حوارات ولقاءات

أمين حسن عمر: الصادق المهدي إذا لم يكن جزءاً من التمرد، فهو جزء من حلف التمرد


مع د. أمين حسن عمر .. صراحة متناهية (2-1)
ما من شك ان إجراء مقابلة مع د. أمين حسن حسن عمر، مسألة مهمة جداً نسبة للصراحة التي يتحلى بها فضلاً عن ذلك أنه صاحب فكر وسياسي بارع ومتجدد، أن أميناً يعتمر عدة (طواقي)، الأهم من ذلك فهو أبرز الشخصيات بوفود الحكومة المفاوضة مما أكسبة خبرة كبيرة في المحادثات، وقيادي بارز بالحزب الحاكم، ومسؤول رئاسي حيث يدير مكتب سلام دارفور .. اشتمل الحوار على ثلاث محاور (مفاوضات أديس ، الإستفتاء والحزب ومتفرقات بعضها شخصي) وبالإمكان أن تسأل أمين عن كل شئ فهو ليس لديه خطوط حمراء، حتى وإن سألته عن عدم اهتمامه بهندامه أو تسريحة شعره .. وقد سبق لي في حوار اجتماعي خفيف أن سألته عن ذلك، وقال إن الأمر يزعج زوجته جداً لكنه (فقري) ولا يأبه بقولها .. ولعل أمين الهادئ بالفعل (فقري) وأحكموا عليه بعد قراءة الحلقتين من هذا الحوار.

*ما جدوى التوقيع على خارطة الطريق بأديس أبابا في ظل تمنع الطرف الآخر بكافة مكوناته؟
-ما هو المنطق في ذلك وقد سبق أن وقع أحمد سعد عمر وغازي صلاح الدين مع أمبيكي، والآخرون جاءوا ووقعوا مع أمبيكي، والأمر ليس تفاوضاً لنقول ضروري أن يوقع الطرفان مع بعض.

هو موافقة على جدول الأعمال ونحن وافقنا عليه، وإذا وافق الطرف الآخر على جدول الأعمال سنجتمع لننفذ.
*كثيرون أصبحوا في حيرة من أمرهم بسبب التسمية.. مرة لقاء إستراتيجي وتارة تشاوري
أصلاً هو لقاء تشاوري حول كيفية المضي قدماً بالمفاوضات والمقصود منه أن يضع خارطة طريق أو جدول أعمال ليرتب متى (7+7) تلتقي الطرف الآخر ومتى تتناقش معهم. ومتى تجتمع بهم لجنة الترتيبات الأمنية وأين ومتى لجنة الترتيبات السياسية تجتمع.

*إلى متى لقاء وانفضاض وتبادل اتهامات؟
-نحن لن نتوقف ولن نيأس وسنتعامل معهم بطريقتين، الأولى سنقوم بواجبنا ونقوم بطرده من المناطق التي يمكن أن يؤذي فيها المواطنين وتؤثر على حياتهم بصورة سلبية، والطريقة الثانية أن نجعل له باب السلام مفتوحاً لمن أراد أن يأتي، وليس هناك شيء سيتوقف، إذا كان الطرف الآخر غير راغب أو عاجز أن يأتي للسلام، فنحن سنمضي إلى تنفيذ برنامجنا.

*لماذا قبلتم بوجود الصادق المهدي في غرف المفاوضات رغم رفض سابق بذات الخصوص؟
-نحن لم نعترض أن يكون في التفاوض، أي طرف في الخارج أراد أن يأتي للسلام يتناقش معنا في الخارج ليست لدينا مشكلة، اعترضنا على حديث من هو بالداخل أن يتحدث معنا بالخارج.

*مسألة المهدي هي نفسها فهو خرج من الخرطوم؟
-الصادق طلع وأصبح – إذا لم يكن جزءاً من التمرد، فهو جزء من حلف التمرد، نحن إذا قبلنا من ناحية منطقية أن نتحدث مع التمرد فلن يكون منطقياً أن نرفض التحدث مع حلف التمرد.

*هل بالفعل كان قريباً من التوقيع؟
-هذا أمر يقدره هو ولكنه طلب أسبوعاً حتى ينظر في الأمر.

*ولكن يقال إن المهلة لم تأتِ من الصادق المهدي؟
-على الأقل أن أمبيكي لم يقل لنا ذلك، وقد قال لنا إن الصادق طلب مهلة سبعة أيام واعتقد أن بيانه الذي أصدره لم ينكر، والمهلة طلبها السيد الصادق ونحن سمعنا ذلك من أمبيكي وليست هناك رواية أخرى من المهدي حتى نوازن بين الروايتين.

