حوارات ولقاءات

د. أمين حسن عمر .. و الصراحة المتناهية ..!!


ما من شك ان إجراء مقابلة مع د. أمين حسن حسن عمر، مسألة مهمة جداً نسبة للصراحة التي يتحلى بها فضلاً عن ذلك أنه صاحب فكر وسياسي بارع ومتجدد، أن أميناً يعتمر عدة (طواقي)، الأهم من ذلك فهو أبرز الشخصيات بوفود الحكومة المفاوضة مما أكسبة خبرة كبيرة في المحادثات، وقيادي بارز بالحزب الحاكم، ومسؤول رئاسي حيث يدير مكتب سلام دارفور .. اشتمل الحوار على ثلاث محاور (مفاوضات أديس ، الإستفتاء والحزب ومتفرقات بعضها شخصي) وبالإمكان أن تسأل أمين عن كل شئ فهو ليس لديه خطوط حمراء، حتى وإن سألته عن عدم اهتمامه بهندامه أو تسريحة شعره .. وقد سبق لي في حوار اجتماعي خفيف أن سألته عن ذلك، وقال إن الأمر يزعج زوجته جداً لكنه (فقري) ولا يأبه بقولها .. ولعل أمين الهادئ بالفعل (فقري) وأحكموا عليه بعد قراءة الحلقتين من هذا الحوار.

*لماذا الاهتمام بالاستفتاء أكثر من الحوار الدارفوري؟
-لأن الحوار الدارفوري ليس موضع خصام والجميع متفق بشأنه، الاستفتاء موضع خصام، الهدف منه حل مشكلة مختلف حولها.
وهو حوار أهلي ليس بين الحكومة والمواطنين، هو بين المواطنين بعضهم بعضاً، ليتفقوا حول قضايا أهمها المصالحات والعدالة، قضايا تقسيم الأراضي وعلاقة المواطنين بملكيتها، الواقع حول تقسيم الأغراض، وغيرها من المسائل.
*هل الحوار سيشمل التعويضات؟
– التعويضات مسألة محسومة بواسطة الاتفاقية، لا تحتاج لنقاش، هؤلاء سيناقشوا الأمور التي تركتها الاتفاقية للحوار الدارفوري الدارفوري، مثل ملكية الأرض وعلاقة القبائل بها.
*ما هو مستقبل السلطة الإقليمية بعد استفتاء دارفور؟
– السلطة مدتها انتهت قبل عام وقمنا بتمديدها لسنة أخرى، لأجل الاستفتاء، وعندما تنتهي العملية سينتهي وجود السلطة الإقليمية، ولكن لن ينتهي بالطبع وجود الاتفاقية، الناس ما قادرين يفهموا أن السلطة واحدة من الأجهزة الموقوتة الخاصة بالاتفاقية، وهناك أجهزة ستظل مستمرة مثل صندوق إعمار دارفور، صندوق العودة والتعويضات، هذه الأمور موجودة في الاتفاقية بتوقيتات، أجهزة عمرها ست سنوات، وأخرى تقام من الشهر الأول، وأخرى تسمى المصفوفة تكون مع نهاية الاتفاقية، تحدد كل اتفاق متى يبدأ ومتى ينتهي.

*لكن يا دكتور أنت تتحدث عن إيقاف الرأس بينما…
مقاطعاً: مين قال إن السلطة هي الرأس، رأس شنو، السلطة لديها مهام محددة، هذه شراكة، الحكومة الاتحادية لديها عمل فيها وكذلك الولايات، والسلطة نفسها ثم أن الجزء المهم في عمل السلطة المتعلق بالمفوضية سيستمر، غالبية هذه المفوضيات ستستمر، لأن توقيتها مرتبط بمهام لم تنتهِ.
*بدون جسم رقابي؟
– كل السلطة جسم اتحادي تابعة لرئاسة الجمهورية، وستكون هناك جهة تتبع للرئاسة، مشرفة عليها.
*ليست السلطة بشكلها الحالي؟
– السلطة بشكلها الحالي مدتها في الاتفاقية أربع سنوات، ومددت لسنة وهذا لا يعني.. ربما تمدد لسنة إضافية، ولكن أنا لا أعتقد أن هذا هو الأمر الراجح الآن.

