مقالات متنوعة

محمد وداعة : عفاف تاور.. تصريحات قاتلة!


القيادية بالبرلمان والمؤتمر الوطني الاستاذة عفاف تاور، أتهمت الثلاثي (عقار، عرمان والحلو)، بتنفيذ أجندة الحزب الشيوعي، وقالت (لو كنت رجلاً لنفذت عملية إنتحارية في هذا الثلاثي)، ورغم إحتماء عفاف تاور بأنها إمرأة، ولو كانت (رجلاً)، إلا أن هذا لا يقلل من خطل تصريحها الذي في الحد الأدنى يعتبر تحريضاً على القتل اغتيالاً، وهو ليس إلا محض إسقاط حالة ذهنية رافقت الاستاذة عفاف تاور منذ تصديها الخشن لإتفاقية (سيداو)، ورفضها هي وزميلاتها في المؤتمر الوطني إمتيازات ايجابية لصالح بني جنسها من النساء، ذلك إن الاستاذة تاور تعلم أن النساء الإنتحاريات ظاهرة موجودة منذ القاعدة والجماعات المتشددة الأخرى وأضافت لها داعش تحسينات فسمعنا عن الإنتحاريات الأوروبيات، حينما قتلت أحدى الإنتحاريات في بروكسل بعد التفجيرات الأرهابية في فرنسا، تصريحات الاستاذة تاور تفصح عن يأس وعدم تفاؤل بانتهاء (التمرد) عسكرياً، وهو شعور في مكانه لأن مثل هذه الحروب تاريخياً لم تحسمها القوة العسكرية، فالحروب تتوقف على طاولات التفاوض وإن طال أمدها، أما الخطير في الأمر فهو أن هذا التصريح سيكون له أثار مدمرة على عملية الحوار التي تدعو لها تاور، وستكون له آثار سالبة داخلياً وخارجياً، كيف سيأتي هذا الثلاثي للحوار في الداخل وثمة غضب بهذا الحجم وتفكير فى تفجيرهم إنتحارياً.
فات على الاستاذة، أن مثل هذه التصريحات ستكون أكبر مهدد للبلاد باعتبارها أول دعوة علنية لتصفية الخصوم وباستخدام التفجيرات الإنتحارية هذا ربما يجعل الطرف الآخر يفكر في ذات الوسائل وبذلك تكون الاستاذة قد دشنت ولو نظرياً لمرحلة الفوضى والتدمير وسيذكر لها التاريخ ذلك، فات على الاستاذة تاور، أن هناك جهات لها مصلحة في استمرار الحرب، ربما بهذا سنحت لها الفرصة لتنفيذ هذه الجريمة وعندها لن يكون صعباً نسبتها للحكومة وحزبها وأجهزتها، يحمد للحركات المسلحة أنها إلتزمت بالقانون الدولي الانساني وهي تحارب الحكومة ولم تتورط حتى الآن في عمليات إرهابية أو إغتيالات سياسية، واحتكمت للعقل ولم ترد على عملية تصفية الدكتور خليل إبراهيم،
ما قالت به الاستاذة تاور، يعتبر خروجاً على القانون، وربما يرقى لكونه جريمة حرب، وتهديد للسلم الاجتماعي، وتعريض حياة المدنيين للخطر، وقد جانبها التوفيق في دعوتها لإشاعة الفوضى، وهي تعبر بقصر نظر عن رؤيتها للتخلص من (عرمان والحلو وعقار). الاستاذة عفاف تاور قيادية برلمانية لعدة دورات وعضو في المجلس الوطني لأكثر من خمسة عشر عاماً وتشغل حالياً رئيس لجنة الإعلام، وهي من أسرة عريقة في قومها، و(الثلاثي) عزيزيون في قومهم، وهي قيادية في المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية، أعتقد أن على الأستاذة تاور أن تعتذر علناً عن هذه التصريحات وأن تترجم هذا الاعتذار إلى بيان بالعمل بأن تستقيل من البرلمان وكل المواقع القيادية التي تشغلها، ولعل الحكومة تجده وأجباً عليها إدانة هذه التصريحات والتبرؤ منها ومحاسبة الاستاذة تاور عليها.