حوارات ولقاءات

عوضية محمود كوكو : فخورة بالتكريم الأمريكي (لأني نجحت من كوني ست شاي بسيطة) و أنا (زعلانة) من سفارتنا بواشنطون.. لم تعرني اهتماماً


الجريدة تحاور رئيسة اتحاد بائعات الأطعمة والمشروبات عوضية محمود كوكو عقب تكريمها من قبل وزارة الخارجية الأمريكية ضمن أشجع 10 نساء في العالم
فخورة بالتكريم الأمريكي (لأني نجحت من كوني ست شاي بسيطة)
أنا (زعلانة) من سفارتنا بواشنطون.. لم تعرني اهتماماً وحزنت أكثر عندما رأيت السفارة العراقية تفعل مع ممثلتها العكس
سأسعى لتوسيع عمل الاتحاد في الولايات بعد أن وجد عملنا حفاوة دولية
استقبلت جون كيري بثبات شديد ولم أشعر بالخوف مطلقاً

عادت إلى البلاد أمس الأول رئيسة اتحاد بائعات الأطعمة الشعبية والمشروبات والتي كرمها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ضمن أشجع عشر نساء في العالم، وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سلم عوضية جائزتها بواشنطون. وقالت الأمين العام لاتحاد بائعات الأطعمة والمشروبات لـ(الجريدة)، إن تكريم الخارجية الأمريكية لرئيسة الاتحاد لم يأتِ عبثاً، بل لأنها ناضلت من أجل حماية البائعات من (كشات) المحلية من خلال تأسيسها للاتحاد التعاوني المتعدد الأغراض بجانب مساعدتها لعدد 268 مواطن ومواطنة من بينهم (59) مواطناً ساعدت في تمليكهم (ركشات) بعد أن قامت بتقديم ضمانات لهم مما أدى إلى دخولها السجن (4) سنوات بسبب ذلك. وأضافت (عوضية باعت منزلها لسداد تلك الأقساط)، كما ساعدت 113 من النساء بشرائها ثلاجات لهن وضمنت 116 من المحتاجين لدى بنك الأسرة، واعتبرت الأمين العام لاتحاد بائعات الأطعمة والمشروبات فوز عوضية فخراً للاتحاد والمرأة السودانية. ونوهت الأمين العام إلى أن الاتحاد تم تسجيله في العام 2012م ويضم 14 أو 15 جمعية، وتبلغ عضوية كل جمعية أكثر من 500 عضو، وأشارت إلى أن الاتحاد يهدف لإيقاف (الكشات) ضد البائعات وتحقيق العيش الكريم للمرأة، واعتبرت الكشات إهانة لكرامة المرأة، وزادت: (ليس لدينا مصدر لتربية أبنائنا ولتخريج الأطباء والمهندسين، ولكن الدولة لا تساعدنا بالدخل، بل تأخذ منا)، وتابعت: (عند مصادرة عدتنا يتم تغريمنا ما بين 200 الى 300 جنيه).

* حدثينا عن ملابسات تكريمك من قبل وزير الخارجية الأمريكي ضمن أشجع عشر نساء في العالم؟
تم اختياري عقب مشاركتي في ورشة عمل بفندق كانون شاركت فيها 23 جمعية وقدمت فيها تجربتي في تأسيس الجمعية التعاونية التي بدأت عبر الجمعية السودانية للتنمية برعاية منظمة أوكسفام الأمريكية وهي أول جمعية على مستوى السودان بالنسبة لبائعات الأطعمة وتم تمليكنا هذا الدار ومقر ثلاث جمعيات أخرى، وسافرت للهند للاستفادة من تجارب النساء هناك، ورويت في تلك الورشة تجربتي في مساعدة البائعات للدخول في الجمعيات لحمايتهن من (كشات) المحلية بالإضافة إلى تمليكي 60 (ركشة) لعدد من المواطنين ودخولي للسجن بسبب هذا الأمر، ودخلت السجن أميناً عاماً للاتحاد وخرجت منه وأنا رئيسة للاتحاد.
* هل شعرتي بالندم بعد دخولك للسجن لتحملك عبء تمويل الركشات؟
لا لم أشعر بالندم مطلقاً وأعتقد أن سببب دخولي السجن بسبب التحرش والحسد الذي تعرضنا له بعد قيامنا بتمويل 60 (ركشة) ونحن نساء، وقد فتحت ضدي أربعة بلاغات وفي كل مرة كنت أخرج براءة حتى أن المحامي قال لوكيل النيابة طالما إن عوضية تخرج براءة في كل البلاغات التي دونت ضدها فيجب عليكم ألا تفتحوا في مواجهتها بلاغات جديدة، وأعتقد أنني استفدت من تجربة السجن لأنني خرجت منها أكثر قوة وإيماناً بقضيتي وقضايا كل البائعات اللائي من حقهن أن يعشن بكرامة وألا تتم مطاردتهن من قبل (كشات) المحليات ولن أتوقف عن مساعدة النساء طالما أنا موجودة.