لماذا؟
لأن أقوى الأسباب التي أدت الى تمديدها السنة الماضية كان هو الإستفتاء، حيث كانت لديها واجبات تجاهه خاصة إذا إختار الناس الإقليم، من واجب السلطة أن تعمل مع رئاسة الجمهورية على وضع دستور للإقليم، وهنا تكون لديها مهمة وإذا اختار الناس استفتاء قد لا يكفي الوقت المتبقي للإتفاق على دستور، فيمدد بقدر الوقت المطلوب.. أمام حال اختار الناس الولايات فعلى الأرجح أن تذهب السلطة، لأنه لن يكون هناك حاجة إليها، لأن صلاحياتها ستذهب مباشرة للولايات، والمفوضيات ستذهب لرئاسة الجمهورية.
*لنأتي الى محور آخر نتناول بعض المتفرقات.. بعد رحيل الترابي ماهو شكل ومستقبل علاقة حزبكم بالشعبي ؟
– هي علاقات حزبية، ثنائية يحددها الطرفان وليس طرفاً واحداً وأعتقد أن الأوضاع ستكون أفضل لمؤشرات كثيرة، دلت على ذلك، ليس بسبب ذهاب الترابي ولكن بسبب إلتزام حزبه بتوجيهاته.

*وماهي هذه التوجيهات؟
– إن يمضي الناس في طريق المصالحة وقيادة حزبه ماضية في إنفاذ وصيته.
*هل هي مصالحة أم وحدة؟
لا أعتقد وحدة وحتى الترابي لم يتكلم عن وحدة، كان يتحدث عن المنظومة الخالفة وهي أن الكيانات تتفق على مقاصد وبرنامج أشبه ببرنامج الحوار الوطني، مثل تحالف قوس قزح، والترابي لم يتحدث عن دمج، بل تحدث عن من سيأتي من بعده ليقود الشعبي، وهذا دليل على أنه لم يفكر في إدامج الحزبين، وإنما التفكير في علاقات إيجابية، بين كل القوى المتشابهة.
*هل المقصود تذويب كل التيارات الإسلامية في وعاء واحد؟
– كيف تذويبها وهي قائمة على فكرة تحالف وتكتل، كل حزب سيظل باستقلاليته.

*معني هذا أن النظام الخالف مرفوض من جانب حزبكم ؟
– لا أحد يقضي بإدماج أو إدخال حزب إلا المؤتمر العام للحزب، وإذا طرحت الفكرة لابد أن ينادي لمؤتمر عام إستثنائي وأنا لا أرجح هذا، لأنه لا أحد من الأطراف يسعى إليه أصلاً، ولا الشعبي طلب إندماج يضم القوى المتشابهة وهي ليست القوى الإسلامية، كما تعتقد الصحافة، يتحدثون عن حزب الأمة والإتحادي ايضاً لتشابه المقاصد، وهي فكرة عادية وفكرة الترابي من الماضي لا جديد فيها وأول تنظيم أنشأه كان جبهة الدستور ولم يؤسس حزباً، طريقة الترابي توحيدية جمع من قبل حتى التجانية وأنصار السنة.
*سبق أن نقلت شعورك للملأ بأن المؤتمر الوطني في حالة (عطلة).. هل انتهت هذه العطلة؟
– أي حزب يحتاج الى بذل جهد كبير في تطوير أداؤه، وخاصة إذا كان ضخماً، لأنه يحتاج الى طاقة ضخمة، كي يقوم، أي (زول تخين خالص كي يقوم يحتاج الي طاقة ضخمة)، هذه الطاقة للأسف لم ترفد بوثيقة الإصلاح الحزبية والتي لها جزءان (إصلاح الحزب وأنا لا أرى الناس ناشطين فيه) وجزء متعلق بإصلاح الدولة وهذا فيه إشراف ومتابعة، من قبل النائب الأول.

