تحقيقات وتقارير

إيلا في الخرطوم.. جرد حساب


على الشاشات المنصوبة بعناية داخل القاعة الرئيسية لدار الشرطة بضاحية بري، استعرض والي ولاية الجزيرة محمد طاهر إيلا إنجازاته خلال فترة الستة أشهر الماضية من تاريخ توليه زمام الحكم في الولاية، وكأنما بإيلا يقول هاؤم أقرأوا كتابيا، واعتمد إيلا في سرد إنجازات حكومته على الأرقام التي لا تكذب في أغلب الأحيان، مستصحباً ذلك عرضاً عبر البروجكتر، وما أن خلص إيلا من سرد الإنجازات، إلا وأعلن عن انطلاقة نفرة تنموية ستنتظم الولاية عبر مبادرة (نداء الجزيرة).

تكرار مداخلات
محور الخدمات وجد حظاً أوفر من حديث إيلا، بينما قتلته مداخلات الزملاء بحثاً حتى ملّ الحضور داخل القاعة تكرار المداخلات، بيد أن إيلا نفسه لم يبرح محطة الحديث عن النهوض بالتعليم والصحة والمياه والكهرباء، ولم ينسه شيطان التفاصيل تلك من أن يتطرق لمشكلة مشروع الجزيرة التي كانت وما زالت عصية على حكومة المركز، لكن إيلا فتح كوة من الأمل ليرى الناس عبرها ضوءاً في آخر النفق المظلم يحمل تفاؤل إعادة المشروع إلى سيرته الأولى بتنفيذ قرار رئيس الجمهورية الذي يقضي بدخول حكومة الولاية كشريك في المشروع، حيث استبقت حكومة الولاية تنفيذ القرار بمساعدة المزارعين في هذا الموسم بتوفيرالتمويل والتقاوى واستقرار الري وتوفير الحاصدات والخيش للمزارعين حسبما أعلن إيلا، رغم إقراره بأن المشكلة لا زالت قائمة، لكنها لم تعد عصية على الحل، بل مقدور عليها.

*تحذيرات
وفيما يبدو أن ما دفع إيلا لإفراد حيز كبير من حديثه عن المشروع، تلك المداخلة القوية من أستاذ الاقتصاد بالجامعات السودانية والصحفي المعروف عبداللطيف البوني في الملتقى الذي عقدته حكومة الجزيرة مع الإعلاميين بدار الشرطة، مداخلة البوني حذرت من مغبة إغفال الحديث عن المشروع وكيفية تطويره، مستبعداً حدوث تنمية في الولاية بمعزل عن تطويرالمشروع وحلحلة مشكلاته، تلك المداخلة التي فتحت شهية عدد من المداخلات شكلت محوراً قائماً بذاته في الملتقى، وما من مداخلة إلا واستعرضت محنة المشروع، ولفت إلى ضرورة انعاشه وضخ الدماء في جسده الذي أنهكه إهمال الحكومة في سنواتها الأولى، لكن حكومة الولاية ظلت دائماً تنوه إلى أن حل المشكلة لا يمكن أن يتم بمعزل عن مساهمات الحكومة الاتحادية، فتلك مشكلة قومية تتطلب تضافر جهود الحكومتين الولائية والاتحادية.
مخاوف عديدة آثارها الحضور من تكرار تجربة البحر الأحمر خلال السبع سنوات التي حكم فيها إيلا الولاية الشرقية، فما زالت اتهامات تلاحق الرجل بأنه ركز على تنمية المدن الكبيرة وأهمل الريف، حتى أن آخرين حذروا إيلا من غضبة إنسان الجزيرة وميزاته الثورية، لكن الرجل رد وبكل ثقة أنه لا يرى فرقاً بين إنسان الجزيرة وإنسان البحر الأحمر، وكذب الاتهامات المنسوبة إليه بأنه ركز على تنمية البحر الأحمر في مدينة بورتسودان، وبدد المخاوف بالأرقام التي حملها كتاب نداء الجزيرة الذي شملت خطته كافة محليات الولاية لا سيما في مجال تشييد الطرق، حيث أعلن عن تشييد 20 كيلو متر من الطرق في كل محلية بالتساوي، وتشييد 20 مدرسة ثانوي من أصل 923 مدرسة، و30 مدرسة أساس من أصل 2000 مدرسة، علاوة على رصد ميزانيات مليارية لتشييد هذه المدارس.

*التخلص من الفائض
ولأول مرة بعد خروجها عن الخدمة تماماً تفكر حكومة الولاية في إعادة تشغيل مصانع ومحالج الغزل والنسيج، لا سيما وأن الحكومة اتجهت مؤخراً إلى زيادة المساحات المزروعة من القطن وتوفير التقاوى المحسنة وتوفير التمويل اللازم وطرح تشغيل المصانع للاستثمار، في وقت دخل فيه مصنع الصداقة دائرة الإنتاج بالفعل، بالإضافة إلى الاتجاه لتطوير المؤسسات العلاجية وتشييد عدد من المراكز الصحية المتخصصة وصولاً إلى تحقيق حلم الولاية لتصبح رائدة في مجال السياحة العلاجية رغم المشاكل العديدة في مستشفى النساء والتوليد ومستشفيات أخرى، لكن الحكومة تملك مقومات أن تصبح محط أنظار الدول الأخرى في تلقي الخدمة العلاجية خاصة وأنها تمتلك مركزاً ضخماً للقلب ومستشفى للأورام ومستشفى جراحة للأطفال، ولعل ولاية الجزيرة تتجه لتطبيق البرنامج الإصلاحي للدولة خلال عمليات التخلص من الفائض من العربات الحكومية وتمليك عربات حكومية لموظفين في الحكومة، واعتماد أسطول العربات الجديدة التي أكملت الحكومة السابقة صفقتها.

تقرير :علي الدالي
صحيفة آخر لحظة


‫3 تعليقات

  1. دائما القبلية تهزم الدولة فقبلية ايلا وهارون هزمت الدولة فلماذا لا نعترف بان القبائل الاولى فى السودان هى الفاشلة وناس الهامش هم الناجحين بكل المقايييس …..التحية لكم ويجب ان يكون الرئيس يساعد اهل الهامش

    1. إيلا رجل ناجح وشخص كفؤ
      ولكن أقول لك يالبلك دع القبلية فإنها منتنة …

  2. الي الامام يا ايلا ونحن اهل الجزيرة معك في كل خطواتك …لا يوجد داعي لذكر القبليبه سئية الذكر فانها قبيحه كلنا من وطنا واحد يجمعنا وتظل حلايب سوووودانيه