* كيف ساهم الاتحاد في حماية البائعات من الكشات؟
أصبح للبائعات كيان نقابي يدافع عنهن ويعمل على مساعدتهن في حال مصادرة بضائعهن حتى تتمكن من مواصلة عملها، بجانب إن الاتحاد هو عبارة عن جمعية مساهمة حيث تتدرجنا من رسوم اشتراك قدرها جنيه إلى 150 جنيه تدفعها كل عضوة بالجمعية.

* وما هي الخدمة التي يقدمها الاتحاد للبائعات نظير رسوم اشتراكهن؟
الرسوم هي عبارة عن أسهم للجمعيات التي تكون بدورها الاتحاد والذي له لوائح تنظم عمله ونستفيد من تلك الرسوم في تنظيم المعارض الخاصة بالأعمال النسوية وبدأنا بتقديم المساعدات لكبار السن في الجمعيات ومساعدتهن في العلاج وفي المناسبات حيث ندفع 400 جنيه

* ما هي أهم الأهداف التي تسعون لتحقيقها في الاتحاد ؟
نسعى لإيجاد حل لمشكلة الكشات عن طريق تخصيص أماكن ثابتة للبائعات والمرأة السودانية تعاني من الظروف الاقتصادية القاهرة وهي تستحق أن نجتهد ونكافح من أجلها.

* ما هي الصعوبات التي واجهتك بالنسبة لعملك كبائعة بخلاف الكشات؟
عملت في السوق منذ وقت مبكر وكان الوضع أسوأ من الوقت الحالي حيث كان يتم حرق رواكيبنا بالإضافة إلى النظرة السلبية لعمل المرأة في السوق حيث كان المجتمع يرمقها بنظرات الشك والريبة وكانت تعاني من الشكوك في نواياها الشريفة فهي تسعى لإعالة أسرتها وقامت الجمعية السودانية للتنمية بالتعاون مع منظمة أوكسفام الأمريكية بتكوين الجمعية التعاونية في العام 1990 وهي تعتبر أول جمعية للبائعات على نطاق السودان، وكما ذكرت تم تمليكنا هذا المقر وثلاثة مقار أخرى خاصة بثلاث جمعيات.

* كيف تم إخطارك بفوزك ضمن أشجع عشر نساء في العالم؟
تم الاتصال بي هاتفياً قبل 4 أشهر بناءً على مشاركتي في الورشة التي نظمت في فندق كانون وكان أمر مفاجئاً بالنسبة لي حيث لم يتم إبلاغنا مسبقاً بأن مشاركاتنا في الورشة سيتم عبرها ترشيحنا لهذه الجائزة وذهبت كمشاركة فقط ثم تأهلت للفوز.

* هل كان للحكومة علم باختيارك وهل اهتمت السفارة السودانية بك بعد وصولك إلى أمريكا؟
للأسف السفارة السودانية بواشنطون لم تعرني أي اهتمام و(وأنا زعلانة منهم) وذهبت من السودان مع منظمة المعونة الأمريكية وتم استقبالي من قبل السفارة الأمريكية بالمطار بحفاوة بالغة وحجزوا لإقامتي في فندق، وشعرت بالأسى للمرة الثانية بعد أن شاهدت أن السفارات الأخرى جاءت برفقة ممثلي دولهم حتى السفارة العراقية والتي ما زالت تعاني من عدم استقرار الأوضاع السياسية والأمنية وعلى الرغم من ذلك كانت حضوراً، ولكن تكريم الجالية السودانية بواشنطون خفف عني تجاهل السفارة لي. وسافرت إلى أمريكا مع منظمة المعون الأمريكية

* ما هو إحساسك لحظة تكريمك من قبل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري
استقبلت حفاوة وزير الخارجية بي بثبات شديد ولم أشعر بالخوف مطلقاً وشعرت بأنني فخورة لأنني لم أتمكن من الذهاب إلى أمريكا فقط، بل تم تكريمي بها وأفتخر بنفسي لأنني نجحت من كوني ست شاي بسيطة الى امرأة يتم تكريمها وتدخل البيت الأبيض ويتم اختيارها ضمن أشجع عشر نساء في العالم، وبعد تسلمي الجائزة حدثت لي طفرة كبيرة وسأسعى خلال الفترة المقبلة لتوسيع عمل الاتحاد في الولايات بعد أن وجد عملنا حفاوة دولية وسنسعى لأن يصبح عملنا عالمياً.

