مقالات متنوعة

احمد يوسف التاي : اعرض عن هذا


علمت من مصادر مسؤولة أمس أن محاولات و”تخريجات ” تجري سراً وعلناً، وخلف الكواليس وأمامها للتصرف في مبالغ، كان قد تم رصدها لكهرباء شرق وغرب نهر الدندر التي بشّر بها رئيس الجمهورية قبل ست سنوات، وهو تصرّف ظالم إذا ما اكتملت تدابيره سيحرم أصحاب الحق المشروع، من خدمة مستحقة انتظروها منذ بناء خزان سنار في العام 1925، وينتزعها بغير حق لصالح آخرين .
أتابع منذ فترة تحركات أحد نواب ولاية سنار بالبرلمان، وهو يجتهد في صناعة “الحيل” ليضع يده على جزء من تلك المبالغ المخصصة لكهرباء شرق وغرب الدندر وتحويله لثلاث قرى فقط بمنطقة تتبع لدائرته، لا أدري كيف حدث ذلك؟، ولا أدري ما الذي يدفعه ليضع يده على مبالغ مخصصة بضوابط ولوائح وقرارات رسمية ويهم بتحويلها إلى أهل دائرته؟ نتساءل إن كان لسؤالنا مشروعية، ما الذي أغرى ذلك النائب المحترم أن يقبل على هذه الخطوة المستفزة رغم علمه التام أن المبلغ مرصود لمشروع كهرباء شرق وغرب الدندر، ولا علاقة له ولا دائرته بهذه المبالغ؟
قلت لنفسي ربما دفعه لذلك “الطيبة” وحسن المعشر الذي وجده في زملائه،”نوابنا” بالبرلمان أو لربما أغراه علمه بأن “الدندر” لا بواكي لها، ولأن من يمثلونها بالبرلمان ناس “شيوخ عرب ظريفين وكريمين” لا يعرفون “الملاواة” و”فهلوة” السياسة، والتربيت على “الكتوف”..
أياً كانت دوافع النائب البرلماني المحترم، والذين من خلفه، وأمامه ليس هو المهم، ولكن المهم أن يبحث عن فضاء آخر يمارس فيه ألاعيب السياسة، فقد بلغ السيل الزبى، وبلغ معه صبر “الحليم” المنتهي، فيجب ألا يستفز “الحليم” أكثر مما كان قد حدث، فإن كان الحلم والصبر مدعاة للظلم وانتهاك للحقوق فلا مرحباً بهما…
نعم هم شيوخ عرب وأفاضل و”فناجرة” طيبون، لكن لا ينبغي أن تكون تلك صفات تجلب “الحقارة” والهوان، حتى أصبحت المنطقة اليوم أسوأ بقعة في السودان من حيث بؤس التنمية ومستوى الخدمات رغم ما بها من إمكانيات مادية وبشرية، وموارد طبيعية تزخر بها الأرض، فماذا تبقى من الصبر وأبراج الكهرباء تشق طريقها عبر تلك القرى “المظلمة” “المظلومة” إلى أثيوبيا ولا يصيبها معشار ما ظفرت به قرى إثيوبية، وماذا تبقى من الصبر وخزان سنار يقف شاهداً على البؤس على مدى “91” عاماً، وهو يرسل تياره للأبعدين، ولا يعير الأقربين الذين هم أولى بالمعروف مجرد نظرة، مثل “ضل”شجرة الدليب الذي “يرمي” بعيداً .
بالمناسبة ليست هي المرة الأولى التي تجري فيها محاولات تحويل “الدعم” إلى الأعلى صوتاً بل حتى المساعدات الخارجية في بعض الأحيان تأتي باسم الدندر ثم تذهب الى ما سواها، فأي ظلم أكثر من هذا، فقد سبق أن أجازت الأمم المتحدة دراسة قام بها الخبير الاقتصادي د. منصور يوسف العجب”مشروع إيفاد” لتستفيد منه “100” قرية بشرق الدندر، وتم وتمويله بـ”25″مليون دولار، ولكن بقدرة قادر ذهبت نصف الميزانية لمنطقة الدالي والمزموم، الأمر الذي كان كثيراً ما أثار غضب صاحب الفكرة والدراسة -يعني لا يرحموها ولا يخلوا الرحمة تنزل عليها..
أعود وألخص: أن المبالغ المرصودة لكهرباء شرق وغرب الدندر هي شأن ولائي يتم بالتنسيق بين وزيري المالية والتخطيط العمراني بالولاية مع وزارة المالية الاتحادية، والأمر كله والاختصاص والقرار في يد حكومة الولاية حسبما هو معلوم قانوناً وعرفاً، ولا شأن للنائب البرلماني “المتعدي” ولا يحق لأية جهة أخرى وبأية صفة أن تطلب أو تتصرف في هذه المبالغ للحصول على كسب سياسي، ياخ ناس دايرتك بتقلع ليهم حقنا نحن؟؟؟! ما تشوف ليك صرفة تانية!!…. اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين.