محمود الدنعو

أخطاء أوباما مصائب كلينتون


إذا كانت مصائب قوم عند قوم فوائد كما جرى المثل، فإن هناك أخطاء قوم عند قوم مصائب كذلك، وهو ما جرى مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي اعترف في منتصف مارس الماضي لمجلة (ذي اتلانتيك) بأن “ليبيا غارقة في الفوضى”، ثم أقرَّ بعد أقل من شهر، وفي حديث لقناة (فوكس نيوز) بأن أسوأ خطأ ارتكبه (على الأرجح) كان عدم وضع خطة لمتابعة الوضع في ليبيا بعد التدخل العسكري في العام 2011، الذي أدى إلى سقوط نظام معمر القذافي. كما اعترف أوباما مراراً بأنه كان في إمكان الولايات المتحدة وحلفائها القيام بالمزيد بعد التدخل في ليبيا، حيث شن تحالف بقيادة فرنسا وبريطانيا انضم إليه لاحقاً حلف شمال الأطلسي، غارات جوية في 2011.
أخطاء أوباما في ليبيا التي اعترف بها مؤخراً كانت تجلياتها شاخصة في تحويل ليبيا بعد سقوط القذافي ساحة للميليشيات المتناحرة والأحزاب والطوائف المتصارعة سياسية، وأفضت حالة الفوضى السياسية والأمنية التي دخلتها ليبيا التي تمكن تنظيم داعش من التسلل وإحكام السيطرة على الكثير من المناطق وشكل قاعدة وجود تهدد أوروبا على الضفة الأخرى من البحر المتوسط.
وبعد سنوات من الفوضى وصلت نهاية مارس الماضي حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى طرابلس العاصمة الليبية، واتخذت من القاعدة البحرية المحصنة مقراً مؤقتاً لها لإدارة شؤون البلاد، وهو ما يفتح نافذة للأمل باتجاه عودة الاستقرار إلى ليبيا.
أخطاء أوباما المعلومة سلفا جاء الاعتراف بها على لسان أوباما في وقت تخوض فيه مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون غمار تنافس محموم في الطريق إلى البيت الأبيض، وكلينتون التي كانت وزيرة للخارجية الأمريكية أثناء حملة التحالف الدولي في ليبيا ومهندسة قرار التدخل في ليبيا تصبح أخطاء أوباما مصائب عليها وعلى حظوظها في الترشح حتى مع استدراك أوباما وتحميل المسؤولية في الفشل الليبي إلى الشركاء في التحالف، وبصفة خاصة بريطانيا ورئيس الوزراء ديفيد كمرون، يبقى هذا الاعتراف بالفشل ضربة قوية لكلينتون التي ظلت تدافع باستمرار عن إنجازاتها في الخارجية ومنها الملف الليبي.
وكانت كلينتون خلال توليها حقيبة الخارجية واحدة من أقوى المؤيدين لتدخل الولايات المتحدة في ليبيا ضد القذافي. ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، فإن قرار تسخير الأصول العسكرية لإنهاء النظام الليبي بعد 42 عاما من الحكم مَثَّل لحظة التأثير الكبري لكلينتون كوزيرة للخارجية.
ورغم أن أوباما وضع اندفاع كلينتون بشأن ليبيا في موضع سلبي خلال مقابلته مع فوكس نيوز، فإنه ما فتئ يكرر أن كلينتون ستكون رئيسة عظيمة.