تحقيقات وتقارير

سد النهضة .. خمس سنوات من الهلع


في كل يوم يمضي ،يبدو الإصرار الإثيوبي متزايداً، من اجل العمل في إكمال مشروع الألفية (سد النهضة)، لينتهي في عامه المقرر2017م وفي المقابل، تتنامي معدلات القلق المصري، لتصل ألي مستوي الهلع، ليمضي الملف وتحت ضغط الصفوة في مسارات أبعد ما تكون عن مسار التفاوض، الذي يضم الأطراف الثلاثة.

نزوح جماعي

في حلقته السادسة بموقع “هافينجتون بوست” عن سد النهضة والشأن الأفريقي بعنوان (سد النهضة… خطيئة النفس في حق النفس)، حذر الخبير في الشأن الإفريقي يحيي غانم مما سماه نزوحاً جماعياً مصر ألي السودان بسبب سد النهضة الأثيوبي، وقال غانم أن اثيوبيا لها اليد العليا في إدارة ملف مياه النيل في ظل استسلام كامل من جانب مصر لسد النهضة بمواصفاته الكارثية، وأضاف قائلاً بقدر ما يجب أن نسلم أيضاً بأن ما أقدمت علية أثيوبيا لم يكن مفاجئاً لمصر، بداية من المتابعين للملف الافريقي، وصولاً الي القيادة السياسية، لم يكن باستطاعة إثيوبيا أن تحقق هذا النصر دون مساعدة رئيسه للاسف من مصر ذاتها.

مطالب للسودان

الشاهد في الأمر ان حديث غانم، لم يخل علي عادة النخب المصرية، في الحديث عن المشروع الإثيوبي، من أتهامات للخرطوم بالانحياز لأديس أبابا، حيث طالب غانم بضرورة أن يكون هنالك موقف أكثر وضوحاً وحسماً مع السودان الذي بدا انحيازه واضحاً من خلال العام الأخير للجانب الإثيوبي، وأشار إلي أن موقفاً مؤيداً من جانب السودان سيكون له أثره، خاصة بعد أن فقدوا جنوب السودان بفضل سياسات كارثية خاطئة تبناها نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.

 

جدل مستمر

منذ أن أعلنت دولة إثيوبيا، نيتها بناء السد الأكبر لتوليد الطاقة الكهربائية في أفريقيا، حتي ثارت ثائرة الجدل، في دولتي المصب (السودان ومصر) قبل أن تحسم الأولي موقفها، وتعلن تأييديها لمصالح الشعب الإثيوبي، وحقه في الاستفادة من حصته في مياه النيل، لتبقي جارة الوادي شمالا، في موقف المتعنت، من بناء السد، ونجحت النخبة المصرية، في صناعة رأي عام مناهض لقيام السد، وتصوير المشروع الإثيوبي، علي أنه الخطر الأكبر والمهدد المباشر للمصالح المصرية في ميته النيل، وبلغ الموقف المصري الشعبي، إلي درجة المطالبة بمنع إثيوبيا من بناء السد بالقوة، غير أن الأخيرة مضت في مشروعها، غير آبهة بالاعتراضات المصرية.

الذكري الخامسة

قبل خمس سنوات، وتحديداً في الثاني من أبريل عام 2011م، بدأت عملية بناء سد النهضة العظيم، الذي يقع علي بعد حوالي 40 كيلومتراً من الحدود مع السودان في منطقة بني شنقول، ويتوقع أن يقوم هذا السد بأنتاج الكهرباء تبلغ طاقته ستة آلاف ميقاواط، وتبلغ طاقة التوليد السنوي من سد النهضة حوالي ستة عشر مليون ميقاواط/ساعة، أي ماتعادل قيمته السنوية، قرابة المليار دولار من سد واحد.

ومن المقرر ان يحجز السد 62 مليار متر مكعب من المياه، وهذه الكمية تساوي تقريباً ضعف كمية مياه بحيرة تانا، وأقل بقليل من نصف مياه بحيرة السد العالي، (التي تبلغ سعتها 126 مليار متر مكعب).

وأشارت إثيوبيا إلي أن التكلفة الإجمالية للمشروع تبلغ 5 مليار دولار، وأن الحكومة الإثيوبية تقوم بتمويل المشروع من مواردها، من خلال قروض أو سندات استثمار من مواطنيها، وتقوم الشركة الإيطالية “ساليني” ببناء السد، وهي شركة عريقة متخصصة في إنشاء السدود، وقامت بأنشاء ثلاث سدود في إثيوبيا نفسها وهي سد جلجلواحد، وجلجل اثنين، وسد تانا.

 

تقرير:محمود النور

صحيفة التغيير