صلاح حبيب

رئيس الجمهورية في ولايات دارفور!!


خمسة أيام قضاها رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” بولايات دارفور الخمس “شرقها وغربها ووسطها وشمالها وجنوبها”. استقبل في كل ولاية منها استقبال الفاتحين، خرجت جموع المواطنين بإرثهم وثقافاتهم المتعددة من كل ولاية، كيف لا وأهل دارفور أهل الكرم والجود، أهل الصلاح والتقوى حملة شعاع الدين والقرآن وكسوة الكعبة وآبار علي.
إن دارفور الآمنة المطمئنة استهدفها المستعمر في نسيجها الاجتماعي وفي أبنائها، دخل المستعمر والمنظمات الطوعية دارفور ليس بغرض تنميتها ولا إخراج إنسانها من دائرة الفقر والجوع والمرض، ولكن دخلوها ليحطموها ويحولوها من منطقة آمنة إلى منطقة يقتل فيها الإنسان أخيه الإنسان، وبالفعل زين أولئك المستعمرون لأبناء دارفور أنهم أقل مالاً وعدداً وتنمية، فزرعوا في قلوبهم الشك والحقد، حتى فرقوا دارفور وجعلوا أبناءها يهاجرون إلى بلاد الفرنجة وإلى إسرائيل التي لم تكن في يوم من الأيام هدفهم، فيهاجر أكباد دارفور وهم يحملون الحقد والضغينة لأهلهم ولإخوانهم، بل حملوا السلام وروعوا المواطنين النساء والأطفال والعجزة، قتلوا من قتلوا ونهبوا ثروات من نهبوا وظلوا على هذه الحالة ردحاً من الزمان لا يثنيهم عن ذلك لا دين ولا خلق ولا مثل، هجر الأهالي قراهم ومناطقهم وأصبحوا لاجئين في ديارهم، دخلوا المعسكرات ظناً منهم أنها الملجأ والأمان ولكنها كانت الفرقة والشتات.
دارفور صاحبة التاريخ والأمن، أصبح السلاح يعج فيها ليل نهار، فر الأطفال والنساء من أصوات السلاح وأصبحوا في حالة خوف دائم، ولكن زيارة رئيس الجمهورية محاولة لإعادة الأمن والطمأنينة إليهم، فخرجوا في استقباله زرافات ووحدانا لعل تلك الزيارة تنهي كابوس الخوف الذي سيطر عليهم السنين الماضية كلها.. رئيس الجمهورية افتتح مشاريع التنمية الداعمة للأمن والاستقرار، ولكن إذا لم يقض على التمرد والمنفلتين هنا وهناك واستخدم القانون بحسم وقوة، فإن المنفلتين سيعودون من جديد لزعزعة الأمن والاستقرار، فنزع السلاح من أيادي المواطنين جميعاً وبالتساوي خطوة لإنهاء حالات التعدي على بعضهم البعض، ثم لا بد من إطلاق أيدي الولاة لاتخاذ الإجراءات القانونية الحاسمة ضد كل ما يحاول زعزعة الأمن، جماعة أو فرادى حتى تعود هيبة الدولة، والعمل من بعد ذلك في مشاريع التنمية التي تقوم بها الدولة أو المقدمة من دولة “قطر” الشقيقة التي لها اليد الطولي في حالة الأمن والاستقرار، الآن المشاريع التي قدمتها “قطر” كفيلة بأن تطمئن المواطنين على الاستقرار. إن زيارة رئيس الجمهورية لولايات دارفور هذه ليست كافية، ولا بد من برنامج متواصل لكل ولاية منفردة حتى تعود التنمية ويعود المواطن إلى داره وهو مطمئن.