مقالات متنوعة

مؤمن الغالى : أنا عندي رأي تاني


وطريقان لا ثالث لهما تقودان الوطن إلى شاطئ الأمن والسلام.. إلى رياض الحب والإشراق والإبداع.. طريق شائك متعرج ترابي.. أحياناً به كثير من المطبات والحفر.. يمر على غابات وحشية يربض فيها الشيطان.. يتحاور فيه الأحبة والأخوان والمؤلفة قلوبهم وبعضهم (عينه) على السلطان والتوزير والصولجان.. هو طريق الحوار الوطني باهظ التكاليف والذي يتخلف عنه فريق.. بل فرقاء.. يقاطعه حزب.. بل أحزاب.. وهو أخيراً لا يقود مركبنا إلى (البصرة).
وطريق آخر.. يطلقه الجنرال فارع الطول.. صارم القسمات.. عالي الرتب والمقامات هو الرجل الثاني في الوطن.. هو الرجل الثاني في ربوة الحكم السيادية الشاهقة.. هو الجنرال بكري حسن صالح الذي تعهد أمام كل أضواء الدنيا بأنه سوف يقوم بإصلاح الدولة.
أنا مع الطريق الثاني خاصة وأن سحبه قد بدأت في الهطول.. وأن الوابل ما زال ينتظر.. والآن يا أحبة إليكم تفاصيل التفاصيل.. إليكم نسمات الأمل رقيقة عطرية ومنعشة.. إليكم القرار الزلزال.. قراري وأنا أضع يدي في أيدي الجنرالات الآن وقد تلألأت مقاعد صنع القرار الشاهقة بنجوم.. بل كوكبة من الجنرالات.
بل هو قطار اسمه قطار الأمل نغني له في فرح (عجبني مشيك طويت الوادي).. وراية في مقدمة (الوابور) منسوجة من شموخ النساء وكبرياء الرجال وقواد القطار ولله الحمد.. شكراً لله من الجنرالات الأشقاء بعد أن ترجل- ونأمل إلى الأبد- من القيادة أحبابنا من (الإخوان) الذين قادوا هذا القطار لمدى خمس وعشرين سنة وتزيد.. دهسوا محطات تشع حضارة وتضاء منها مشاعل العرفان.
و(شلعوا) مؤسسات كان يباهي بها الشعب شعوب الدنيا.. ويفاخر بها الوطن أوطان الدنيا.. وها هي هيئة قيادة القطار توافق أن يعود القطار إلى محطة انطلاقته الأولى ليصحح كل خطأ وكل خطيئة.
لست حالماً ولكن الشواهد على أن شمساً ستشرق على هذا الوطن قد بدأت أشعتها تتسلل من بين عتمة الليل الحلوكة.. وتتساقط باهرة على أرض الوطن الجميل.
ومن أين أبدأ واللوحات تزحم فضاء الوطن إبهاراً وإبداعاً وأملاً.. وتذهب إلى الهيئة القضائية.. بل إلى السلطة القضائية وهي تبسط سلطتها على كل ربوع الوطن.
وكان استهلالاً مدوياً حدث قبل مدة من الزمان ومولانا الوقور جداً رئيس القضاء حيدر يلتقي.. وقد تكون المرة الأولى التي يكون فيها الإعلام شهوداً على ثورة قضائية يرى الجميع أن القضاء يرفرف بجناحيه ناشراً العدل والمساواة بين كل أبناء الوطن الواحد.. وما انتهت أفراحنا وأيامنا الممراحة ولم تنطوِ أيام أعيادنا تلك إلا ومولانا عوض الحسن النور وزير العدل.. يعيد لنا الأمل ويطعن بأقلام العدل.. (بسنة) ريشة العدالة.. ملفات اليأس التي كان يعلوها الغبار.. بل كان يرقد على أغلقتها (التراب).. ومحاكمات علنية بالصورة والكلمة تتصدر صفحات الصحف في قضايا (تعبت) من التسكع في ردهات المحاكم.. ثم فتح ملف تلك الأراضي(اللغز) التي اقترنت بمكتب الوالي وإعلانات في الصحف تطلب من كل الذين حصلوا على (أراضي) بتسوية أمرهم مع جهات الاختصاص ولمدة أسبوع.. ويعود إلى الواجهة بعد طول تناسي (خط هيثرو) وما زال الوابل من الإنجاز ينتظر والقواد الجدد أسخى سحبه.