أبشر الماحي الصائم

سودانير.. تصدق والصدق شر


* دعونا نحتفل في هذا المقال بمناسبة محافظة (سودانير) على قيمة التزامها بعملية (تأجيل رحلاتها)!! هكذا تصدق سودانير للمرة الألف مع نفسها وعملائها بعدم تسيير رحلاتها في مواعيدها!! هذا ما اعتاد عليه رواد شركة الخطوط الجوية السودانية في عصر (تراجعها الذهبي)!! بالأمس وأنا أهم بأخذ خالتي للمطار، حسب (الموعد البديل الثاني) لرحلة شركة الخطوط الجوية السودانية المتجهة إلى مدينة جدة السعودية، رأيت بعد وداع الأسرة وقبل التحرك أن نتأكد للمرة الثالثة بأن هذا الموعد (المضروب) ماض، غير أن الشركة لم تفاجئنا وهي تعدل مواعيدها من جديد !!
* هكذا تصدق سودانير في الحفاظ على (حالة تقهقرها)!! تصدق والصدق شر.. كما المتنبئ وهو يحتفل على طريقته بوفاء وصدق زائرته التي لم تكن إلا حمي الملاريا !!.. والتي كأن بها حياء لاتزور إلا في الظلام !! ربما تفوقت (حمى الملاريا) على سودانير التي تفي بموعد (تأجيل رحلاتها) في وضح النهار على غير حياء!!
* إذا لم توف سودانير يوماً بتأجيل موعد رحلاتها، لعمري ستصبح هذه ليست سودانير التي نعرف حفاظها على عمليات (تعديل رحلاتها)، لدرجة أن الخبر هنا يصبح (وفاء سودانير بموعد إحدى رحلاتها)!! على أن تأجيل رحلة لسودانير أكثر من مرة لم يعد خبراً، كما في تراجيديا مهنية الخبر الصحفي التي تقول: لم يعد خبراً قولهم “إن كلباً يعض رجلاً”، على أن الخبر في المقابل هو “رجل يعض كلباً” !!
* أنا لست هنا بصدد تحريض سودانير أو الجهات التي تقف وراءها لإحداث ثورة في هذا المرفق، فهذا أصبح عندنا من المستحيلات في ظل المعطيات الماثلة أمامنا، غير أن كانت ثمة دعوة هنا، فلتكن للنظر في إمكانية عدم ربط اسم خطوطنا الجوية بالسودان حتى يتسنى لنا حفظ ما بقي لنا من ماء وجه وطني!! وحتى لا يسب المسافرون السودان عدوا بغير علم !! فليس للسودان في هذه الحالة ذنب سوى أن اسمه مربوط بالخطوط الجوية سيئة الذكر !! أو قل جيدة الوفاء بوعد تخلف رحلاتها !!
* ونتساءل.. هل هناك إلزام علينا كدولة أن يكون لنا خطوط طيران كما لنا علم ونشيد !! حتى وإن كانت هذه الخطوط ليس لها إنجاز سوى الإمعان في تمريط سمعة بلدنا!! أليس بالإمكان أن نجعل الخطوط الجوية الإثيوبية أو المصرية أو حتى الإرترية والشادية ناقلاً رسمياً لنا !! فبكل تداوينا ولم يشف ما بنا.. على أن قرب الدار خير من البعد.. على أن قرب الدار ليس بنافع أن كان من تهواه ليس بذي عهد !!
* لحظة كتابة هذا المقال تعدل سودانير سفريتها للمرة الثالثة وليس لي ثقة بأن المواعيد (المضروبة) المرتقبة ستكون الأخيرة.. فحتما ستصدق سودانير وتكون أكثر وفاء لعملية تأجيل رحلاتها!!
* ياخي فضوها سيرة وشوفو ليكم شغلة تانية.. فليس السودان بحاجة إلى (عنوان خطأ جديد)!!