جعفر عباس

أبو الجعافر كنديا


تكرمت كندا مشكورة باستقبال ربع مليون مهاجر خلال العام الماضي، وتخطط لاستقبال نحو 200 ألف من تعساء العالم السفلي (التسمية الموضوعية لما يسمى بالعالم الثالث) خلال عام 2016، من بينهم نحو 40 ألف سوري، وتوجد في كندا حاليًا جالية زولية أي سودانية تقدر ببضعة آلاف، ستتقلص قريبًا إلى بضع مئات بعد أن ضبطت الشرطة الكندية كثيرين منهم وهم يأكلون الفول والفسيخ عمدًا، وقررت إبعادهم حماية للبيئة من الملوثات، وبما أنني لا أفجر في خصومة إلا في ما يتعلق بالفول والكوسا والفسيخ، فإنني أعتقد أنَّ السلطات الكندية سترحب بي لاجئًا اقتصاديا وسياسيًا واجتماعيا وعاطفيًا ونظريًا (لأنني أعاني ضعف النظر).
ويا ويلكم مني يا عرب إذا نلت جواز السفر الكندي: سأفضحكم في كل المنابر وسأنشر «زاوية غائمة/ كلاودي كولمن» صحيفة في تورنتو ستار، وأقول للخواجات كيف أنكم منافقون، لا تميزون بين أرييل شارون وشارون ستون كما قال القارئ «ورد» من المنامة في رسالة بعث بها إليّ. فسبحان الله فإنّ شارون الصهيوني كان حتى وصوله إلى رئاسة حكومة إسرائيل، وحشًا دمويًا وأصبح فجأة ابن عم وشريكا في عملية السلام، ونال نصيبه من البوسات كاملاً.
سأقول للخواجات إنكم لستم جادين في إقامة دولة فلسطينية حقيقة وإن كل ما تريدونه هو الانفكاك من الفلسطينيين بأي ثمن، بصراحة معكم حق فالقضية أصبحت مملة، ويموت كل يوم فلسطيني أو أكثر بالرصاص ولم يعد أي منهم يفوز بلقب شهيد لأنّ العرب عندهم شهداء بالطن المتري، والقضية الفلسطينية ارتبطت بوجوه رتيبة ومملة، عليها غبرة، وحتى حنان عشراوي التي أضافت لمسة أنثوية على القضية فنشوها.. فنش الله من فنشوها من الدنيا!! ولكن بصراحة الجماعة لم يقصروا فقد دعوا فيفي عبده إلى حفل افتتاح القناة التلفزيونية الفلسطينية، بعد قيام جمهورية غزة-أريحا، وهي بالتأكيد أحلى من بنت عشراوي.
وبما أنني أملك المواصفات التي تؤهلني لأنّ أصبح كنديًا: الشعر الأشقر والأنف المعقوف ولون البشرة «اللي يجنن»، -والبركة في جراحة التجميل– نقطة نظام: فقد كتب رئيس تحرير صحيفة سودانية أكتب فيها عمودا يوميا (عدت من السودان إلى الدوحة يوم 25 مارس) قبل بضعة أيام كلامًا ينتقد فيه القنوات الفضائية العربية لميلها إلى استغلال ذوات الثدي وخضراوات الدمن لجذب المشاهدين بنداء الغرائز بدلاً من نداء العقول. وكل هذا جميل ومرتب ولكنه قال كلامًا ما معناه أن القنوات الأجنبية توظف مذيعين ومذيعات من شاكلة زكية زكريا وجعفر عباس.
وهكذا فهمت أن فرصة نشر صورتي على صفحات تلك الجريدة كفرصة العرب في استرداد القدس، بينما هناك كتاب أبدوا مقارنة بهم «مهند التركي» تظهر صورهم يوميا قرين مقالاتهم، والمحزن أن ذلك يحدث في صحيفة سودانية ما يحرمني من الشكوى بأنه يتم إهدار حقوق الأقلية السوداء في السودان، ومن ثم لا بدَّ من طلب اللجوء إلى بلد عليه القيمة.
وبما أنني أملك المؤهلات اللازمة لأصبح كنديًا فسأعمل قدر جهدي لعقد مفاوضات بين العرب وشارون ستون (وكله عند العرب شارون)، فإذا كان لا بدَّ من بوس كل من يفاوضنا فلتذهب البوسات إلى واحدة تستأهل، (والله لو وعدني أرييل شارون أو نتنياهو برد تل أبيب نفسها إلى العرب نظير بوسة مني بحذائي ذي الصلاحية المنتهية على الخد لما رضيت). وإذا استنسخنا شارون ستون هذه بعد سرقة عينه من جيناتها، فلا حاجة للشباب العربي أن يجلسوا أمام شاشات التلفزيون «وريالتهم» تسيل على صدورهم في انتظار بوسات مثيلات ليليان الوهمية المشفرة (هذه الكلمة مشتقة من المِشفر وليس من الشفرة!!).