الطيب مصطفى

الشهادة السودانية .. ما خفي أعظم!


أخيراً وبعد تأخير غير مبرر قامت وزارة الخارجية باستدعاء السفير الأردني بالخرطوم للاحتجاج على التناول السالب للإعلام الإردني حول ملابسات الغش والتسريب في امتحانات الشهادة الثانوية السودانية.
دهشت أن احتجاج وزارة الخارجية اقتصر على التناول الإعلامي الأردني الذي احتشد بقلة الأدب والتطاول على السودان وشعبه وعلى نظامنا التعليمي، بالرغم من أن التجاوز والغش والتسريب حدث من جانب الطلاب الأردنيين، ولم يطل ذلك الاحتجاج وزارة التربية الأردنية التي تجاوزت هي الأخرى الأعراف والتقاليد المرعية، حيث أدلى مسؤولوها بتصريحات تنال من سمعة الشهادة السودانية بل أنهم أصدروا حُكماً بإلغاء شهادة هذا العام وربما يمتد الإلغاء إلى المستقبل.
التعامل السياسي والدبلوماسي الأردني مع السودان ظل على الدوام سيئاً وكريهاً ومتطاولاً، وكم من تجاوزات حدثت من جانب الأردن في التعامل مع السودانيين على أسس عنصرية مقيتة، رأينا آخرها خلال الأشهر القليلة الماضية في مطار عمّان بالرغم من أن المرضى السودانيين يرفدون الخزانة الأردنية بعشرات الملايين من الدولارات كل عام .
يبدو لي أن هذه الخطوة (استدعاء السفير) ينبغي أن تتبعها خطوات أخرى أكثر صرامة حتى ولو اقتضى الأمر خفض التمثيل الدبلوماسي والحد من سفر السودانيين للأردن من خلال التضييق على تأشيرات الخروج أو غير ذلك من الإجراءات، فما هي قيمة الأردن حتى يسيء المرة تلو الأخرى للسودان وشعبه ونظامه التعليمي؟.
في المقابل سررت لحديث وزيرة التعليم المصرية لإحدى القنوات الفضائية بالقاهرة، فقد أشادت بالشهادة السودانية وتحدثت عن قوتها ومكانتها الدولية، وقالت أن (1477) مصرياً جلسوا لامتحان الشهادة السودانية هذا العام، وأن من تورطوا في التزوير بلغ عددهم (26) طالباً، وتحدثت عن أن وزيرة التربية السودانية الأستاذة سعاد عبدالرازق كشفت لها عن حجم الغش والتزوير، ولكن أكثر ما لفت نظري أن الوزيرة المصرية علمت من سعاد أن هناك ثلاثة معلمين سودانيين متورطين في كشف الامتحان.
ذلك هو مربط الفرس الذي ينبغي أن يجعلنا نلطم الخدود ونشق الجيوب حزناً على ما يمكن أن يكون قد حدث بالفعل مما لا نعلمه، وأخشى أن يكون المخفي أكبر بكثير مما رشح وتم تداوله في الإعلام.
هل يعقل أن المعلمين المتورطين في هذه العملية القذرة ، سواء كان عددهم ثلاثة أو أكثر ، لم يسربوا الامتحان إلا للأجانب ؟.
لم استغرب البتة أن يظهر الفريق أول محمد عطا في الإعلام خلال حفل تكريم المعلمة (منجدة) التي اكتشفت عملية التسريب والغش بمدرسة علي السيد بأركويت، فظهوره يطمئن أكثر، وكما قالت الوزيرة المصرية إن السلطات السودانية تعتبر الشهادة الثانوية السودانية قضية أمن قومي، ولذلك أشعر أن ما حدث أكبر من أن يستهان به أو يتم التعامل معه بلا مبالاة، وليس مهماً أن نعلم كل شيء لكن المهم أكثر أن يُولى الأمر ما يستحقه من اهتمام حتى لا يتكرر، سيما وأن تحدي تطور التقنيات الحديثة يتطلب مواكبة لنظم المراقبة والمتابعة ومعرفة تلك المستجدات من خلال رصد أساليب مكافحة الغش في الدول المتطورة.


‫4 تعليقات

  1. فما هي قيمة الأردن حتى يسيء المرة تلو الأخرى للسودان وشعبه ونظامه التعليمي؟.+
    نعم هذا الذي يجب ان يعرفه كل الاردنين ان ليس لهم قيمة عندنا ولا يعنونا في شىء – ما باقي الا الاردن التى لا تعادل مساحتها مساحة جامعة الخرطوم العريقة .

  2. شعب حقير معتاشين من الكوارث التي تحدث لجيرانهم في العراق وسوريا وفلسطين

  3. الأردن شعب عايش على المنح والإعانات .. ديل الطماطم والزيتون والخضروات بتجيهم من اسرائيل وكلهم جواسيس وخائنين لبلدهم . لو لا اسرائيل لما كانت هناك الأردن..

    ينتقدون مستوى التعليم في السودان ، ونسوا أن جامعاتهم بتدرس رواية الأديب العالمي الطيب صالح (موسم الهجرة الى الشمال) ضمن المنهج الدراسي. وكل الأردنيين يحملون شهادات ماجستير من جامعتي ام درمان الإسلامية وجامعة جوبا سابقاً.