رياضية

إنقلاب هلالي.. بفرمان ليبي..!


أحدث كابتن طارق العشري، المدير الفني لفريق الهلال السوداني انقلاباً في التركيبة التي خاضت مباراة الأهلي العاصمي لحساب الجولة 11 من دوري سوداني الممتاز أمس الأول باستاد المريخ، وفاز فيها برأسية القائد سيف مساوي، وأعاد المدرب عديد الأقدام المكبلة في الفترة الماضية إلى الواجهة مجدداً على غرار متوسط الدفاع مالك محمد أحمد، الذي شاهده الجمهور بالقميص الأزرق آخر مرة في مباراة مازيمبي الكونغولي في أغسطس من العام الماضي، وكانت مشاركته إضطرارية بعد رحيل المدافع السيراليوني ديفيد سيمبو، وتوقف من بعد لإصابته في مباراة المنتخب الوطني ونظيره الجابوني، وبالتالي تخلف عن مباراة النادي مع سموحة المصري في 11 سبتمبر بالإسكندرية،

ومنها صعد الهلال إلى الدور نصف النهائي، ودفع به العشري أمس الأول إلى جانب القائد سيف مساوي، الذي شارك لأول مرة أساسياً ولتسعين دقيقة منذ بداية الدوري، على أساس أنه لم يكن مؤهلاً للمشاركة أفريقياً، على خلفية الإستغناء عن الغاني صمويل أبيكو وضعف مردود الوطني عمار حسن الدمازين.. وفي الوسط استعان بجهود الشاب عماد الصيني والمتألق أبوعاقلة عبدالله، الذي لم يكن من أولوياته، في غياب نصر الدين الشغيل ونزار حامد للإصابة والغاني نيلسون لازغيلا للإستغناء، فيما دفع بوليد علاء الدين على الوسط الشمال بدلاً عن شيخ أحمد موكورو الإيفواري، الذي شمله الرحيل مع السنغالي سليمانو سيسيه، وشاهد الجمهور المهاجم الشاب محمد عبدالرحمن أساسياً إلى جانب مدثر كاريكا بعد غياب طويل.
هذه المتغيرات والإنقلاب في التشكيل الهلالي لم يكن مفاجئً لأحد من واقع ما رشح من أخبار من مسؤولين هلاليين وصحف موالية، ضمن حملة التبشير بالهلال الجديد، اعتماداً على عناصر شابه، كرد فعل أو ثورة تغيير عقب السقوط الداوي من المرحلة الأولى لكبرى بطولات الإتحاد الأفريقي لكرة القدم، بعد تسع سنوات كان الفارس الأزرق يمثل رقماً صعباً في الأدوار الأخيرة.

لم يخالف العشري ومعاونيه توقعات الصحافة أو تصريحات المسؤولين بمجلس الإدارة، وهو يدفع بالتشكيل الذي بشروا به وأعلنوا عنه بعد الخروج مباشرةً، واضطلع المصري بالتنفيذ بالكامل وأجرى تعديلات واسعة، وهو أمر غير مقبول بمنطق كرة القدم وعلم التدريب، ولكنه أخفق في تغيير صورة الفريق المهتزة والمقلوبة في ذاكرة وأذهان الجماهير الهلالية، التي قاطعت المباراة، وفضلت البقاء أمام الشاشات لمتابعة كلاسيكو الأرض بين ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين.. وحتى الذين حضروا انصرفوا عن واقع المباراة الضعيفة لتمرير مواقفهم وأجندتهم للهتاف ضد الإدارة والجهاز الفني واللاعبين.
خذل البدلاء مشروع الإدارة والعشري والصحافة في هذه المباراة على الأقل، ولم يكونوا في مستوى الحدث أو مواكبة المرحلة، حيث لم يقدموا ما يدعو أنصار الهلال لتناسي النكسة الأفريقية وأثارها السالبة أو ما يبشر بمستقبل أفضل.. وحتى الفوز الذي تحقق جاء عسيراً وبحل فردي تخصصي من القائد مساوي، في الوقت الذي وجد فيه الأهلاوية فرصاً عديدة لإدارك التعادل على الأقل.

يعيش فريق الهلال مرحلة انعدام وزن، جراء الوداع المبكر من دوري أبطال أفريقيا على يد الأهلي طرابلس الليبي، ولم يتجاوز كل منسوبيه تفاصيل ما حدث، ويظهر ذلك في عديد المواقف والقرارات المضطربة، ومنها الإستغناء عن أربعة محترفين أجانب والتفكير في مزيد من الضحايا مستقبلاً وتوجيه أصابه الإتهام للاعبين وطنيين كبار بحجم كاريكا وبشة ونزار، وتخبط في اختيار التشكيل والتبديل وغيرها.. ولن تقف الأمور على ماهي عليه…!.

الخرطوم: القلع عثمان
صحيفة آخر لحظة