أم وضاح

كذبة أبريل


تعودنا كل أبريل من الأعوام الماضية أن نصحو على خبر يأخذ منا الاهتمام والمتابعة ويحصد ما يستحق من علامات الدهشة والاستفهام والتعجب، لنكتشف بعد برهة أنه مجرد (مزحة) اسمها كذبة أبريل. وبالمناسبة لسنا وحدنا من يتعاطى هذا الحدث الذي أصبح له رواده ومفكروه وكتاب السيناريوهات. أمس الأول قرأت خبراً على الصفحة الرسمية لصحيفة الجرس اللبنانية أن الفنانة “نانسي عجرم” غادرت لبنان بكامل عائلتها متجهة إلى أمريكا، لأنه وعلى حد الخبر أن بلادها ما عادت محلاً للطمأنينة والاستقرار. ورسم الخبر مشهداً للحظات وداع “نانسي” المر لبلادها لدرجة أنني والمتداخلون والمعلقون على الصفحة صدقنا الخبر، وعلق كثيرون بين الرفض والقبول لتعلن “نانسي” بعد فترة أن الخبر هو كذبة أبريل لهذا العام، ليقع القراء في الفخ الذي يقعون فيه كل سنة!! لكنني لاحظت هذا العام خلو الأسافير والمجالس السودانية من كذبة أبريل، ولم يتداول الناس خبراً لافتاً ليكتشفوا بعده أنه مجرد كذبة ليس إلا. وبصراحة حاولت أن أجد سبباً ومبرراً لذلك فلم أخرج من احتمالين، إما لأن هذه الأسافير نفسها أصبحت فضاءً خصباً لترويج الإشاعات والأكاذيب بدرجة مملة ومتكررة فما عاد هناك لازم لتخصيص أول أبريل مناسبة للكذب، وكل الشهور نالت شرف كذبة أبريل بكل توابلها ومشهياتها، أو لأننا بالفعل نعيش في كذبة كبيرة ووهم كبير وكثير من الوعود والعهود لم تنفذ خاصة تلك التي قطعت أيام الانتخابات ودق قائلوها صدورهم، وقالوا بس كدي خلونا نمسك رقبة السلطة وحنسوي ونسوي وما أن ضربهم (همبريبها) أقصد همبريب السلطة إلا وضرب المواطن الهواء تناسياً وتجاهلاً!! نحن نعيش بالفعل كذبة مؤسسات لا وجود لها على رأسها برلمان الهناء الذي لم (تهبش) كرامته كل القرارات التي مرت من خلاله وأصابت الشعب السوداني في مقتل وأقصد القرارات الاقتصادية، لكنه انتفض وحس بالوجع لدرجة المناداة بسحب الثقة من وزير المالية لأنه رفض منح النواب مخصصات لاستيراد عربات، فقامت القيامة وكشر النواب عن أنيابهم وكنا بالتأكيد سنحترمهم ونضرب ليهم تعظيم سلام لو أنهم وقفوا في وجه الوزير الذي لم يلتزم بخطابه للميزانية، وعاد بخارطة (ملحق) لميزانية تحمل البؤس والشقاء لإنسان السودان، لنكتشف أننا نشاهد تفاصيل كذبة صدقناها لمؤسسة هي في المقام الأول يقتضي أن تنحاز للمواطن وليس غيره!! دعونا نتلفت حولنا لنكتشف أن كثيراً من الأكاذيب أصبحت ترسم المشهد العام للحياة ونال الزيف والخداع والوهم كثيراً من تفاصيل علاقاتنا لدرجة غيرت من ملامح المجتمع السوداني، لذلك ما عدنا في حاجة لكذبة أبريل تأتينا ديلفري من كل عام والمطبخ السوداني أصبح الطاهي الأول لهذه الكذبة، نتناولها بالهناء والشفاء وقريب ممكن نصبح المصدر الأول لها.
كلمة عزيزة
تم تكليف الأستاذ “عصام كناوي” لقيادة قناة الخرطوم بعد إعفاء الأستاذ “عابد سيد أحمد”، وحتى الآن لم يتم اختيار خلف للمدير السابق ليظل “كناوي” يتولى الدفة لهذه القناة التي يدفع مصاريف قمرها الصناعي دافع الضريبة في ولاية الخرطوم، و”كناوي” يليق به مثلاً أن يكون رئيساً لقسم الأخبار لكن مدير قناة هذه وظيفة تحتاج لشخصية إعلامية لديها كاريزما محددة وشبكة علاقات واسعة تستقطب الكفاءات والمعلن للقناة، لذلك استمرار “كناوي” فيه ظلم للرجل لأنه سيتعرض لتيارات ساخنة ليس لديه المناعة لتحملها، ولامتحان أكبر بكثير من قدراته وفيه ظلم للقناة التي تحتاج لمن يقودها حتى تنهض من (القلبة) التي قلبها أخونا “عابد”.
كلمة أعز
لابد من إيجاد حلول لأزمة المرور الخانقة في ولاية الخرطوم والتي للأسف يفتعلها بعض أفراد المرور الذين لا يحلو لهم القيام بضبط المخالفات، إلا في الزمان والمكان غير المناسبين.