رأي ومقالات

بيع جامعة الخرطوم ..يتحدث الممثلون الكبار اصحاب البطولة ..اما نحن الكومبارس فنكتفي بال(شير)


كومبارس ..

الكومبارس ..هم اؤلئك الأشخاص الذين يظهرون في خلفية المشاهد التمثيلية ..تجدهم يتحركون حول الممثلين ..او يجلسون بجانبه في القطار .. مشاهد التعازي او الافراح ..لا احد يركز معهم ..فهم شئ تكميلي للبطل الذي تدور معه الكاميرا حيثما التفت ..هل حدث يوما ما ان ابعدت ناظريك عن الممثل وشاهدت من حوله؟؟ ..تجدهم اناسا عاديين ..مثلي ومثلك ..كان قدرهم ان يكملوا المشهد فقط ..لا يستشيرهم احد ..عندما يتحدث المخرج مع البطل ..يقول له (انت تكون ماري في الشارع ..حنجيب كم واحد كومبارس كدا يمروا ..وكم واحد يقيف جنب العمود ..ولا يعمل فيها بتاع دكان)…ملامح الكومبارس لا تحدد ..ليس لهم تخصص …الفيلم الكوميدي ..تراجيدي ..اكشن ..لا فرق …ينال الكومبارس عادة اقل الاجور في تدرج الممثلين رغم انهم الاكثر عددا ..مثلا افلام الحروب ..تلك التي كانوا يحشدون لها عشرات الكومبارس (قبل التكنولوجيا ومضاعفة الاشخاص عبر الكمبيوتر) ..في تلك الافلام كان يمكن ان يساوي اجر البطل ..اجورهم مجتمعة ….احدى المسلسلات لسمير غانم ..كان يمثل دور كومبارس معاشي ..قرر ان يحدث ثورة في عالم الكومبارس ..اصر على توحيدهم وجمعهم في نقابة تتحدث باسمهم ..وطالب بتحسين الاجور ..لما لم يجد استجابة من المخرجين وكبار الممثلين ..دعا الى وقفة احتجاجية ..كان يتوقع ان يتحالف معه الالاف ..فهم كثر ..ولكنه تفاجأ يوم الوقفة بحضور اصدقائه من الكومبارس مجاملة له ليس الا ..خاف الكومبارس على اكل عيشهم ..خافوا ان يتم استبدالهم بقوم اخرين ..نسوا انهم الاكثر عددا وان في الاتحاد قوة …اصدقاء سمير غانم كانوا فرحين بتغطية كاميرا الاحداث لوقفتهم الاحتجاجية ..ذلك ان بعضهم ..ولأول مرة يواجه الكاميرا ..فقد كان يمثل بظهره طوال عمره ..يطلبون منه ان يعطي الكاميرا ظهره …وهاهي امنية عمره تحققت ..واجه الكاميرا اخيرا
وحكينا القصة دي لييييه؟ لانني أريد أن أقول لكم .. ان دور الكومبارس ليس فقط في الشاشة …اليس ما يجري حولنا يقول اننا كومبارس؟؟ ..تتردد اشاعات ..تصدر تصريحات ..تكتب مانشيتات ..كلها عن بيع جامعة الخرطوم ..يتحدث الممثلون الكبار ..اصحاب ادوار البطولة ..اما نحن الكومبارس فنكتفي بال(شير)…قرأت بالامس تصريح وزير السياحة بأن الجامعة سيتم اخلاؤها ..وجعلها مزارات سياحية …نشكر لك الظهور على ساحة الاحداث سيادة الوزير ..فقد علمنا ان هناك وزارة للسياحة في هذا البلد ..وبما أنك ظهرت الى العيان اخيرا ..أتمنى ان يتسع صدر سيادتكم لقولي ان هناك من المعالم السياحية في هذا البلد ما هو (خال ) أصلا ولا يحتاج الى (اخلاء) ..فدونك البجراوية ..النقعة ..المصورات ..هل فكرت وزارة السياحة في الاستثمار هناك ؟..هل فكرت مثلا في مد خط السكة حديد بضعة كيلومترات الى البجراوية ؟..هل فكرت في بناء منتجع واماكن للراحة هناك لاستقطاب السياح ؟؟ ..الامر يسري على كل مناطق الاثار في البلاد ..مناطق مهملة ..يغطيها الرمل ..ويقتلها النسيان ..ولا يعلم عنها احد شيئا ..لم تفكر الوزارة في الاستثمار في هذه الاماكن التي تعتبر ثروة بكل المقاييس .. وبدلا عن ذلك ..تفتق ذهن الوزير فجأة عن اخلاء جامعة الخرطوم المسكونة بالعلم النافع …لجعلها مزارات سياحية !!! فتأمل وتألم …سيادة الوزير ..كنت أريد ان أقول كل الذي سبق ..ولكني استدركت في اخر الامر ..انه لا يحق لي الحديث ولا الادلاء برأيي .. ..فأنا في النهاية لست الا …مجرد كومبارس ..

د. ناهد قرناص


‫3 تعليقات

  1. بيع جامعة الخرطوم تم نفيه من جميع المسؤلين سقطة وقع فيها وزير السياحة حيث انه تكلم فيما لا يعنيه .

  2. وزير السياحة جابها من الآخر.. ده زول حضر اجتماع مجلس الوزراء واتكلم من وحي الحقائق. بس هو مسكين علي نياته خالص وافتكر انه بالتصريح ده ح يساعد الحيكومة.