مقالات متنوعة

موسى يعقوب : خريطة طريق عربية لها ضروراتها


إقليمياً ودولياً لم يعد الحال كما كان في السابق، إذ ضربته المستجدات والمتغيرات السياسية والاقتصادية والأمنية السالبة.. وكان لابد له من معالجات وثوابت تحقق الأهداف. وقد ظهر ذلك في جملة تحركات وقرارات عربية نشهدها هذه الأيام.. بل بدأت منذ مدة بمبادرة عربية سعودية لدعم الأمن والاستقرار في جمهورية “اليمن العربية”، وقبلها قيام دولة “قطر” الشقيقة برعاية لاتفاق السلام في دارفور، الذي ربما يكون ختامه بعد أيام بالاستفتاء الإداري في دارفور الذي سبقته مشاريع تنمية وخدمات كثيرة رفعت عنها الغطاء زيارة السيد رئيس الجمهورية الأخيرة لولايات دارفور الخمس.
كانت تلك كلها بدايات لخريطة الطريق العربية، ونذكر في مقدمتها هنا زيارة صاحب السمو الملكي الملك “سلمان بن عبد العزيز” إلى “جمهورية مصر العربية” في اليومين الماضيين، وقد كانت حدثاً بكل المقاييس والمعايير، إذ ربما كانت هي الزيارة الأولى من ذلك النوع والتي يقوم بها جلالة الملك السعودي.
ومن ثم كانت نتائجها السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والأمنية كبيرة، حيث تم التوقيع حسب الأخبار والتقارير على:
– ست عشرة وثيقة مختلفة الأغراض.
– وقيام جسر يربط البلدين على البحر الأحمر.
وغير ذلك كثير، إلا أن ما يشار إليه بخصوصية في هذه الزيارة هو قيام جلالة الملك “سلمان” بزيارة إلى (الأزهر الشريف) حيث التقى شيخ الأزهر، وتعد الزيارة تطوراً في العلاقات العقدية التي أبرزها الوسطية ومقاومة التطرف والصراعات العقدية والمذهبية.
لقد أعطت تلك الزيارة “جمهورية مصر” دفعة كبيرة إلى الأمام ودعمت وجود السلطة برئاسة الرئيس “السيسي” هناك. وكانت بالضرورة استجابة للمتغيرات والمستجدات، إذ كلا البلدين صار بحاجة إلى الآخر.
وعلى ذكر العلاقة السعودية مع “جمهورية مصر العربية” كان قد لفت الانتباه وشد الأنظار، تصريح البروفيسور غندور (وزير الخارجية السوداني) الذي قال وبالحرف الواحد– حسب ما نش:
– العلاقات بين مصر والسودان في أفضل حالاتها منذ خمسين عاماً مضت – أي منذ النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي (1966) – وذلك بفضل القيادة الرشيدة للرئيسين (البشير والسيسي) كما قال..
وكلمة حق تقال هي إن العالم العربي ومنذ مؤتمر (اللاءات الثلاثة) في الخرطوم في سبتمبر 1967م في حضور الملك “فيصل” والرئيس “عبد الناصر” وغيرهما من الرؤساء والرموز يومئذٍ لم يشهد حراكاً إيجابياً كما يحدث الآن.
– ثم نحن نتحدث عن الحراك العربي والعلاقات التي في أفضل حالاتها بين “مصر” و”السودان” منذ خمسين عاماً مضت، نذكر وباحترام العلاقات الكويتية السودانية. فقد ظلت دولة الكويت داعمة للسودان بكل إمكاناتها السياسية والاقتصادية وبخاصة في مجال البنيات التحتية والكهرباء والمشروعات، فالصندوق الكويتي ورجال الأعمال الكويتيون كانا رمزاً للتعاون المشترك الذي تطرق إليه بالذكر السيد نائب رئيس مجلس الأمة الكويتي في زيارته الأخيرة للبلاد، والذي قال إن العلاقات بين دولة “الكويت” و”السودان” قديمة ومتجذرة، فـ”الكويت” لها حضورها في الخدمات والتنمية في السودان منذ سبعينيات القرن الماضي.
وبالأمس والسيد نائب رئيس مجلس الأمة الكويتي وهو يلتقي رئيس المجلس الوطني السوداني البروفيسور “إبراهيم عمر” ونائبته “عائشة” كان الاتفاق على:
– – تطوير وتفعيل علاقات التعاون المشترك.
– وحث الجهازين التنفيذي والتشريعي على التوسع في مجالات الاستثمار.
ونقفز من الحراك الإيجابي بين الدول العربية في المرحلة الحالية تجاه جمهورية السودان بشكل خاص وهي مورد الغذاء العربي المحتمل، إلى جامعة الدول العربية التي تتبنى مؤتمراً لدعم السودان خلال العام الحالي، وذلك بقرار من مجلس الوزراء العرب.. وهذا يعني أن الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي سيكون شأن الصناديق الأخرى- الصندوق الكويتي والصندوق الإسلامي…الخ.. فضلاً عن المستثمرين.
إنها كلها وفي جملتها خريطة طريق عربية جديدة أملتها الظروف والمستجدات والضرورات لا ريب، نرجو لها أن تستكمل أهدافها.