مقالات متنوعة

ابراهيم دقش : بين الكومنولث ومنظمة التجارة العالمية!


أصدقاء هذا العمود في المنطقة الصناعية بـ”الخرطوم” خاطبوني إلكترونياً عن طريق (زعيمهم) “علي هريمي” معلقين على حديثي مع السكرتير الإداري الأخير للاستثمار البريطاني في السودان، “سير جيمس روبرتسون” والذي قال فيه إنهم لم يتم جلاؤهم من السودان، بل غادروه باختيارهم.. فقد أسفوا أن السودان بعد استقلاله في 1956م والذي أعلن من داخل البرلمان في 1955 “كابر” قادته في ذلك الحين ورفضوا الانضمام لرابطة الشعوب البرلمانية (الكومنولث Common wealth)..
وما لفت النظر حقيقة في رسالتهم المقتضبة أن الحوار الوطني كان ينبغي أن يشمل بنداً داخل لجنة العلاقات الخارجية حول ضرورة انضمام السودان لمنظومة “الكومنولث”، وزادوا على ذلك بأن استفتاء دارفور ليس ضرورياً باعتباره مسألة إدارية وليست سياسية، لأن الاستفتاء المطلوب كان ينبغي أن يكون حول انضمام السودان لرابطة الشعوب البريطانية قبل الانضمام لمنظمة التجارة العالمية.
وما أريد قوله لأصدقاء المنطقة الصناعية إني شخصياً مع (الكومنولث) وقد عبرت عن ذلك في حينه، وكنت في معية الصبا والاندفاع السياسي، فوصفني البعض – عفا الله عنهم – بأني تربية استثمارية أو أن ثقافتي بريطانية، علماً بأن الثقافة لا تنسب ولا تنتسب لدول أو أمم، لكنها الجهالة الجهلاء!
وربما اختلافي مع أصدقاء العمود يكمن في ربطهم (الكومنولث) بمنظمة التجارة العالمية (WTO)، فالأخيرة ليست سياسية وإنما تجمع تجاري واقتصادي، وربما السر الذي لا يعرفونه أن انضمامنا لها كان سهلاً وميسوراً في 1994م لو وقعنا على اتفاقية (القات) لكنا تمنعنا ومانعنا، وفعلتها دول مجاورة لنا مثل تشاد ودخلت عضوية منظمة التجارة العالمية، فيما بدأنا نحن من الصفر في المرحلة الصعبة التي أصبحت فيها (شرطيات) ومتطلبات لعلَّ أهمها تغيير قوانين سارية تتعلق بالاقتصاد والتجارة لتتماشى مع تلك الشرطيات والمتطلبات، وهي عملية مستمرة وليست طارئة أو روتينية.
باختصار الدخول (للكومنولث) أسهل وأسرع.. لو أردناه.. لكن لمنظمة التجارة العالمية الطريق ليس مفروشاً بالورود والرياحين.. حتى ولو!!