تحقيقات وتقارير

الاخلاقيات الصحفية ….الجدل مازال مستمرا


يقولون كثيراً أن الصحافة هي مهنة من لا مهنة له وهذا القول قد برزفي عصرالفضاءات المفتوحة نسبة للتطور في التكنولوجيا،فأصبح العالم قرية صغيرة تعرف ما يدور فيها من أحداث قبل وقوع الحدث أحيانا،فهذه السرعة في نقل المعلومة وتدوالها جعلت مهنة الصحافة في مهب الريح،ووضعت الصحفي أمام تحديات كثيرة منها ضرورة الالتزام بالمبادئ العامة للاتحاد الدولى للصحفيين والذى يحتم على الصحفى احترام الحقيقة وحق الجمهورفي معرفة هذه الحقيقة هي مسؤولية الصحافي الاولى بالاضافة الى ان اثناء تأديه الواجب،وعلى الصحفي الدفاع عن مباديء الحرية في كل الأوقات، وأن يحافظ على النزاهة في جمع الاخبار ونشرها، وكذلك ان يدافع عن حق ابداء الرأي والنقد العادلين.

عدد مقدر من تلك المبادئ العامة التى لخصلتها ندوة الاخلاقيات الصحفية فى عصر الفضاء المفتوح والتى نظمتها المنظمة السودانية للحريات الصحفية بمركز الشهيد الزبير محمد صالح حيث اعتبر رئيس المنظمة د. النجيب قمر الدين ان التصرف الصحافى فى استخدام المادة الصحفية المطروحة على الاسافير تحتاج الى كثير من الضبط كما ان الصحافه مربوطة بسياجين الاول قانونى والاخر اخلاقى يتواثق عليه اهل المهنه ، واعتبر النجيب ان الساحة الصحفية الان اصبحت غير التى كانت فى السابق اذا كان هناك رموز للصحافة وقيمها غير ان هناك طارئ حدث على حرفة الصحافة واصبح يدخلها الهواه وان الضوابط التى كانت تقف عليها الصحافة اختلت تماما واصبحت المهنة للتسلية كما ان هناك اكثر من 3000 الف مليار مستخدم للانترنت ومع كثير من المعلومات التى تحتاج الى تدقيق ، واشار الى ان هناك ارث صحفى قديم يقوم على عدم الخداع واحترام كرامة الانسانية وان لاينتحل الشخص المهنة وان الغرب استطاع ان يضع قوانين لكبح جماح الصحافة الالكترونية.

عدم ثقة:
ويعتبر عميد كلية علوم الاتصال بجامعة السودان د. عبد المولى موسى ان ازمة المصداقية تحتاج الى ان تبادر مؤسسات المجتمع المدنى والتنشئة الاجتماعية من اجل جعل المصداقية قيمة حقيقية وكشف موسي عن دراسة امريكية تشير الى ان 88% من المجتمع الامريكيى لايثق فى وسائل الاعلام كما ان العالم الافتراضى اصبح هاجسا للدول الامر الذى جعل علماء الاعلام يفكرون فى وضع ميثاق اخلاقى يمكن ان يتحول الى ميثاق عالمى يرتكز على تجسيد القيم الدينيه فى الديانه المسحيه واليهوديه والحضارة اليونانيه وان يعكس قضايا المجتمع مع المرونه، بالاضافة الى اهمية ان يجد الصحفيين فيه المرونه الكافية لاداء مهامهم ، فيما شدد بروفيسور بدر الدين احمد ابراهيم علي ان العمل الاعلامى ينقسم الى ثلاث اقسام التخطيط والتفكير والممارسه ثم التأثير واعتبر بدر الدين ان التفكير الجزئى فى ظل الاعلام الجديد للاطار الكلى لايجدى وان التفكير فى الاخلاقيات للعمل الصحفى فى بعده المحلى امر خاطئ.

هجرة الاعلام:
ونبه بدر الدين الى ان القارى والمشاهد السودانى وكذلك المستمع هجر الاعلام الوطنى نسبة لانه يمارس اعلاما بروتكوليا مشيرا الى ان هناك كثير من الحيل التى بامكانها ان تهزم الاخلاق فى العمل الاعلامى منها اطلاق المصطلحات والاعلان وتوظيف الصورة والكاركتير بالاضافة الى التوهم الدينى ، غير ان بروفسير عوض ابراهيم عوض اعتبر ان قضية الاخلاق المهنية التى يرتكز عليها المجتمع تختلف من مجتمع الى اخر وكل مجتمع لديه ما يشغله فى قضية الاخلاق ، ودعا الى اهمية توسيع مفهوم الاخلاق مع ضرورة قصوى لتوفير الحريات الصحفية.

مبادئ عالمية:
وتشير المبادئ العامة للاتحاد الدولى الى اهمية أن يعد الصحفى التقارير بما يتوافق مع الحقائق التى يعرف مصدرها بالاضافة أن الصحفى يجب عليه ان لايخفى معلومات هامة او ان يقوم بتزوير وثائق مع ضرورة استخدام وسائل عادلة ونزيهه فى حصوله على الاخبار والصور والوثائق، وعلى الصحفي ان يعتبر ما يلي جنحة واساءة مهنية خطيرة ( الغش.. التشويه المقصود للحقيقة… القذف والتشويه، تلطيخ السمعة، الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة) وشدد الاعلان فى اخلاقيات المهنة على عدم قبول اي شكل من أشكال الرشوة هدفها التأثير اما في نشر مادة صحفية أو الدفع بإخفاء مادة صحفية.

الخرطوم: عبد العزيز النقر
صحيفة ألوان