سياسية

هل يحقق الحل العسكري السلام في السودان؟


بعد فشلها في التوافق على خارطة طريق للسلام في البلاد، عادت الحكومة السودانية والحركة الشعبية-قطاع الشمال وبعض متمردي دارفور إلى المواجهة العسكرية التي تعد الأعنف في تاريخ الصراع المسلح بينهما، ولم تفلح نداءات مؤسسات إقليمية ودولية بما فيها الأمم المتحدة في تهدئة الطرفين ودفعهما إلى وضع حد للمواجهات المستمرة لأكثر من أسبوعين.

وأعلن الرئيس السوداني عمر البشير الأربعاء الماضي أن حكومته عازمة على إنهاء التمرد بكل البلاد في نهاية الصيف، بينما قال الناطق الرسمي باسم متمردي الحركة الشعبية مبارك أردول للجزيرة نت إنهم لن يمكنوا الحكومة من أهدافها.

تأكيد السيطرة
وتسببت المواجهات العسكرية بولايات النيل الأزرق وجنوب كردفان ووسط دارفور في نزوح آلاف المدنيين، قدرتهم الأمم المتحدة وبعض المنظمات الإنسانية بأكثر من مئتي ألف شخص، داعية الأطراف المتصارعة للعمل على وقف الحرب التي يتضرر منها المدنيون الأبرياء.

وبينما يصر كل طرف على حسم المعركة لصالحه وتحقيق نصر يؤكد به سيطرته، يرى محللون عسكريون وسياسيون أن اشتداد الحرب وفق ما هو جار حاليا قد يؤدي إلى تقدم أحد الأطراف، لكنه قد يقود إلى كوارث إنسانية خطيرة جدا، ويتساءلون عن مدى قناعة هذه الأطراف بالحل السلمي بدلا من الحلول العسكرية التي أطالت أمد الحرب في البلاد؟

ورغم نجاح الجيش الحكومي في السيطرة على كبرى معاقل المتمردين بجبل مرة وسط دارفور وتقدمه في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق -حسب ما يعلنه مسؤولون حكوميون- يرى مراقبون أنه لا يوجد حسم نهائي في ظل وجود أياد خارجية لها أهدافها داعمة للحرب، مشيرين إلى الاتهامات المتبادلة ببين الحكومة والمتمردين بالاستعانة بمقاتلين من دولة جنوب السودان.

أهداف وأطماع
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم محمد نوري الأمين يرى أن الصمت الدولي على المواجهات العسكرية التي وصفها بالأعنف في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، له أهداف غير منظورة.

وقال الأمين للجزيرة نت إن الهدف الأول من وراء دعم هذه الحرب هو تدمير آخر ما تبقى من قدرات سودانية اقتصادية وعسكرية، وتوقع فرض قرارات ذات أجندة خفية ضد السودان رغم استحسان مواقف الحكومة مؤخرا، مستبعدا في الوقت نفسه توقف المواجهة العسكرية على الأقل في الفترة الحالية لإضعاف الطرفين السودانيين وإنهاكهما.

وفي سياق متصل يعتبر الخبير الأمني العميد متقاعد حسن بيومي أن ديمومة الصراع في السودان هي الخطة الجهنمية التي لم يستوعبها السودانيون بعد، مذكرا بما يشاع عن رغبة دولية في إمكانية تقسيم السودان إلى خمس دويلات متناحرة.

واستبعد بيومي في حديثه للجزيرة نت نجاح أي عمل عسكري في فرض السلام لأنه سيصنع أعداء جددا، مشيرا إلى أن العمل العسكري لم ينه حرب الجنوب الذي انفصل عن السودان. ويتفق رأي الخبير العسكري اللواء متقاعد محمد العباس الأمين مع رأي بيومي حول ضرورة تجنب سيناريوهات خارجية تسعى لتقسيم السودان.

واعتبر محمد العباس في حديث للجزيرة نت أن الانتصارات المتوالية للحكومة في جبهات القتال المختلفة لن تكون كافية لنزع فتيل الأزمة، مطالبا الحكومة بتجاوز مقترحات الخارج والولوج إلى عمق الأزمة ومخاطبة المتمردين وتذكيرهم بما يخطط للسودان من تمزيق وتقسيم.

عماد عبد الهادي-الخرطوم
المصدر : الجزيرة


تعليق واحد

  1. التمرد سينتهي لا محالة – والعالم باجمعه يعرف الجيش السوداني كيف وقد انضمت اليه قوات الدعم السريع – انتهي التمرد وعاد السودان آمنا مستقرا ثم سينتبه الشعب السوداني لمحاكمة المرتزقة والمجرمين وسيتم تطبيق ما صدر من حكم قضائي باعدام رؤوس الفتنة – وسيحسمها الشعب الذي عانى من هذه العصابة المرتزقة عليها من الله ما تستحق