مقالات متنوعة

أسامة عبد الماجد : رجل ظلمته الإنقاذ


٭ في صباح باكر وبمدينة نيالا، قبل نحو أربع سنوات تحلقنا حول طاولة لتناول شاي مع (زلابية)، أضحكنا الرجل الوقور حينما قال له أحدهم ممازحاً: (والله ياسعادتك أمس كنت منتشي مع الفنان حمد الريح وتعرض فوقو) .. فقال له كنت أبشر وأغني في سري (نيالا تمام).
٭ كان صاحب (العرضة) هو والي جنوب دارفور حماد إسماعيل، الذي جاء ليطمئن على الوفد الإعلامي الزائر لولايته، وشهد معرض نيالا التجاري الإستثماري.
٭ أمس الأول قرب مستشفى الخرطوم (التي يتأبط بها مأمون حميدة شراً)، أوقفت سيارتي وترجلت صوب شخص كان يسير راجلاً على طرف الشارع، كان حماد، طلبت منه أن أوصله حيث يريد، وقد كان، واستفدت من الدقائق القليلة معه، وتناقشنا حول استفتاء دارفور، ووصل هدفه وشكرني بحرارة.
٭ما أن أغلق باب السيارة حتى شعرت كم هي الإنقاذ والحركة الإسلامية ظالمة لأبنائها، هاتفت على الفور وزيراً سابقاً عمل معه، وعلمت منه أن حماداً بدون عمل الآن.
٭ لم أر رجلاً بكل هذا النقاء والطهر مثل حماد والذي يظل واحداً من علامات الخير والعمل الطيب في جبين الإنقاذ .. ليس هناك من إسلامي – في دارفور خاصة – لا يعرف حماد، وقد كان أميراً للحركة الإسلامية في دارفور عندما كانت إقليماً واحداً وكان نائبه رجل آخر فقدته الإنقاذ وهو الراحل د. خليل إبراهيم، وكان حماد اميناً للمؤتمر الوطني بجنوب دارفور قبل (المفاصلة).
٭عين إسماعيل والياً على جنوب دارفور في وقت عصيب في يناير من العام 2012 واُستقبل بالحجارة والاحتجاج وحرائق عمت المدينة وقفت وراءها مجموعات بغيضة تفوح منها رائحة القبلية النتنة ولكن ماذا فعل حماد بعدها؟
٭قد يتوقع البعض أنه انتقم لنفسه، وبطش بتلك الفئة الضالة، لكنه أخرس ألسنتهم وتركهم يغرقون في حوض – ولا نقول بحر – السياسة الكريه، واتجه لتنمية الولاية.. ومافعله خلال أربعة عشر شهراً فقط لم يفعله أي والي قبله أو بعده.
٭ عمل ماعجز عنه الآخرون حيث جعل التنمية أولاً وليس الأمن – كما يزعم بعض ولاة دارفور – ووظف جل المال في التنمية، يكفي أن في عهده نظم وزير الاستثمار بالولاية الشاب الناجح عبد الرحيم عمر معرضين للتجارة والاستثمار .. الاول بمشاركة (60) شركة والثاني (234) شركة.. وأنشأ حماد طرقاً داخلية بمجهود ذاتي ونظم سوق نيالا وأصبح الدكان بملايين الجنيهات.
٭ لم يصبروا على حماد الذي أغلق نوافذ الفساد، وتشهد جنوب دارفور الآن حالة طوارئ، بينما في عهده كانت تطرب حتى الساعات الأولى من الصباح مع محمد الأمين وحمد الريح وغيرهم .
٭ غادر حماد الولاية بعد أن أودع في خزائنها (الأمن) وكان من الممكن بذريعة (الأمن) أن يُشيد عمارات بالخرطوم، ويمتطي أفخر السيارات، لكنه إختار (غنى النفس) وترك ذوات الدفع الرباعي و(الفل أوبشن) للصغار بالوطني والحركة الإسلامية والمتسللين.


تعليق واحد