مقالات متنوعة

ابراهيم دقش : أنا راكب سفينة نوح!!


من حق أي إنسان أن ينام وأن يحلم، كما من حقه أن يصحو ويطلب تفسيراً لأحلامه التي سيجد لها ألف وجه وألف وجهة، لكن أن يزعم شخص بأنه رأى في المنام خير خلق الله، محمداً رسول الله، فهنا تكون النقطة الفارقة.. فكيف عرف أن من رأى في نومه هو سيدنا محمد “صلى الله عليه وسلم”؟ أما سمعتم بذاك الذي زعم أن “عمر بن الخطاب”، رضي الله عنه، جاءه في المنام وأمره بكذا وكذا فطلب منه مستمعوه أن يصفه، وما أن فرغ من الوصف حتى هبوا فيه جميعاً بأن ذلك الوصف ينطبق على الأستاذ “عمر الجزلي”.
وصاحبنا الذي قال إنه رأى الرسول- صلوات الله عليه وسلامه– في منامة ذهب بعيداً جداً فزعم أنه قال له نصاً إن من يعادي (فلان) فقد عاداني.. و(فلان) المقصود زعيم سياسي تقليدي معروف.. ولم نسمع تعليقاً من السامعين الذين ربما راقتهم الفكرة أو بينهم من رسمها لكن الواجب كان يقضي ويقتضي إيقاف ذلك الرجل المنتسب لحزب (فلان) ومنسوب طريقته وأيديولوجيته، عند حده، بدلاً عن الترويج لمزاعمه وكأنما المطلوب منا أن نصدقه وأن نهرع نحو (فلان) ذاك، ونتودد إليه ونتبعه ونسير خلفه لأن سيد الخلق قال لذلك المخلوق في النوم إن من يعاديه فقد ناصبني العداء.. والسذاجة في تلك الرسالة واضحة، فكيف لرسول الأمة وآخر الأنبياء أن (ينحاز) لمخلوق في بلد تنتهشها النزاعات والخلافات لدرجة أن حواراً وطنياً سياسياً قد وقع (للملمة) أطرافها و”حلحلة” قضاياها الكبرى؟
وبهذه الطريقة لا أستبعد أن يظهر شخص آخر ليقول لنا إنه رأى في المنام سيدنا آدم وهمس له بصوت جهوري إنه قد استخلف (فلاناً) في زماننا هذا ليسير على دربه.. وذلك الـ(فلان) يكون سياسياً أو زعيماً أو قائد حركة، فكله جائز وممكن.
أنا شخصياً حلمت.. ورأيت في منامي سيدنا نوح – عليه السلام – يقول لي بصوت خافت: (اركب يا ولدي.. فالمركب مغادر).. وإذا سيدنا نوح استرجعني إلى ما وراء القرون لأركب مع “أجوازه” من الإنس والحيوان والنبات وربما الجن، فمن حق أي واحد منكم أن يسألني عن “فردتي” في سفينة نوح.. لكن من يفكر ومن يتدبر ليسأل؟؟ ولا أستبعد أن يكون (مانشيت) صحف الإثارة!! راكب سفينة نوح يتحدث!! يتحدث لمن؟