* بماذا تنصح الوطني؟
– أرجو أن يلتفت من المشغولات اليومية الى متابعة لصيقة لعملية الإصلاح الداخلي من دون حزب فعَّال يقود الساحة سيظل الوضع- في الغالب-في الساحة السياسية ملتبساً.
* إذن تتخوفون أن يكون مصير الوطني مثل الإتحاد الإشتراكي كما قال الرئيس؟
– هذا ليس سب للإتحاد الإشتراكي، ولكنه كان حزب سلطان، وحزباً واسعاً أصابته كثير من أمراض الأحزاب الحاكمة الواسعة مثل أن يجتذب الناس الى مصالحهم أكثر من مبادئهم.

*الوطني (ابن عمه) ؟
– كل الأحزاب الحاكمة والكبيرة (كدة)، أي وهم بأنه حزب حاكم وكبير سيكون هو ذاته الصف الأول صاحب المباديء هذا وهم وأماني، أي حزب عندما يتحول لحزب حاكم سيدخل فيه الجميع، لأنه لايمتلك مصفاة، هل لديه (صفاية) للناس وأي شخص سيدخل، والحشاش سيملأ شبكته، ولذلك يحتاج الى مراجعات وتدقيق وإصلاح داخلي، والى تمكين من الديمقراطية الداخلية كي يقوم بعملية الفرز، فإذا أنت أضعفت الإصلاح والديمقراطية الداخلية عمليات الفرز هذه ستضعف، وسيتسلل الأشخاص غير المرغوب في أن يكونوا واجهة الحزب الى الواجهة
*هل تسللت امثال تلك الشخصيات الي الوطني؟
– بالطبع.. لكن لن أسميهم لك، وهذا في أي حزب موجود فيه أناس جاءوا لاجل قضية وبعضهم لدنيا يصيبها وإمراة ينكحها.
*ماسر الهجوم الكثيف عليك في مواقع التواصل؟
– هذا لا يعنيني.. وقد تعلمنا من شيخ حسن أن الرد على القول الاحمق قول أحمق آخر..

*أصبحت تدلل بمقولات الترابي بعد رحيله ؟
– أدلل به طول عمري فيما اقول وأكتب لأنه كان دليلاً فكرياً بالنسبة لي.
*منذ المؤتمر العام للوطني كنت ناقداً وبشكل حاد!
ولا أزال ناقداً وبشكل صارخ، لأن النقد جزء من عملية التطوير ولن أكف عن النقد.
*حتى النقد قلَّ، ربما إنطبق عليك المثل الدارفوري (وضعوا في خشمك جراداي)
ليه الجرادة ؟ أنت قل لي الجرادة في شنو أنا لا أريد منصباً وأجلس في هذا الكرسي بالإجبار والمكتب القيادي دخلته بالتصويت، ولا أريده واليوم لو اعفوني لأراحوني.

*أدخلوك البرلمان !!
– دخلت مجبراً أيضاً وطلبت وضع اسمي في نهاية القائمة، ولم أتوقع الدخول.. على أي حال هذا لا يعنيني وهذه غمور شخصية، فمن أراد أن يفترض أن عندنا (جراداي) وعندنا مصالح وعندنا عمارات وبيت في مربع (11) في كافوري (يقول اليقولو وياخد راحته)، الذين يتعاملوا معنا مباشرة يعرفوننا والآخرين غالبية الشعب السووداني نثق في حكمته وحصافته.. أما أصحاب الغرض موجودون هل سأكون مهووساً إن لم يحدث إجماع إنني من أهل الفضل والنقاء والطهر إذا تخيلت ذلك سأكون مأفون ومخبول لا أكثر.

حاوره: أسامة عبدالماجد
صحيفة آخر لحظة