* هل كنتي تودين أن يتم تكريمك داخل السودان؟
كما يقول المثل وطني ولا ملي بطني صحيح فعلى الرغم من أنني سعدت بتكريمي في أمريكا ولكني تمنيت لو تم تكريمي داخل وطني وقد لاحظت أن المرأة تحظى بالتقدير والتمييز في المجتمع الأمريكي فهي مقدرة ومميزة وتتصدر المرأة المرتبة الأولى في الاهتمام ثم يأتي الطفل في المرتبة الثانية ثم (الكلاب) أو الحيوانات والرجل لا يمثل شيئاً بالنسبة لهم

* كم استمر برنامج التكريم بأمريكا؟
استمرت فعاليات التكريم 15 يوماً قدمت خلالها تجربتي من خلا ندوات نظمت في ثلاث جامعات في واشنطون، كنتاكي ولوس أنجلوس، وزرت البيت الأبيض وتناولت فيه وجبة الغداء وزرت منزل النائب الأول للرئيس الأمريكي، ونلت 4 جوائز درع وزير الخارجية الأمريكي، جائزة من زوجة النائب الأول للرئيس الأمريكي، مفتاح مدينة كنتاكي من الذهب الخالص والذي سلمني له عمدتها، بجانب تكريم الجالية السودانية..

* هل شعرتي بالرهبة عند دخولك البيت الأبيض؟
دخولي للبيت الأبيض كان عادياً وأحسست بالفخر كما ذكرت لكِ لتمكني كست شاي بسيطة من دخول البيت الأبيض وهذا شرف كبير ولكل البائعات وأتمنى أن يجتهدن لأن الجائزة سنوية حتى يفوز السودان في السنة القادمة وفي كل الأعوام المقبلة بإذن المولى عز وجل.
* وقفتي من خلال مشاركتك على معاناة النساء في الدول الأخرى ما هي أهم ملامح تلك المعاناة وما الذي ميزك عنهن ؟
انحصرت معاناة أغلب نساء العالم في الحروب ولكن عندما التقينا بالسفيرة الأمريكية في لوس أنجلوس عند تقديم الشهادات والجوائز تحدثت عن تجربتي من خلال الإفادات التي استقتها من مشاركتي في ورشة كنون كما أسلفت.

* هل تطرق وزير الخارجية الأمريكي للمشكلات التي تعاني منها المرأة السودانية بشكل عام ؟
لا كيري تحدث عن سيرتي الذاتية فقط عندما قدمني لتسلم جائزتي ولم يتطرق للمشكلات الأخرى التي تعاني منها المرأة في السودان.
* بعد عودتك للبلاد ماذا تتوقعين من الحكومة عقب إحجام السفارة السودانية بواشطنون عن استقبالك بالمطار أو مرافقتك لحظة التكريم؟
كنت وما زلت أتوقع أن تفرح الحكومة بفوزي والشهادات التي نلتها بأمريكا وأتوقع أن تستدعيني الحكومة لتهنئتي، سواء كان الوالي أو الرئيس لأنني حققت إنجازاً للسودان عامة وينبغي أن يفتخر كل سوداني بذلك.

حوار: سعاد الخضر
صحيفة الجريدة


‫5 تعليقات

  1. نعم نحن نفخر بك كإمرأة سودانية عفيفة كافحت بشرف ولم تمد يديها ، والسفارة ليس عليها لوم لأنك انسانة بسيطة من الغبش وطبيعي ما حيدوك أي اعتبار ولو كنت فنانة أو لاعب كرة قدم كانوا فرشوا لك البساط ، حسنا الله ونعم الوكيل في مسؤولي البلد

  2. والله نفتخر بيك كونك امراه بسيطة كافحتي في هذه البلد لتوفير لقمة عيش بسيطه لك ولابنائك واعطيتي درس لكل السودانيين ان يكونوا شرفاء واوفياء اما بالنسبة لموضوع السفارة انو تستقبلك ختي في بالك السفارة دي ما بتستقبلك الا اذا جيتى تدفعي الضرائب غير كدا لو متى ما يجيبو خبرك ولا بيسالو عنك

  3. ههههههه والله لو اجتهدتى بس فى ان تفهمو عيالكم انهم هم ادواة ليس الا احسن من تملكى ديل وسائل عيش كريم ولا غيرو دا مخطط كبيرا جدا …..انتم وعيالكم سبب تعنت الحكومة السودانية فى كل شئ ….الان البكشوكم هم ابنائكم ولو فى واحد ظابط فى الكشة من الجعلين ولا الشوايقة ولا اى قبيلة غير قبائل الهامش ممكن يتعاطف مع المكشوشة ويطلق صراحها لكن اولادكم اللهم اولاد الهامش اشد حقدا عليكم وفتكا بكم ….النظام العام عم اولادكم مكافحة الشغب هم عيالكم البيفتشن النسوان هن بناتكم …….خليكم واقعيييييين ياناس عفاف تاور العايزة تفجر أهلها فى جهل اكثر من كدا ؟؟؟؟؟