تحقيقات وتقارير

البشير في الجنينة.. طرد الشيطان


تدافع المئات من القرى والأرياف يوم السبت نحو مدينة الجنينة أو» دار أندوكة « كما يحلو تسميتها لمواطني ولاية غرب دارفور، لاستقبال رئيس الجمهورية المشير البشير الذي ابتدر أمس الأول زيارة لولايات دارفور تمتد (5) أيام، يطوف من خلالها عواصم الولايات « الفاشر، الجنينة، نيالا، الضعين، زالنجي « ، زيارة البشير لدارفور هذه المرة تكتسب أهمية قصوى كونها تاتي استباقية لعملية الاستفتاء الإداري الذي سينطلق في الحادي عشر من الشهر الجاري .

ساحة الاحتفال
رئيس الجمهورية جاء إلى ساحة الاحتفال كالعادة على متن عربه مكشوفة، وكان بجواره من جهة اليسار دكتور التيجاني السيسي رئيس السلطة الاقليمية لدافور، وعن يمينه خليل عبد الله محمد والي غرب دارفور، الحشود الكبيرة واللافتات الكثيرة والتي في مجملها تقف مع خيار الخمس ولايات في الاستفتاء الإداري جعلت البشير يبدو منتشياً وهو يلوح بعصاته للحشود التي ضاقت بها الساحة من كل قطاعات المجتمع وألوان الطيف السياسي، الابتسامة العريضة التي كست وجه البشير أثناء دخوله ساحة الاحتفال تنم عن رضائه التام بالجموع الغفيرة التي استقبلته
خيارات الاستفتاء
عندما إعتلى البشير المنصة لمخاطبة الجماهير، علت هتافاتهم ولوحوا بأيديهم كأنهم يريدون أن يؤكدوا للرئيس أنهم مع خيار الولايات، الرئيس بدوره التقط القفاز وطالبهم بأن يعبروا عن الخيار الذي يريدونه من خلال صناديق الاقتراع، منبهاً أن الخيار في الاستفتاء لأهل دارفور، وقال حال أردوا خيار الإقليم الواحد سوف ننفذ ذلك، وإن اختاروا الولايات أهلا وسهلا .
ويبدو أن كل القيادات التي تحدثت في الاحتفال أبدت ميولاً واضحاً لخيار الولايات في الاستفتاء، عدا رئيس السلطة الإقليمة لدارفور التيجاني سيسي، والذي حسم أمر حزبه وأعلن موقفه منذ وقت مبكر، بأنه يقف مع خيار الإقليم الواحد
لا وجود للتمرد
غرب دارفور التي عانت من ويلات التمرد ونيران الحرب سنين عددا، أعلن البشير أمس خلوها تماماً من التمرد والصراعات القبلية، وقال إن دارفور طردت الشيطان للأنها بلد قرآن ومقصد لمواطني دول غرب إفريقيا، وامتدح مواطني الولاية وقال هذا ليس بغريب عليكم فأنتم من زمان عايشين ومنسجمين مع بعض، وهذا ماذهب إليه والي الولاية خليل عبد الله في كلمته وقال هذه الحشود رسالة واضحة على أن الولاية آمنة ولايوجد بها حركات متمردة وحروب قبلية.
أكل الضريسة
قضية النازحين واللاجئين لم تغب عن اللقاء، فقد تطرق لها البشير عدة مرات، موكداً عزمهم على استكمال السلام وعودة النازحين واللاجئين إلى قراهم، ومضى قائلاً «ماعايزين تاني منظمات، ونحن البنكرم والبنغيث ومابغيثونا « وأضاف «لدينا من الدخن والذرة مايكفينا ويكفي جيرانا ولوعيشنا نقص مابنشحد من زول لو أكلنا الضريسة والمسكيت »
العربة « س – ح »
