يوسف عبد المنان

حميدتي!!


ما أن حيا الرئيس “البشير” في ميدان الشهيد “السحيني” بنيالا قوات الدعم السريع.. إلا واهتزت الأرض بالهتافات الصادرة من عمق الجماهير تقديراً ووفاءً لما قدمته قوات الدعم السريع من خدمات لمواطني دارفور.. وهي تصرع التمرد في كل معركة.. وتسهر الليل في المدن لينام المواطنون هانئين بعد أن كانت مدن دارفور قبل قيام قوات الدعم السريع مدن رعب وخوف واختطاف حتى أطلق على أحد أهم أحياء نيالا شمال اسم الفلوجة تشبيها بالفلوجة بالعراق.
وما أن يذكر اسم القائد “محمد حمدان” (حميدتي).. في اللقاءات الجماهيرية إلا ويطغى التقدير والاحترام لهذا الشاب صغير السن وافر العطاء.. جم الأدب.. بعد انقضاء سهرة المواجهة في فندق (الضمان) بنيالا يوم (الاثنين) الماضي.. سهرنا مع الصديقين “يوسف الحسين” وزير مالية جنوب دارفور.. ود.”بشار شوقار” في منزل الوزير “عادل دقلو” بحي المطار حتى الساعة الثانية عشرة ليلاً.. الذي أفاض في كرمه علينا بكل خبرات دارفور، ولكن قبل الانصراف عائدين للفندق.. طلب منا زيارة اللواء “حميدتي” في منزله.. أبدى د.”بشار” بعض التحفظ.. لأن الليل قد أرخى سدوله.. ولكن الوزير “عادل” ضحك.. قطعنا مسافة أقل من نصف كيلو متر سيراً على الأقدام.. منزل متواضع جداً.. مثل شخصية “حميدتي”.. عشرات الأشخاص تبدى على ملامحهم رهق السفر.. وخشونة الملمس وكبرياء البدو الرحل يجلسون مع القائد “حميدتي”.. الذي يستقبل الناس بأدب وتقدير.. ويصغي إليهم حتى الساعات الأولى من الصباح.. وتلك صفات القائد السياسي والعسكري والجماهيري.. آلاف الشباب في دارفور يعتبرون “حميدتي” قدوتهم وقائدهم ورمزهم من خلال عطائه وإخلاصه، ارتبط هؤلاء الشباب بالإنقاذ ومشروعها الحضاري وهم من كانوا يجهلون عنه أي شيء.. تصدر إليهم التوجيهات (بسد الفرقة) والانتشار في دوريات ليلية لحفظ الأمن ومطاردة اللصوص والقبض على المتفلتين حتى أصبح اليوم المواطنون في أمن من خوف.. وكثير من الأحداث التي شهدتها دارفور من اختطاف ونهب كانت تقوم بها عصابات من مختلف القبائل.. وقبل أن يتولى “حميدتي” قيادة قوات الدعم السريع.. كانت القبائل العربية هي الأكثر (انفلاتاً) وزعزعة للأمن والاستقرار وإثارة الفوضى.. وذلك لغياب القائد الذي له هيبة وقدرة على كبح جماح التفلت حتى اختار الرئيس القائد “حميدتي” وأسند إليه مهاماً كبيرة وسط أهله بدارفور.. ليثبت “حميدتي” جدارته وأهليته بقيادة دارفور اليوم، وهو يمثل رمزية مهمة جداً.. لا تقل عن “السيسي” ولا عن بقية قيادات تلك المنطقة.. بل يقول المهندس “آدم الفكي” أحد الولاة الناجحين جداً في تاريخ جنوب دارفور.. إن الأمن الذي يسود المدن والقرى وتراجع معدلات الجريمة.. بفضل تعاون قوات الدعم السريع مع الجيش والشرطة وحكومة الولاية.. ولذلك يجد “حميدتي” كل هذا التقدير والثناء من أهل دارفور الذين لم يجمعوا على قائد سياسي وعسكري واجتماعي بعد “الطيّب سيخة” مثلما أجمعوا اليوم على “حميدتي” وهو يكتب تاريخاً جديداً لهذا الإقليم ويمسح عن عيونه دموع الحرب ويغسل يديه من الدم.. ويتوق لغدٍ أفضل بإذن الله.


تعليق واحد