وطب الاسنان والهندسات .. وبما أن الشهادة السودانية ساهلة وهينة ولينة وفى متناول الجميع الحصول على أكثر من 85% وهذا طبعا يتم من خلال شبكة عصابية أجرامية فيها بل على رأسها الذين فى حوزتهم اوراق الامتحانات والمؤتمنين عليها و تقوم بتسريب الامتحانات وبيعها لهولاء الطلاب … وهذا بون شك كان يتم فى السنوات السابقة دون أن يكشف أو يعرف ولولا أختلاف طلبة أردنيين فى سعر الامتحانات لم تكن تظهر للسطح هذه الجريمة والفضيحة ولذلك تجد تسابق كبير و مثير للريبة والشك فى حضور أعداد كبيرة من مصر والاردن وقبل شهر أو شهرين من الامتحانات …. وأنا أجزم بأن فيثاغروث أو أنشتاين لن ينجحوا فى أمتحان الشهادة السودانية أذا حضروا للسودان قبل شهر أو شهرين ما لم يكن هنالك تسهيلات وتسريبات وكشف للامتحانات …..
    وزارة التربية والتعليم السودانية باعت الطلاب الوطنيين فى سوق النخاسة واهدرت ماتبقى من مصداقية المنظومة التعليمية السودانية برمتها بفشلها الكبير وسقوطها المريع فى الحفاظ على أوراق الامتحانات وتأمينها من التسرب … ياوزيرة التربية والتعليم استقيلى ويارئيس الجمهورية أقيل هذه الوزيرة الفاشلة المتضارب أقوالها والتى لاتدرى ماذا يجرى من خلفها فى وزارتها