أبشر الماحي الصائم

لقاء البي بي سي


* خلفت إفادات السيد الرئيس وطلته الأخيرة على شاشة البي بي سي دلالات ورسائل مهمة تستحق التوقف عندها، فمنذ الوهلة الأولى لإطلالته ينتابك شعور قوي بأن الرئيس في أحسن حالاته الصحية والمعنوية، سيما إذا عززت هذه الطلة بتلك الإفادة “بأنه سيكون على كابينة القيادة حتى 2020 استكمالاً لمدته الرئاسية المنصوص عليها في الدستور”.
* غير أن صحة الرئيس ومعنوياته تنعكس بطبيعة الحال على (عافية البلد)، وللذين لا يرون من الكوب إلا نصفه الفارغ، فإن الخرطوم في هذه اللحظة التأريخية تستقبل الأحباش والجنوبيين والإرتريين والشاديين، فضلا عن أنها أصبحت (ملاذا أمنا) لإخواننا السوريين والمصريين واليمنيين.. فبطبيعة الحال لا نشجع هنا سياسة (الباب المفتوح) على الأقل مع الجيران ذلك مما يزيد حياتنا تعقيدا، بقدرما هدفنا إلى رفد الفكرة التي خرج لخدمتها السيد الرئيس، بأن بلادنا برغم ما نعانيه تصبح جاذبة لآخرين!! بل ما الذي يغري البعض إلى الموت جوعا في الصحراء وهم يخرجون على متن مخاطر المهربين يطلبون السودان.. السيد الرئيس من جهته نفى أن يكون بعض الذين يموتون في عرض البحار والمحيطات غرقا طلبا للعبور إلى أوروبا، نفى أن يكون هولاء ينتمون إلى السودان وأن زعموا ذاك.. يضيف السيد الرئيس، إن الأبواب الرسمية مفتوحة للهجرة الرسمية المقننة للذين يتطلعون إلى تحسين أوضاعهم، فليس هناك ما يستدعي أن يركب البعض مخاطر البحار والمحيطات!!
* وبالنسبة لموضوع الحركات المسلحة، فغير التقارير الأمنية التي تصله يومياً بطبيعة الحال، فإن الرئيس نفسه الآن بالكاد يعود من رحلة تطواف على كل ولايات دارفور ومحلياتها، في رحلة الستة الأيام الأخيرة، فلا يحدثك مثل خبير، ففي هذا المضمار يقول الرئيس، إن عمليات (قوز دنقو) الشهيرة قد كانت محطة فارقة وفاصلة للتمرد، ثم أتبعت بمعارك الجبل الأخيرة وجنوب كردفان التي يطرق فيها الجيش السوداني بقوة الآن أبواب آخر المعاقل، بالتزامن مع عمليات النيل الأزرق، ثم يجمل السيد الرئيس القول “إن الحركات المسلحة قد انتهت الي قطاع طرق يهيمون على وجوههم في الصحارى”.. على أن الطرق كلها أصبحت تفضي إلى الحوار والسلام على أنه الطريق الأفضل للجميع !!
* بطبيعة الحال يحق للسيد الرئيس أن يكون أكثر طربا، وهو يفتح ملف العلاقات الخارجية، التي ربما هي الآن الأفضل خلال ربع قرن من الإنقاذ، سيما العلاقات العربية والإقليمية، ذلك مما يفتح بعض أبواب الأمل والاستثمار والإنتاج، بحيث يعترف السيد الرئيس ببعض المصاعب المعيشية في ظل ظروف متعددة، غير أنه يعود ويبشر بخطط الحكومة الطموحة وبعض درجات التعافي التي سجلت في معدل النمو والتراجع في معدلات التضخم و.. و..
* غير أن البي بي سي تعود في نهاية اللقاء إلى نزوعها القديم الجديد، وهي تحضر كادرين معارضين أحدهما من الحركات المتمردة والآخر من (الشقيقة) مصر، فلم يقدم الرجلان حيثيات تمشي على ساقين ثابتتين على أرض الحقيقة، اللهم إلا من بعض الشتم.. وقديما قيل (كل ينفق مما عنده). بطبيعة الحال إن السيد الرئيس وهو يقدم على قناة (الإمبراطورية العجوز).. يدرك مغزى الاستقلالية المستحيلة، ومحاولات التشويش والتشويه التي لا محالة ستلاحق اللقاء ذا الإفادات الرصينة الصادمة!! لكن التعويل من بعد الله سبحانه وتعالى على فطنة المتلقي.. تصبحون على خير.