تحقيقات وتقارير

حوادث المرور …تجاوز للسرعة أم القانون


أضحت الحوادث المرورية بعبعاً يحصد الأرواح، ولا تكاد تخلو صفحات الصحف عن نقل خبر بشكل يومي عن وفيات بسبب حوداث المرور، وكم من شخص فجع بفقد عزيز لديه نتيجة حادث مروري دون في مضابط شرطة المرور، نتيجة التخطي الخاطئ أو السرعة الزائدة دون الإمعان في إعطاء الطريق حقه في تقدير المسافات بالنسبة للتخطي، مع ترك مساحة واسعة بجنبات الطريق لعبور المشاة، وبعيدا عن النغمة التي مابرح يرددها سائقي المركبات عند كل حادث (بأن المرحوم غلطان) دون النظر إلى أن “السواقة “ هي فن وأدب وذوق

< سبعة وفيات يوميا وبالمقابل كشف مدير دائرة الشؤون العامة بالإدارة العامة للمرور اللواء الوليد علي أحمد خلال محاضرة توعوية بوزارة الإعلام عن أن متوسط حوداث وفيات المرور داخل ولاية الخرطوم يصل إلى “7” حالات وفاة يومياً تسجلها محاضر شرطة المرور، أربع منها وفيات للمشاة، ومن خلال هذه الإحصائية يتضح بأن هنالك (210) حالات وفاة تقع شهريا بين عابري الطريق من الأبرياء بالخرطوم، وألفين وخمسمائه حالة وفاة سنوياً، وهذه الاحصائية البسيطة تبين حجم العددية الكبيرة التي تفيض أروحهم نتيجة الحوداث المرورية رغم وجود قانون رادع ومنظم لحركة المرور بالبلاد< توعية مرورية وبدوره دعا وكيل وزارة العدل الأسبق مدير مركز الخرطوم لحقوق الانسان د. أحمد المفتي في تصريح لـ(آخر لحظة) دعا رجال المرور للتركيز في برنامج التوعية المرورية بالنسبة لمستخدمي الطريق العام من سائقي المركبات والمشاة على حد سواء، احترازاً من وقوع الحوداث المرورية، وقفز المفتي بحديثه بأن هنالك تجاوزات عديدة يرتكبها سائقو المركبات في حق الشارع العام من خلال التجاوزات التي يقومون بها في التخطي والسرعة المهولة التي يقطعون بها شوارع الأسفلت، دون النظر إلى أحقية غيرهم من المارة في الطريق، مما يؤدي للحوادث. القانون الحالي للمرور يعد جيداً في نظر المفتي لكن الالتزام به من الجميع يحتاج إلى تحرك على جبهتين، جبهة رسمية من رجال المرور في مراقبة حركة السير في الشوارع أولاً بأول منعا للتجاوزات التي قد تنشب بين الفينة والأخرى، وفي الجبهة المدنية من خلال نشر الثقافة المرورية والتوعية بمخاطر الحوادث وسط المجتمع، وإلزام سائقي المركبات العامة والخاصة بالتقيد بالمسارات بجانب عدم التخطي الخاطئ< تفعيل القانون وفي ذات المنحني اعتبر الخبير القانوني حيدر التوم أن هنالك معضلة حقيقية في آليات تنفيذ قانون المرور على أرض الواقع، لمجابهة مرتكبي المخالفات المرورية في ردعهم، متهماً سائقي المركبات بالتهور وإطلاق العنان لسياراتهم لتسير في الشوارع بسرعة جنونية تنم عن الفوضى، وأقل حصاد لنتائجها حوداث مميتة، مضيفاً بأن انعدام رصيف لعبور المشاة بالطرق يعتبر أزمة مزمنة بالنسبة لإدارة المرور، ولفت في أقواله بأن شارع البلدية بوسط الخرطوم يفتقر لخط عبور المشاة، وزاد بأن تنقيط الخط لايحتاج إلى ربع كيلو “بوهية” وقال إن القوانين المنظمة لحركة المرور بالبلاد هي قوانين ممتازة، ولكن عدم التخطيط السليم في البنية التحتية لشوارع الأسفلت هو من سيهزم هذه القوانين المرورية الممتازة، واعتبر أن افتراش الباعة لبضائعهم في حافة الطريق، إضافة للجائلين لدن تقاطع الطرق في الأستوبات هم أيضاً معوق آخر تجاه تزايد الحوداث المرورية< اهمية رجل المرور وفي ذات الشان قال مصدر بشرطة المرور فضل حجب اسمه إن معظم حوادث المرور التي تقع في الشوارع العامة تأتي نتاج للسرعة الزائدة والتخطي الخاطئ، وأشار المصدر إلى أن أغلب هذه الحوداث تأتي في الشوارع الفرعية التي تنعدم فيها إشارات المرور أو وجود رجل مرور، مؤكداً على أهمية وجود رجل مرور في كافة الشوارع، منعاً للحوادث، وتقديم الدعم والنصح لمستغلي الطريق من أصحاب المركبات الذين تتعطل مركباتهم أو الذين يستفسرون على الوجهات التي يريدون أن يبلغوها، وطالب المصدربضرورة مراجعة قانون المرور الحالي لأنه مرن بآخر أكثر تشدداً تجاه مرتكبي المخالفات من سائقي المركبات الذين يسندون ظهورهم بشركات التأمين في دفعها عنهم كافة الاستحققات المالية التعويضية نتيجة إرتكابهم لحوادث المرورتقرير :أيمن المدو صحيفة آخر لحظة