داليا الياس

خميرة عكننة


* البعض يبرع في إحاطتك بالتوترات والقلق والاستياء!!.. يمارس ضدك (التنكيد) بحرفية بالغة وكأنها موهبة تميزه!.. يحرف الأحاديث ويلاحق الوقائع ويغير مجرى التوقعات والمقاصد نحو ما لم ولن تعنيه فيفسد حياتك ويثير الفتن والضغائن ويلقي بك في دائرة الاتهام فتظل أبدا تبحث عن مخرج وتستميت في تبرير تصرفاتك ودفع الاتهامات عنك!
* فلماذا يجب علينا أن نحتمل وجود هكذا نماذج في حياتنا؟!.. لماذا علينا دائما أن نمد حبال الصبر والتسامح والتغاضي وإيجاد الأعذار؟! لماذا يجب ﺃﻥ نؤﺫﻱ أنفسنا ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎﺕ كثيرة الشد.. كثيرة الاستفزاز.. كثيرة الوجع.. مليئة بسوء الظن وربما الأحقاد؟!!
* هل كتب عليك أن تعيش ﻋﻤﺮﻙ وأنت ﺗﻠﻬﺚ ﻟﻠﺘﺒﺮﻳﺮ ﻭإﺛﺒﺎﺕ ﺑﺮﺍﺀﺗﻚ؟!
* ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ الإنسانية ﻟﻢ ﺗُﺨﻠﻖ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ نسعد بعضنا البعض.. ونتعارف.. ونتراحم.. ونتعايش.. ونتآنس.. ونتعاون.. ونتقي الله جميعا.
* ﻣﻦ ﻳﺆﺫﻚ فاﺑﺘﻌﺪ ﻋﻨﻪ.. ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻋﺠﻚ ﻭﺗﺨﻨﻘﻚ ﻏﻴﺮﻫﺎ.. والشخصيات التي تمعن في الاستهانة بك وجرح مشاعرك وتعمد لمناكفتك وتبخيسك فارقها غير مأسوف عليها..!
* استعصم بنواياك الطيبة.. ولا تشغل نفسك بمراقبة النواقص من الناس.. ناقصي العقل والعاطفة والتقوى.. ولا تنصرف عن نجاحاتك واستقرارك بمتابعة ابتكاراتهم النتنة.. ولا تتابع التفاصيل الانصرافية التي ترهق ذهنك بالتساؤلات والاستغراب والاستنكار وتلهيك عن سعادتك وراحتي بالك وضميرك.
* ﻻ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ التي يحاولون جرك إليها لتقع في فخ الانزلاق فيجدون عليك ذريعة.. هم يعلمون أنهم لا يعنون لك الكثير فيحاولون إثبات العكس ليثبتوا لمن حولك اهتمامك بهم وانشغالك بمتابعتهم!
* ارمهم خلف ظهرك، ﻻ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ.. ﺧﻄﻂ ﺑﺈﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﻐﺪ.. ﻣﻦ ﻳﺠﺮﺣﻚ فاﺟﻌﻞ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻭﻻ ﺗﻜﺜﺮ ﺍﻻﺣﺘﻜﺎﻙ ﺑﻪ.. ﻣﻦ ﻳﻐﻤﺰ ﻭﻳﻠﻤﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ فتجنب ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻣﻌﻪ.. ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﻐﻠﻖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮ.. ﻣﻦ ﻳﻜﺪ ﻟﻚ ﻭﻳﺴﺘﻐﻠﻚ ففوض ﺃﻣﺮﻙ فيه لله.. واحتسب أوجاعك.. وتفرغ للبحث عن الرضا والقناعة والارتياح.
* نحن لم نخلق لنهان أو تجرح مشاعرنا أو يستعبدنا البعض.. نحن خلقنا لنعبد الله ونخلفه في الأرض ونسعى فيها ولا سيد لنا سواه.. ولا متحكم في أقدارنا إلاه.
* إذاً.. هناك فعلا من يمتلك طاقة فطرية للدوران في فلك (النكد)!!!.. يؤرقه انسياب الحياة في مجاري الإلفة والحنان.. تقتات المودة من أعصابه فيشعل العالم من حوله بنيران الظنون والشكوى والكراهية..!!!
* البعض.. يظل في اعتراض دائم على أحكام القدر واحتجاج متواصل على تصاريف زمانه وأزمنة غيره.. يبرع في تمثيل أدواره التراجيدية المتقنة.. ويستلذ بدور الضحية..!!!
* البعض.. لا يعجبه أمر.. ولا يرضيه أي خير.. وينقص في الناس كل قدر..!!!
* البعض.. يعجزنا أرضاؤه.. ويعيينا تفسير الأمور له.. إنه لا يسمع سوى صوت وساوسه.. ولا يريد الخروج من دائرته المظلمة..!!!
* إذاً.. البعض.. عليك عنه.. ودعك منه..
* لا تغير مسارك.. ولا تبدل أفكارك.. ولا تتنازل عن مشاعرك.. فالتبعيض يبقى تبعيضا والكثرة تغلب (البشاعة)!
#
خمائر العكننة في حياتك.. لابد وأن تتخبر بفعل تميزك.