مقالات متنوعة

معاوية محمد علي : مكارم بشير


لا أدري لماذا تتعامل المطربة الشابة مكارم بشير مع النقد أو أية ملاحظات تكتب حول آدائها أو تصريحاتها، بكل هذه الحساسية، فمن الطبيعي أن يتعرض اي فنان للنقد مهما كان اسمه ومكانته وعطاؤه، ناهيكم عن مكارم التي ما زالت طفلة تحبو في بلاط (الغناء) ، وما زالت في مرحلة التمهيدي في جامعة الفن العريقة، ويقيني أنها إن ظلت بهذه الحساسية تجاه كل ما يكتب عنها فحتماً ستغادر حلبة التنافس الفني في أسرع وقت (مأسوف) على موهبتها، لأنها فنانة تتمتع بكثير من مواصفات النجاح، ولا ينقصها غير أن تمتثل للنُصح، وأن تأخذ من الذي يكتب عنها ما يعينها على الاستمرارية، وتتجاهل ما تظن أنه بلا فائدة ترجى منه، وأن تعمل جاهدة في الاستفادة من تجارب من سبقنها في هذا المجال، ومن الخطر على تجربة مكارم إن هي تعاملت بمفهوم أنها أصبحت فنانة كبيرة، ولها جمهور وأنها ليست في حاجة للنصح من أحد، وهذا هو الغرور بعينه، والذي قبر كثيراً من المواهب الشابة التي أصبحت مع مرور الأيام أسماء من الماضي لا يتذكرها أحد، والأمثلة كثيرة ولا حصر لها ولا عد، عليكم بمراجعة الأسماء التي قدمها برنامجا (نجوم الغد) و(أغاني وأغاني)، ثم شغلت الدنيا وأقامت الساحة ولم تقعدها، أين هي الآن ؟ ومن يتذكرها!!.
نقول ذلك لإيماننا التام بأن مكارم يمكن بقليل بالتركيز في تجربتها، وقليل من التعامل بالحكمة مع الصحافة والحرص على تقديم أعمالها الغنائية الخاصة، يمكن أن تكون وتصبح في يوم ما (نراه قريباً) فنانة كبيرة، وصاحبة جمهور حقيقي، وعليها أن تعلم أن أغنيات الرواد التي ترددها الآن وتتغنى بها في حفلاتها الخاصة والعامة والبرامج التلفزيونية، لن تصنع منها نجمة، وأن الجمهور سيمل سماعها بصوتها قريباً، كما أن ذلك يعتبر قرصنة واضحة لأعمال الغير من المبدعين.
حقيقة لا أتصور أن الكثير من المواهب الغنائية عندنا يمكنها الاستمرارية، وذلك من خلال تجارب عديدة لنا عشناها مع عديد الأصوات التي استبشرنا بها، ولا نريد ذلك أن يتكرر مع صوت مكارم وموهبتها الغنائية التي اعترف بها الجميع.
خلاصة الشوف:
رمضان على الأبواب، وقناة (النيل الأزرق) تعمل جاهدة في برنامج (أغاني وأغاني)، وبقية القنوات تدخل في اجتماع وتخرج من آخر، وكل ذلك يؤكد ما سقناه كثيراً أن البرامج في بعض فضائياتنا هي خبطة عشواء، لا ترتيب ولا دراسة، وأن بعض المسؤولين في تلك البرامج هم آخر من يعلم بمقدم الشهر الكبير، ولكنهم أدمنوا التعامل بنظرية (الترزي يوم الوقفة)، لذلك لا نستغرب عندما يتم تفصيلهم بتلك الصورة التي نشاهدها، ترى كيف كان سيكون حال المشاهد السوداني لو لم تكن هناك أقمار إصطناعية تنقل له ما تقدم الفضائيات الخارجية من برامج وسهرات وغيرها.