*الآن انتهت مهلة الأسبوع .. ثم ماذا بعد؟
-أنا لا أنظر إليها كمهلة ولا أعرف من الذي سماها مهلة، هم طلبوا سبعة أيام لينظروا في الأمر وانتهت الأيام، أنا كنت على يقين بأنهم لن يوقعوا خلال السبعة أيام ولا بعدها حتى يؤذن لهم خاصة حركات التمرد الموجودين في دولة الجنوب، وفي أوغندا فهي غير مسموح لها أن تمضي في طريق السلام الأن، لأن الأوضاع في جنوب السودان لم تستقر بعد والتسوية لم تكتمل، والرافضون للتوقيع جزء منهم من الفرقتين التاسعة والعاشرة، وجزء لا يتجزأ من الجيش الشعبي والجزء الآخر احتياطي للجيش الشعبي (حركات دارفور).

*هل تعتقد أن سلفاكير قبل أن يحسم أمره ويطلق سراح هؤلاء ويقول لهم اذهبوا أنتم الطلقاء، واعملوا السلام كما شئتم؟
-هذه أماني، ونحن ذهبنا ونعلم أن الأمر ليس يسيراً ولكن ذهبنا كي لا نتحمل مسؤولية النكوص عن السلام، إذا أصبحت للطرف الآخر رغبة للمجئ للسلام وقدرة مستقلة للمجئ للسلام فمرحب.

هل ستقبلون بوساطة سلفاكير؟
*سلفاكير وسيط أم طرف، هذا الجيش جيشه، (نحن مغفلين) عشان نجيب الخصم نفسه ليكون حكماً.
*الإستراتيجية تجاه الجنوب غير واضحة، الحكومة اعتبرت الجنوبيين أجانب ويعاملون كأجانب، بينما الداخلية لم تتسلم هكذا قرار
سوء فهم للقرار، وأصلاً الجنوبيون أجانب والمعاملة أمر يتعلق بجودهم كأجانب (يحملون جوازات ويسجلون كأجانب)، ولم يتطرق البيان للحديث عن الحقوق الأخرى (مثل العمل وخلافة)، بينما ورد أن يضبط وجودهم كأجانب، وهذا من الضروري إذا كنا في حالة حب أو عدمها لا بد أن نضبط وجود الأجنبي كأجنبي مهما كان الحال. الآن يأتي أناس من سوريا واليمن ويسجلوا كأجانب ولكن لا يعاملون معاملة الأجانب في الخدمات التي تقدم إليهم لكن لا بد أن يضبط وجودهم كأجانب.

*البعض وصف القرار بالانفعالي بدليل عدم وصول ما يفيد للداخلية؟
-أصلاً ليس قراراً وإنما توجيه.. الأول كان توجيهاً والثاني كذلك، فإما يصدر مرسوم رئاسي أو يصدر تشريع برلماني او يصدر أمر مؤقت رئاسي، هذه هي أشكال القرار في التعامل مع مثل هذه المسائل، وأصلاً كان توجيهاً يقول (في معاملتكم مع هؤلاء عاملوهم بأنهم سودانيون)، والتوجيه لا يلغي كما فهمت بعض الجهات كونهم أجانب وهم أجانب بالفعل، ولكننا نريد أن نكرمهم.

*ما هي دلالات زيارة الرئيس لدارفور في هذا التوقيت مع اقتراب موعد الاقتراع للاستفتاء؟
-لأن واحدة من أهداف زيارة الرئيس أن يشجع أهل دارفور أن يشاركوا بفعالية في الاستفتاء، لأن هناك جهات كثيرة تحرضهم على مقاطعة الاستفتاء يريد أن يقول لهم إن هذا الاستفتاء نحن نحتاج إلى رأيكم فيه لأنه سيؤثر ليس على الوضع الإداري في دارفور فحسب، بل سيؤثر على الوضع الإداري في كل السودان، ويجب أن تشاركوا فيه بفعالية.
صحيح أن المؤتمر الوطني يتبنى فيه مقترح الولايات هذا كحزب، لكن الحكومة يعنيها والمهم أن يصوت الناس، فالرئيس والوالي والمعتمد سيقولون للناس صوتوا لما تريدون أن تصوتوا له.
أما حينما يذهب المعتمد في ندوة حزبه يمكن أن يقول موقف حزبه بأننا نريد أن نصوت للولايات.

