مقالات متنوعة

مؤمن الغالى : ونسة محفوفة بالجمال.. (2)


٭ ولا بد لكم أحبتي من كلمات وضيئات عن صديقي وحبيبي الذي هاتفني.. مذعوراً مندهشاً.. إنه أحد زملائي وأصدقائي في المرحلة الثانوية.. وكان ذلك في ستينيات القرن الماضي.. لم يكن زميل دراسة يجمعنا (فصل) واحد فحسب، بل كان صديقاً حميماً وأخاً عظيماً مقاتلاً (فاهماً) ونبيلاً.. كنا أنا وهو ملازم في الدروس وفي التظاهرات ملازم الـ (كيو) مع الـ (يو).. بل كنا في الشارع صخباً وضجيجاً وتظاهرات أكثر من تلك الساعات التي نقضيها في قاعات الدروس.. كان هو وأنا وكان هدفنا الأساسي هو إسقاط حكومة (الجنرال عبود).. أما (القراية) فقد كانت ملحوقة.. وأسقطنا (عبود) ودارت الأيام.. ونفترق (كل واحد في طريقو) أصبحت أنا (وراقاً) وصار هو رقماً عصياً على التجاوز.. برع في مهنته حد العبقرية.. تأبط تخصصاً شاهقاً ونادراً.. أفنى أزهى أيام شبابه في خدمة الوطن.. كان مثالاً للنبل ورفيع الأخلاق.. شديد الإخلاص للعمل.. وإذا كنت أذوب حباً في الوطن فقد كان هو يشتعل صبابة في الوطن.. يخشى عليه من مر النسيم العليل.. ويفزع خوفاً على صبيانه وصباياه من التتر والمغول وكل جنكيز خان.. ونلتقي مرة أخرى أنا وصديقي في الشارع العريض.. وهذه المرة.. لإسقاط (مايو).. ونندفع كسيل أبو قطاطي ذاك الذي (وكت يكسح ما يفضل شيء) في الطرقات.. ويحرضنا هاشم صديق الذي يأمر (ود اللمين) أن يهدر ويشق الفضاء أناشيد وقسماً وتأكيداً..
وطني نحن سيوف أمجادك
نحن سواعد تفدي ترابك
ولسه الشارع بشهد لينا
يوم الغضبة حصاد ماضينا..
ويواصل (ود اللمين) الهدير.. ويواصل (هاشم) التحذير… و.. ولسه بنقسم يا أكتوبر.
لما يطل في فجرنا ظالم
نحمي شعار الثورة نقاوم
ونبقى صفوف تمتد
لما يعود الفجر الحالم…
٭ وندحر (مايو) وتتفرق بنا السبل مرة أخرى.. ولا لقيا ولا لقاء حتى مهاتفة نادرة .. رائعة.. نائحة.. فزعة .. وخائفة..
٭ أستاذ مؤمن أنت جنيت.. ماذا دهاك يا رجل.. هل دخلت المؤتمر الوطني؟.. هل صرت أحد (الأخوان).. هل بت من (المؤلفة قلوبهم)؟ أم تراك خدعت (الأخوان) بالدين فإنخدعوا لك؟؟.. هل وضعت رجلك في مركب (الإنقاذ).. أم هل خلعت الإنقاذ فؤادك كما خلعت فؤاد (صاحبنا) (بتاع برج إيفل)؟؟.. هل منيت نفسك بأن تكون ممثلاً للأخوان في عاصمة أوربية مترفة كحال ذاك الذي (نسى) نفسه و (نسيته) الإنقاذ لم تستبدله ولم نر فرحة من ذاك الترف الأسطوري الذي يرفل فيه.. وهل ستكون مثله وهو لسان إعلام الحكومة في ذاك الغرب (الكافر) رغم أن لسانه كان يجيب عن كل سؤال تطرحه عليه الوسائط الإعلامية بـ (ما عندي فكرة ) ماعارف والله ( لم أسمع بذلك مطلقاً..
(وبكرة نجاوب يا حبيب)..