مقالات متنوعة

معاوية محمد علي : أغاني وأغاني


كنا وما زلنا من أكثر الداعمين لبرنامج (أغاني وأغاني) حتى يواصل المسير، ليس لأنه البرنامج الجماهيري الأوحد، و لأنه برنامج يجمع كوكبة من نجوم الغناء الشباب، ولكن لأن أغاني وأغاني هو البرنامج الوحيد في كل أجهزتنا الإعلامية الذي يهتم بالتوثيق لرواد الغناء والوحيد الذي يولي فن الآداء اهتماماً، وبالتالي يتواصل معه الشباب مع من سبقهم من أجيال غنائية ويتعلمون منه فن الأدائية وكيفية اختيار الأغنيات.
هذه الأسباب مجتمعة هي ما جعلنا نقف وراء استمرار البرنامج مع قناعتنا التامة أنه فقد بعضاً من بريقه بعد أن توقفت إدارة البرامج بقناة النيل الأزرق في محطات قديمة كانت له، ولم تعمل على انعاشه بأفكار جديدة تمثل عامل جذب له بعد أن انفض من حوله الكثيرون.
مؤخراً قال الإعلامي المخضرم، مقدم البرنامج الأستاذ السر قدور في حوار أجريناه معه في هذه الصحيفة، إنهم عملوا هذه المرة على إضافة الكثير من مساحيق الجذب والتجميل للبرنامج في نسخته القادمة، وإن اجتماعات متواصلة عقدوها لهذا الأمر، وبالطبع هي أخبار جميلة ولن نستبق الأحداث ونحكم على البرنامج في موسمه الجديد قبل أن نشاهده، رغم تخوفنا من العدد الكبير من المطربين والمطربات الذين تم اختيارهم للمشاركة، والذين لا ندري ماذا سيقدمون ولمن سيغنون ولمن تعطى الفرصة ومن يحرم ومن تكون إطلالته مجرد ظهور.
نقولها بكل الصدق إن برنامج (أغاني وأغاني) هو سيد البرامج الرمضانية في كل شاشات التلفزة السودانية، وإذا ما تعاملت معه إدارة النيل الأزرق باعتباره (البقرة الحلوب) والمغنطيس الجاذب للرعايات، تكون قد حررت له ولنفسها شهادة الفناء، خاصة وأن القناة فقدت الكثير جداً من ألقها القديم رغم محاولات التجديد التي طالت بعض البرامج وبعض الوجوه، ونقولها بصدق إن عدم وجود منافس حقيقي للقناة هو الذي جعل منها اسماً يتردد بين القنوات السودانية، وغير ذلك لأصبحت نسياً منسياً، ولحقت بقنوات هارموني والأمل وزول وغيرها من قنوات (ماتت وشبعت موت).