عمر الشريف

الإستفتاء القادم بالولايات الشمالية !


قبل عام 1989م كان السودان دولة واحدة مقسمه الى تسعة أقاليم ويحكم تلك الأقاليم ضباط إداريين لم يصلوا الى درجة والى أو وزير ولائي كما نرى اليوم حيث كان الإستقرار والأمن والتنمية حسب الإمكانيات المتوفرة سابقا وكان المواطنين يتنقلون بين تلك الأقاليم لا يعرفون رسوم عبور ولا نقاط تفتيش ولم نسمع بقوات الأمن أوقفت مواطن أو حققت معه سوى قوات الشرطة ( البوليس ) . لم نسمع بالإختلاس ولا الفساد ولا قوات متمردة نهبت مواطنين عزل أو ساومت الحكومة على مصالحها الخاصه وتركت مصالح مواطنيها حتى حركة تحرير السودان لم تتعدى إنتصاراتها الكرمك .
بعد إتفاقية نيفاشا عام 2003م ثم إتفاقية السلام الشامل 2005م والتى منحت الجنوب كل الإمتيازات ووجهت له التنمية التى حرمت منها الأجزاء الوسطى والشرقية والغربية والشمالية أملا فى الوحدة ، رغم أن الحكومة تعلم الضغط الذى واجهته من الدول الكبرى لتوقيع الإتفاقية التى هدفها فصل الجنوب عن الشمال . لقد تحقق ما يريده الغرب بعد الوعود الكاذبة للجنوب بالتنمية والدعم وللشمال بإعفاء الديون المترتبه عليه . اليوم يتكرر نفس السيناريو مع الولايات الغربية التى بدأت فى حضن الخونة الذين تبنوا قضية ولاياتهم وأهلهم لمصلحتهم الشخصية ليجوبوا بها عواصم بلاد العم سام وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسرائيل طمعا فى جمع المال والسهر فى الفنادق الليلية مع بائعات الهوى وحاملى الخمور للأسف .
إستفتاء ولايات دارفور كلف ويكلف مبالغ طائلة من أجل الإقليم الواحد الذى تريده الدول الغربية والأقاليم المتعددة التى تتمناها الحكومة وبعض الوطنين المخلصين لضمان عدم الإنفصال ، هذه المبالغ والمبالغ التى صرفت للمنظمات الخيرية والقوات الأممية ولبعض حاملى السلاح وتوفير الأمن والوظائف لهم سابقا كانت كفيله بالتنمية التى تؤدى للإستقرار والأمن ووحدة الإقليم . هذا الاستفتاء الذى لا يعجب الدول الحاقدة على وحدة السودان ولا الخونة الذين يفقدون مصالحهم الدولية إذا نجح حسب ما يتوقعون يجب علينا الإستعداد للإستفتاء القادم للولايات الشرقية ن ثم الولايات الشمالية ويكون بذلك تحقق هدف تلك الدول والعملاء الخائنين لوطنهم .
فتح النوافذ فى زمن الخريف والعواصف والبرد القارص يصعب إغلاقها معه إما أن نترك المكان يغرق أو نموت من شدة البرد أو أن نقف كلنا سدا منيعا أمام فتحات النوافذ لكى نقلل من أضرار تلك الكوارث . لكن حالنا اليوم يصعب معها إغلاق تلك النوافذ لآن كل حزب أو قبيلة تريد أن تغلق نوافذها لتنجوا وتترك غيرها . هذا ماوصلنا إليه . إذا أردنا أن نغلق كل النوافذ بجسد رجل واحد ووطن واحد علينا أن نوزع الثروة بالعدل والتنمية بالتساوى ونبعد القبلية والحزبية من قاموسنا ونجعل شعارنا الوطن للجميع وأن نبسط العدل ونحارب الفساد ونحاكم الخارج عن القانون وإلا علينا أن ننتظر الإستفتاء القادم بالولايات الشمالية .


تعليق واحد

  1. الغابة جوة جوة !!! شمال سودان وييييييي!!!!
    هههههه
    قاعد أهزر ساكت !!! ههههه
    لكن الله يستر والله !!!
    لكن … و بعيداً عن الهزل !!! أولاً أخي الحبيب عمر الشريف ، جزاكم الله خر الجزاء على المقال الرائع و الذي يخالج شعور الكثيرين من أبناء السودان الشمالي ….
    حقيقةً كشمالي فأنا فرحان لي تنمية غرب السودان !!! عشان السلام والمحبة تدوم
    من باب قول الله -عز وجل – في محكم تنزيله : (( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ))
    ما مشكلة يكرموا او يرضوا بس ان شاء الله !!! لكن اتمنى من الدولة أن لا تنسى قرانا وولاياتنا من التنمية … و أيضاً من باب التعلم والإستفادة من تجارب الغير فإنني كذلك أشد على أيدي أغنياء وتجار الشمال على أن يتعلموا من اخواننا الحضارم في اليمن … فلما أهملتهم وهمشتهم الدولة اليمنية لم ينتظروا المساعدات من الدولة … بل انشأوا صناديق لدعم اليمنيين الحضارم في الداخل والخارج و دعم الطلبة الحضارم في الداخل و الخارج وتنمية و تطوير حاضرة حضرموت !!! انحنا الله البيمن علينا بي خيره مش الدولة !!! و هذا ما يميزنا و لله الحمد و المنة من قبل و من بعد !!
    أخوكم الجعلي المغترب !!!