نور الدين مدني

٦ أبريل رؤية للمستقبل !


*درجنا على الإحتفاء بالمحطات التأريخية الهامة في السودان بطريقتنا الخاصة‘ نستلهم منها الدروس والعبر ونحن نسعى لبناء مستقبل أفضل لنا جميعا.
*أثبتت كل هذه المحطات التأريخية التي تحققت فيها إنتصارات شعبية أهمية وحدة الإرادة والإتفاق القومي على اهداف مشتركة تكون دافعاً قويا لتحقيقها.
*حققت وحدة الإرادة الشعبية في السودان معجزات سياسية مشهودة مثل الإتفاق على إعلان الإستقلال من داخل البرلمان في عام1955م وثورة أكتوبر 1964م وإنتفاضة مارس ابريل1985م لكنها كانت إنتصارات منقوصة.
* الدافع المشترك في كل هذه المحطات التأريخية كان التطلع للإنعتاق من سلطة القهر والتسلط‘ سواء كانت سلطة الإستعمار أم سلطة الأنظمة الإستبدادية‘ و ظل غياب الإتفاق على مستقبل الحكم سبباً في كل إنتكاساتها.
*لم يفلح القمع ولا القوانين المقيدة للحريات ولا قوة السلطة وجبروتها في قهر الإرادة الشعبية عندما توحدت بمختلف الوان طيفها وقواها السياسية والفئوية.
*الحراك الشعبي العفوي الذي انتظم عبرصيغ جبهة الهيئات في اكتوبر 1964م أو التجمع الوطني بشقيه السياسي والنقابي في 1985م ‘ ساندته قوات الشعب المسلحة بدور مؤثر وفاعل.
* للأسف لم تصمد وحدة الإرادة عقب الإنتصارات وبدأت الخلافات والصراعات حول السلطة وعادت الأوضاع إلى سابق عهدها‘ ودخل السودان في الدوامة الجهنمية من جديد.
*من الأسباب التي أجهضت إنتفاضة مارس أبريل ظهور الخلافات بين الاحزاب الأمر الذي قوى سلطة المجلس العسكري الإنتقالي‘ إضافة لموقف “الحركة الشعبية” في جنوب السودان التي لم تعترف بإنتصار الإرادة الشعبية واعتبرت ماتم “مايو2” واستمرت الحرب الاهلية بكل تداعياتها السالبة.
*من النقاط المهمة التي لم يتم الإتفاق عليها الفترة الإنتقالية وصلاحية السلطة الإنتقالية وتداخل السلطات بينها وبين المجلس العسكري الإنتقالي‘ الأمر الذي أدي إلى الفشل في تحقيق أهداف الإنتفاضة.
*كما قلنا مراراً وتكراراً نحن لانهدف من مثل هذه الوقفات التحسر على مافات من تاريخنا الوطني‘ لكننا نتطلع للإسترشاد بهذه التجارب العملية كي نتجاوز سلبياتها ونبني على إيجابياتها ونحن نعمل من أجل الوصول إلى إتفاق قومي على أجندة سياسية وإقتصادية وعدلية تكون أساساً لتحقيق السلام الشامل وإسترداد الديمقراطية وبسط العدالة الإقتصادية والإجتماعية في سودان المستقبل