أم وضاح

صح النوم يا وزير السياحة!!


منذ اللحظة التي نطق فيها وزير السياحة “محمد أبوزيد” بتصريحاته، فيما يتعلق بجامعة الخرطوم، وكيف أن وزارته (النائمة) قد صبحت فجأة لتكتشف أن مباني جامعة الخرطوم مبانٍ أثرية، وأن الوزارة ستضع يدها عليها منذ اللحظة الأولى، أدركت أن هذا حديث (خواء) لا يستند إلى منطق ولا أسانيد ولا فهم، وجامعة الخرطوم هذه تتبع فعلياً لوزارة التعليم العالي، وهي وحدها من تملك حق الحديث عنها كمؤسسة رائدة ليس في التعليم الجامعي السوداني فقط ولكن في العالم أجمع، وبالتالي هي ليست مجرد مبانٍ يمكن تحويلها والتصرف فيها دون أن يحدث ذلك ضجيجاً أو صخباً، وللجامعة إدارة مسؤولة عنها تتمثل في مجلس الجامعة الذي له الحق في أن يناقش هذا الأمر الذي تبناه فجأة وزير السياحة والآثار والحياة البرية، وهذه الوزارة تحمل لافتة لأهم ثلاثة من مدخلات الاقتصاد لتظل مجرد لافتة بلا حركة ولا تأثير، وكأن الأخ “أبو زيد” لم ير من المليون ميل مربع (إلا الأميال التي انقطعت بالانفصال)، بالمناسبة مساحتنا الآن كم ؟ لأن الرقم القديم الذي درسناه في كتب الجغرافيا لم يبارح أدمغتنا، ومحتاجون لتصحيح سريع لنا وللأجيال القادمة، المهم .. وكأن الأخ وزير السياحة لم ير في كل هذه المساحة الممتدة مزارات سياحية سوى (جامعة الخرطوم) التي يريدها أن تتحول إلى خرابة ينعق فيها البوم، وأقول ليكم خرابة ليه ؟ لأن كل المزارات السياحية التي تلي هذه الوزارة أصبحت خرابات بلا زائرين ولا فعاليات، وإلا فليخبرني الوزير عن الحراك الذي افتعله في سوح السياحة إن كان في متحف “السودان القومي” أو “متحف السودان الطبيعي” أو حتى في ما يلي المناطق الأثرية شمالاً، والتي تصلح أن تكون مسارح مفتوحة نجذب من خلالها السياح الأوروبيين الذين يعشقون الشمس والرمال والأحجار القديمة!! يا أخي الوزير (جامعة الخرطوم) هذه “شعراً ما عندك ليهو رقبة” وخريجوها بالملايين من الذين شكلوا ملامح المجتمع السوداني في السياسة والرياضة ومناحي الإبداع، سيقفون بالتأكيد رافضين أية محاولة لطمس تاريخ هذه الجامعة العملاقة، بهذا الفهم الغريب والعجيب، لأنه ما أظن يا سعادتك إنك بتفهم أكثر من وزراء السياحة في بلاد تجاورنا حيطة بي حيطة، لم يجرأوا أن يهبشوا جامعات ومستشفيات عتيقة وعريقة تتوهط المدائن بدعوى أن تصبح متاحف!! عليك الله ده كلام ده يخش المخ؟ كيف تطفئ شعلة ضوء ومنارة علم سامقة لتجعلها مجرد مبانٍ مظلمة باردة وكئيبة!! بئس السياحة إن كانت على حساب مبادئ وقيم لا يمكن تجاوزها.
في كل الأحوال أتوقع أن يقطع مجلس الجامعة قول كل خطيب ببيان يوضح للرأي العام حقيقة كلام السيد وزير السياحة إن كان حديثاً جدياً، أم إنه جس نبض ليبدأ مسلسل (شلعوها ناس الإنقاذ).
كلمة عزيزة
لفتني خبر أمس فرحت لخطه العريض قبل أن تصيبني الخيبة وأنا أنداح في تفاصيله، والخبر يقول إن نواب الخرطوم بالبرلمان يستوضحون هيئة المياه عن أوجه صرف زيادات التعريفة، وقلت أخيراً “جاك الموت يا تارك الصلاة”، إذ إن الخرطوم ورغم التطبيق الفوري للتعريفة لازالت تعاني الكثير من أحيائها من مشكلة القطوعات، والأدهى والأمر أنها لازالت تعاني من الكسورات رغم أن مدير الهيئة قال إن الزيادة من أجل استجلاب شبكات واسبيرات لمواجهة فصل الصيف، لكن (يا فرحة ما تمت)، إذ إنني ما أن تمعنت الخبر وتمهلت في تفاصيله إلا وقرأت أن السيد رئيس لجنة العمل بالبرلمان “عمر عبد الرحيم” كشف أن اجتماع كتلة النواب بمدير الهيئة وإداراته كان بمنزل العضو “الطيب الغزالي”، وأنهم استفسروه عن مجمل قضايا قطاع المياه. شوفتوا لي الحق أقول يا فرحة ما تمت، والسادة نواب البرلمان لم يستدعوا السيد المدير بصفة رسمية تحت قبة البرلمان (ليستجوبوه) في أسئلة رسمية يوثق لها مضابط الجلسة ليكون مسؤولاً عن كل كلمة يقولها، لكنهم (استفسروه) والفرق كبير بين الاستجواب والاستفسار، ووين ؟ في بيت أحد الأعضاء، يعني الجلسة ودية وكده! على مائدة العشاء ، أو تحلقاً حول فناجين القهوة والشاي.. قال استفسروه قال!!
كلمة أعز
كما العادة كانت الشرطة السودانية برجالاتها (الكُمل) في الموعد وأجهزتها تلقي القبض على قاتل ومغتصب الشهيدة “شهد” الطفلة البريئة التي لم يرحمها قاتل جبان وتافه، لم يرحم طفولتها ليلقى جزاءه العادل، بإذن الله.. التحية لكم أيها الساهرون، أينما كنتم!!


‫2 تعليقات

  1. تسلمي يا استاذة ويسلم قلمك
    مخ مافي ومن شابهه ديل هم خريجي الجامعات الاخري…الحقد والغل يظهر من بين كلماتهم وان حاولو ان يجدوا منطق معووووج….هارفارد وكامبريدج وياال وجامعة الخرطوم في نفس الدرجة عندنا…..وهي اهم من القصر الجمهوري زاتو…واذا الحكومة شوهت مستوي التعليم بانو قبلت عيالكم بي مستواهم المتدني بكرة بيتغيرالوضع لما تمشوا للمزبلة وبتبقي تقبل النوابغ فقط…لكن نقل وتفكيك المباني والكليات ده بيعني نهاية ابدية للجميلة ومستحيلة….لا بارك الله فيكم

  2. هو كان فيهم مخ ماكان اصبحو وزراء سياحة عشنا وشفنة وزارة السياحة من نصيب انصار السنة فعلاً شيء يحير والكل يعلم ماذا تحتاج السياحة وهل هذه من اجل محاربة السياحة ام من اجل ………… فقط ………………!!؟