تحقيقات وتقارير

تحديات دارفور الكبرى لا تفارق تحقيق التنمية وتعضيد الأمن بجانب عودة اللاجئين.. كيف تسهم زيارة البشير في ترتيب المرحلة المقبلة وإرساء دعائم حقبة ما بعد الحرب؟ في الاتجاه الصحيح


وجدت زيارة رئيس الجمهورية إلى ولايات دارفور والتي أعلنت عنها اللجنة التحضيرية ارتياحاً كبيراً من قبل الأحزاب والحركات المسلحة خاصة وأنها تؤكد استقرار الأمن والتطورات في التنمية والاقتصاد وذلك حسبما تشير إليه الساحة الآن. الزيارة التي تستغرق (5) أيام وتتزامن مع فترة استفتاء دارفور يقول بصددها عدد من المهتمين والأحزاب وقيادات الحركات على مستوى المركز والولايات إن من شأنها أن تحدث طفرات كبيرة على المستوى الأمني والاقتصادي بولايات دارفور خلال المرحلة المقبلة. وبحسب عبد الكريم موسى، وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم السلطة الإقليمية لدارفور، فإن الدافع والسبب لزيارة الرئيس ليس للاستفتاء، كما يردد البعض، وإنما تدل على اهتمام الدولة بقضايا دارفور وإنفاذ برنامج رئيس الجمهورية الذي التزم به للوقوف على الولايات بشكل مباشر خاصة وأنه سيلتقي الجماهير والولاة ومنظمات المجتمع المدني. ويصف محدثي الزيارة بالطبيعية والشاملة، وهي فقط تتزامن مع الاستفتاء، وقال إن ولايات دارفور الآن تشهد استقراراً أمنياً غير مسبوق إلى جانب الطفرات التي حدثت في التنمية والإعمار والاقتصاد.

أما تاج الدين بشير نيام، رئيس اللجنة السياسية بحزب التحرير والعدالة، فقد أوضح أن تزامن زيارة الرئيس لولايات دارفور مع الاستفتاء الإداري يدل على أن القضية قومية وتجد اهتماماً كبيراً على مستوى رئاسة الجمهورية، مشيراً إلى أن الوضع الأمني مستقر وفي أحسن حالاته وأفضل من أي وقت سابق، وزاد في حديثه أن الزيارة تؤكد اهتمام والتزام رئيس الجمهورية ببرنامجه الانتخابي الذي طرحه خلال الفترة السابقة. وأضاف نيام أن اهتمام الدولة والزيارة ستخلق مساحة كبيرة للتفاكر والنقاش بين الحكومة والشعب حول قضايا المنطقة خاصة وأن هنالك مشروعات تنموية تم افتتاحها مؤخراً، وأكد أن كل المؤشرات تدل على أن ولايات دارفور ستشهد طفرة تنموية وأمنية غير مسبوقة.

وعن القضايا والمشاكل التي تواجه مواطني ولايات دارفور الخمس يرى فضل السيد شعيب، رئيس حزب الحقيقة الفدرالي، أن زيارة الرئيس تؤكد اهتمام الدولة بحل مشكلات دارفور ومعالجة كثير من القضايا خاصة وأن الرئيس يلتقي ولاة الولايات مباشرة والجماهير وكل هذه الخطوات تؤكد أن هناك خطوات عملية لحلحلة قضايا دارفور.

ويؤكد شعيب استقرار وتأمين جميع الولايات الخمس في الآونة الأخيرة سيما وأن حركات التمرد انحسرت في مناطق حدودية بعيدة وهذا مقدور عليه بالترتيبات والتحوطات الأمنية المتبعة من قبل السلطات وأشار إلى أن هناك أكثر من (29) حزباً تساند استفتاء دارفور ودعم خيار الولايات وهذا ما يؤكد اهتمام التحالفات الحزبية والسياسية بولايات دارفور.

وفيما يتعلق بمشروعات التنمية والاقتصاد يشير نهار عثمان نهار، الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة (جناح دبجو)، إلى أن الزيارة ستدعم مشروعات التنمية والاستقرار وتحضر لعودة النازحين إلى مناطقهم خاصة وأن هناك حزمة من المشاريع تكلفتها (88) مليون دولار افتتحتها السلطة الإقليمية بدارفور مؤخراً، وأشار إلى أن الزيارة ستصب في مصلحة التحديات الكبرى للمنطقة وهي تحقيق التنمية والجوانب الأمنية بجانب عودة اللاجئين وأشار إلى أن زيارة الرئيس لولايات دارفور طبيعية خاصة مثل زياراته المتكررة لولايات السودان، ولكنها تزامنت مع فترة الاستفتاء وهذا ما يؤكد اهتمام الدولة على مستوى رئاسة الجمهورية بالقضية خاصة وأن الاستفتاء استحقاق في المقام الأول.

وكان رأي د.آدم موسي مادبو، القيادي بحزب الأمة القومي، حول زيارة الرئيس لولايات دارفور أنها تأتي في الاتجاه الصحيح لحلحلة قضايا البلاد بشكل مفصل وكل ولاية على حدة خاصة وأنه نفذ العديد من الزيارات للولايات الأخرى، وتزامن الزيارة مع الاستفتاء يمنح الفرصة الكافية لمواطني دارفور في حرية التصويت في كيفية حكم ولاياتهم خاصة وأن غالبية المواطنين يريدون حكم الولايات بدلاً عن الإقليم الواحد وقال هذا الخيار يضمن لكل مواطن ومسؤول بالولاية الاحتفاظ بحقه ومنصبه سواء على المستوى التنفيذي أو التشريعي إلى جانب تقديم الخدمات والروابط الأسرية، وزاد قائلاً إن الوضع الأمني بولايات دارفور خلال الفترة الأخيرة مستقر نسبياً ولا توجد تفلتات سوى في المناطق الطرفية البعيدة ووصف زيارة الرئيس بالمهمة في تحقيق الاستقرار الأمني والتنموي والاقتصادي خلال المرحلة المقبلة.

في الأثناء تقول دكتورة سهير أحمد صالح، القيادية بحزب المؤتمر الشعبي، إن زيارة الرئيس الى دارفور تؤكد أن البلاد آمنة بشكل عام وبصفة خاصة ولايات دارفور وهذه مؤشرات بأن ليس هناك أي مخاطر أو تفلتات بولايات دارفور خاصة وأن الفترة الأخيرة شهدت انحساراً للحروبات بالمنطقة. وأشارت سهير الى أن الزيارة تأتي في الاتجاه الصحيح لتحقيق التنمية والاستقرار خاصة وأن ولايات دارفور تتمتع بمنتجات زراعية وثروة حيوانية الأمر الذي بدوره يخلق طفرة كبيرة في إنعاش المنطقة اقتصادياً وشددت على ضرورة الاستفادة في الزيارة لصالح زيادة الإنتاج وإنشاء المزيد من المصانع ومدخلات الإنتاج لضمان تقليل البطالة وانشغال الشباب بالأعمال وخلق مصادر دخل للأسر لإغلاق الباب أمام الاتجار بالبشر والتجنيد الذي تقوم به والحركات التي تستغل قضايا المواطنين المعيشية، مؤكدة أن الإنعاش الاقتصادي والتجاري وخلق فرص العمل يفوت الفرصة على قادة التمرد لخلق خروقات أمنية جديدة.

استطلاع: الطاف حسن الجيلي
صحيفة اليوم التالي