*لكن البشير رئيس المؤتمر الوطني؟
-هذا واقع هل ستلغيه، والناس عارفين موقفه ولن يقول للناس صوتوا للولايات وإنما يقول لهم صوتوا، أما موقفه معلوم فهو رئيس الحزب.
وهل تعتقد أن الحزب لديه قصة حب مع الولايات أو قصة كراهية مع الإقليم
-الحزب اختار خيار الولايات لشعوره أن الغالبية مع شعار الولايات، ولا يريد أن يعزل نفسه من رأي الغالبية وليس العكس، أو لديه وجهة نظر يريد أن يجذب إليها الغالبية،
ولوجوده وسط الناس عرف أن الغالبية مع الولايات ولا يريد أن يعزل نفسه بتبني وجهة نظر أخرى.

*لكن هناك أصواتاً في مؤتمر أهل المصلحة (كنانة)، تحدثت عن العودة للإقليم؟
-طبيعي أن يكون هناك رأي آخر، وأي أمر الناس تختلف حوله ولذلك كان الاستفتاء والناس ليست على قلب رجل واحد، والآن الجهة التي تقود السلطة الإقليمية تقول إنها مع الإقليم المشكلة شنو.

*بمناسبة الاستفتاء، ألا ترى أنه مستقبل سيفتح باب المطالبة بحق تقرير المصير؟
-هذا حديث غير مسؤول ثم أن أي شخص يعرف دارفور، يعرف أن هذا غير وارد.
*أنا أتحدث عن المستقبل وربما ليس قريباً ؟
-هذه مزايدة و(لا يوم القيامة ما بحصل)، وهذا حديث غير منطقي، لأنه لا يمكن أن تتوقع الأمر غير المحتمل، والأمر المحتمل أن غالبية أهل دارفور يستحيل أن يتفقوا على الانفصال وهم غير متفقين الآن على إقليم، هل سيتفقوا على انفصال.

*ولكن في الجنوب قال بعضكم لا انفصال سيحدث؟
-الجنوب يختلف، فحتى الجنوبيين الذين كانوا معنا في الحكومة كانوا مع الانفصال للأسف الشديد، وحتى نحن في المفاوضات كنا نعرف أنهم إما مع الانفصال أو لا يجرأوا بالحديث عن ضده، ولذلك كان الحوار تقوده الدولة والحكومة وليس طرفاً، هذا لا يعني أن أفراداً منهم كانوا مع الوحدة، لكن الغالبية الغالبة كانوا مع الانفصال.

*بمناسبة الوحدة، هل تحدث إليكم بعض الجنوبيين رسمياً بالعودة إليها؟
-نعم أفراد يصرحوا بذلك ولكن لا أعتقد أن هذا خيار غالب في الجنوب ولا وسط الجنوبيين.
*نعلم أن الاستفتاء استحقاق ولكن ألا تعتقد أن هناك قضايا أهم مثل الحوار الدارفوري الدارفوري، وإكمال ملف الترتيبات؟
-الحوار الدارفوري الدارفوري مستمر، وقبل أسبوعين دفعنا مليون دولار لمواصلة الحوار.

*أين تم هذا الأمر؟
-أنت الـ (وين)، عملوا له احتفالاً كبيراً في وزارة المالية.

*أنا أقصد أين هذا الأمر من أرض الواقع بدارفور؟
-في أرض الواقع تمت كل المرحلة الأولى في الولايات، (إنتو قاعدين تغطوا لي دارفور، بس قاعدين في الخرطوم).. كل مرحلة المحليات بدارفور تمت بتقدير ممتاز، وسنجتمع في لجنة المتابعة الدولية لعرض التقرير، والآن سينتقل الحوار إلى مستوى جديد.

حاوره: أسامة عبدالماجد
اخر لحظة


‫2 تعليقات

  1. البلد الشالكم فوق الراس .. دمرتوهو بي سبب
    تعاليكم وجهلكم وعدم تريسكم .. ياجاهل يامتعالي

  2. من انت أيها الوصولي المتعجرف حتى تصف من يعارضك بالتمرد انه التملق بعينه. انت وامثالك من ضيع السودان لكن ليك يوم يا بايخ . وحتى كلمة بايخ شوية فيك من طريقة كلامك التي تثير الغثيان .لعنة الله عليك شوف شنو كان اتجاهك وبعدين قلبت يعني نميل محل ما مال . استثمارات المدارس العالمية وتغولكم على أراضي الحكومة ومضايقة المساجد، بعد هذا كله تتكلم باسم الإسلاميين.