عملية الاستفتاء التي تمثل آخر بنود اتفاقية سلام الدوحة ستعقبها حملة واسعة لجمع السلاح من أيدي المواطنين، بجانب العربات العسكرية، وقال البشير السلاح لن يكون إلا في أيدي القوات النظامية التي أشار إلى أنها قادرة علي حماية الكل، وأشار إلى أن هنالك ماركة عربات تسمى « س – ح » لابد من تقنينها، كما أنه سيتم جمع العربات العسكرية من المواطنين واستبدالها بعربات مدنية، والي الولاية خليل عبدالله سار في هذا الطريق مطالباً بإصدار قرار بنزع السلاح من المواطنين، مشدداً على ضرورة تعزير سيادة الدولة والقانون وعدم الاحتكام للقوة في رد الحقوق، مشيراً إلى أن «الفزع الأهلي» إحدى المهددات الأمنية، وقال الأجهزة النظامية هي من تقوم برد الحقوق إلى أهلها، منوهاً إلى أن الحكومة قامت بإنشاء نيابة في كل محليه لبسط العدل.
مخاوف سيسي
يبدو أن التيجاني سيسي ظلت تلازمة مخاوف من حدوث استقطاب قبلي أو إثني في الاستفتاء، فالرجل كلما اتيحت له سانحه للاستفتاء يدعو وبتكرار للابتعاد عن أي استقطاب قبلي في الاستفتاء، سيسي الذي أعلن موقفه تجاه العملية منذ وقت مبكر، كشف عن جهات تسعى للشويش على الاستفتاء باعتباره سيقود لتقرير المصير، وأن التوقيت غير ملائم لقيامه، وأوصد التيجاني الباب أمام خيار تقرير المصير، وقال إن أهل دارفور لم يطرحوا هذا الخيار في الماضي ولن يطرحوه في الحاضر أو المستقبل ، مشيراً إلى أن الاستفتاء سيجري بشفافيه
العطش
الوالي خليل عبد الله وضع علي طاولة رئيس الجمهورية حزمة من المشكلات التي تعاني منها ولايته على رأسها النقص الكبير في المعلمين والذي يقدر بنحو « 2700 « معلماً بجانب حاجة معلمي الولاية للتدريب والتاهيل باعتبار أن (%50) منهم يعملون بشهادات المرحلة الثانوية، بجانب مشاكل التعليم، وشكا الوالي من مشكلة العطش وقال إن مدينة الجنينة بالرغم من أنها ترقد على بركة مياه إلا أنها تعاني العطش
خطر المخدرات
يبدو أن موقع مدينة الجنينة الحدودي جعلها معبراً لتجارة المخدرات ودخول عربات دون تراخيص، وهذا ما شكا منه صراحة معتمد المحلية الطاهر عبد الرحمن بحر الدين، وقال إن محليته تأثرت من تجارة المخدرات التي أصبحت مهدداً للأمن الاجتماعي، بجانب وجود عربات تجوب الولاية دون ترخيص، تأتي من دول الجوار، بحر الدين انتهز الفرصة كذلك لطرح بعض القضايا التي تؤرق مضاجع مواطني محليته، والتي على رأسها غلاء المعيشة وقضية تعليم الرحل التي قال إنها تحتاج إلى وقفة قوية من المركز
الوثيقة
سلاطيين أبناء قمر والمساليت شكلوا حضوراً مميزاً في الاحتفالية، حيث سلم سلطان المساليت وسلطان أبناء قمر وثيقة عهد وميثاق من الإدارة الأهلية للبشير أعلنوا خلالها مبايعتهم للرئيس على السمع والطاعة وأكدوا وقوفهم مع خيار الولايات كما أكدوا وقوفهم مع الحوار الوطني
تبرع الرئيس
وعقب وصول البشير مطار صبيرة قام بافتتاح عدد من المشروعات التنموية بغرب دارفور من بينها مباني وزارة التربية والتعليم بالولاية ومشروعات أخرى، معلناً عن تبرعه بسفلتت (15) كيلو من الطرق الداخليه بالجنينة، وقال مخاطباً مواطني دارفور «نحن معاكم في التنميه والعافيه درجات »

تقرير: عمار محجوب
اخر لحظة


تعليق واحد

  1. ناس دارفور اهل القرءان ولا يخافون من شيطان الجن ولكن يخافون من شيطان الانس