عمر الشريف

ليس بعيد للحي


تمضى الأيام وتمر السنين ويموت جيل ويولد جيل جديد وتتغير الحياة وتتبدل أشكال المدن والقرى والناس ملهيه بالدنيا والخلود فيها ومتناسين الأخرة التى فيها سعادتهم وإستمراريتهم . قال بلة الغائب فى أحد اللقاءات بأن الرئيس البشير يحكم مدة 31 عاما و25 يوما وإننا نعلم بأن علم الغيب عند لله سبحانه وتعالى وليس للبشر ونعلم بأن بلة الغائب هو فعلا غائب ، لكن أن يصدقه السيد الرئيس ويقول بأنه يترك الحكم فى عام 2020 وهى المدة التى ذكرها الغائب يدل على تصديق الكهنة والمنجمين وإننا نستبعد ذلك لان الرئيس الذى يحمل كلام الله فى قلبه والله يقول فى كتابه الكريم : (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) ) أل عمران . الملك بيد الله يعطيه من يشاء وينزعه ممن يشاء وهو بيده الخير وعلى كل شىء قدير . فلا نعلم هل يحكم الرئيس بعد هذا التصريح يوما او شهرا أو عاما ويستمر بعد ذلك التاريخ .
السيد الرئيس بما أنكم حددتم نهاية فترتكم فماذا أعددتم لما تبقى من تلك السنوات حتى نهاية الفترة , وماذا أعددتم للأنفسكم عندما تسألون عن هذا الشعب وأنتم الراعى لهم ومسئول عن رعيتكم . هل حاسبت من ظلم ومن أعتدى ومن إختلس وهل سألتم وحاسبتم من وليتهم نيابة عنكم لرعاية هذا الشعب . كم من بات جائعا وموائد هؤلاء المسئولين تعج بما لذ وطاب من الأكل والشرب وكم من يتألم ولا ينام الليل لعدم توفر الدواء أو عدم مقدرته على الشراء والجيوب تنتفخ والبنوك تتضخم من أموال المسئولين و بعضهم كسبها بغير وجه حق . هل سألتم عن الأعداد الكبيرة التى تخرج بحثا عن الرزق ولقمة العيش خارج الوطن وهو ملىء بالخيرات . هل تفقدتم المستشفيات والمراكز الصحية وإطلعتم على حال المرضى والأطباء والعاملين فى المجال الصحى وماذا ينقصهم وما يحتاجون . هل وقفتم مع المزارعين والكادحين وتحسستهم أحوالهم وما يعانونه من مضايقات وضرائب ورسوم وتعامل .
السيد الرئيس الفخر ليس بالحكم ولا المنصب ولكن الفخر بما كسب أيديكم وما أرضيتم به خالقكم وساويتم بين الرعية . الفخر هو بسط العدل ومحاكمة كل من ظلم وأفسد وإختلس بغير نظرة لمنصبه وجاهه وحزبه وقبيلته ومكانته . الفخر والكسب هو رضاء الشعب عنكم والدعاء لكم و مسامحته لكم على المعاناة والظلم الذى مره به . الفخر ليس بالظهور على وسائل الإعلام لكن بتفقد الرعية وتشجيع العلماء وطلاب العلوم الدينية والدنيوية التى تنفع المجتمع . الفخر بالإنجازات التى توفر للمواطن الحياة الكريمة والأمن والإستقرار وتجعل بلادكم من الدول المتقدمة . لقد ذكرتم بأنكم بدأتم من حيث توقف الأخرين والواقع يقول إننا لم نبدأ بعد لكن رجعنا الى قبل ما وصلنا بكثير . كنا نحلم بأن نركب العربات الفارهه ونأكل المثلجات الباردة فى عز الصيف ونسكن القصور والفلل الفاخرة كما وعدتمونا لكن حلمنا تبخر مع تفتح ابصارنا فى الصباح الباكر . فكيف نعيد هذا الحلم ام أنه كابوس تسيطر على مضجعنا طوال هذه الفترة .