تحقيقات وتقارير

بسبب الحب والفقر والمرض والعار .. الشباب الأكثر انضماماً لـ”نادي المنتحرين”!


بعد أن كان تناول (الصبغة) احد الأساليب السهلة للتخلص من النفس بدأت ظاهرة اخري يتبعها الأشخاص الذين يودون التخلص من حياتهم وهي ظاهرة (الشنق) التي تعتبر طريقة سهلة لقتل النفس التي حرم الله قتلها وقد لا يمر وقت طويل دون أن نسمع بان احدهم (قتل نفسة شنقاً) وانضم ألي أعضاء نادي المنتحرين الذين تزداد أعدادهم بصورة مخيفة .
سخرية القدر أن يكون للانتحار فلسفة و(فهم) في حياة الأشخاص مهزوزي الشخصية الذين ينهارون نفسياً لأسباب وهمية تجعلهم بفكرون سريعاً في التخلص من حياتهم بدلاً عن مواجهة الواقع .
لما يلجأ الشخص ل(تعليق نفسة بحبل) لمحاولة الخلاص منها وماهي الأسباب والدوافع للانتحار وماراي علماء النفس والاجتماع في شخصية المنتحر وكيف ينظر المجتمع ألي للمنتحر وزويه خاصة إذا كان المنتحر فتاة وهل تلاحق أسرتها وبقية فتيات الأسرة وصمة العار؟
نماذج مؤلمة

(1)

شاب أثيوبي شنق نفسة بحبل علي جذع شجرة قرب محطة وقود بمنطقة الديم وسط الخرطوم وأثارت جثة الشاب المتدلية الرعب في نفوس المارة والعابرين وكشف مقربون من القتيل عن نيته السفر ألي احدي الدول الأوربية ألا أن طموحة باء بالفشل مما ادخله في حالة نفسية سيئة أودت به ألي الموت شنقاً.
ونحكي عن حالة (سين) التي تبلغ العشرين من عمرها ، كانت علي علاقة بشاب زميل لها في الجامعة وعندما اكتشفت خداعه لها حرقت نفسها وحبها في غرفتها من طرف واحد .فيما شهدت الكلاكلة جنوبي الخرطوم جريمة اخري راح ضحيتها شاب يبلغ من العمر (25) عاماً شنق نفسة بحبل بمنازل تحت التشييد وكان المنتحر يستعد لا تمام مراسيم زواجه ألا أن مشكله أسرية اعترضته ووقفت عائقاً بينه وزواجه ولم يستطع حلها فكتب رسالة مؤثرة ووضعها بجانبة وشنق نفسة .
قضايا الشرف

(2)

تري الباحثة الاجتماعية ثريا إبراهيم ان الحالة النفسية المتردية وعدم قدرة الفرد علي توازنة مع نفسة ومع الاخرين قد تكون سبباً في الانتحار أضافه الي التفكك الاسري وتعاطي الخمور والمخدرات والممارسات اللاخلاقية التي تجعل الشخص يلجا الي الانتحار نتيجة الشعور بعدم الاحساس بالأمان خاصة اذا كان ذلك السلوك صادر من احد الوالدين مما يثبب للفرد الاكتئاب والعزلة التي تودي الي الانتحار .
ظاهرة سلوكية

(3)

يواصل د. عمرو حديثة بأن الظاهرة السلوكية مهما كان نوعها تتردد في أذهان الناس وتجعل احتمال تكرارها يزيد ويتضاعف ويجب تناول قضايا الانتحار بصورة علاجية حتي لا تؤدي ألي نتائج سلبية لان شخصاً اخز يمكنه أن ينتحر بمجر سماعة قصة انتحار . وقبل عشرين عاماً كان الانتحار لدي الفتيات يتم تناول الصبغة لأنها كانت ظاهرة سلوكية للتخلص من المشكلات ويجب علي المجتمع الحديث عن عقوبة جريمة الانتحار كي لا تجعل منة ظاهرة متغلغلة في السودان خاصة وان (99%) من المشاكل الدافعة للانتحار لها علاقة بالتربية الخاطئة ويمكن للوالدين تقليل ظاهرة الانتحار عن طريق التربية السليمة وكيفية التعامل مع الأولاد لان الشخص لا يلجأ ألي الانتحار ألا إذا أغلقت أمامه جميع أبواب الحلول ولم يجد المنتحر من يقف بجانبة .
ضغط المجتمع

(4)

في المقابل اكد اختصاص العلاج النفسي د.عمرو إبراهيم مصطفي علي أن للانتحار دوافع نفسية واجتماعية تكمن النفسية منها في الإحباط والحزن والإحساس المبالغ بالدونية و(فقد شيء مهم) وفقدان شخص عزيز . واعتبر د.عمرو الاكتئاب احد الأمراض الرئيسية الدافعة للانتحار أضافه ألي قضايا الطلاق والأنجاب خارج نطاق الزواج والاختلاس والسرقة وخذلان الأسرة .
ويقول اختصاصي العلاج النفسي “الانتحار ليس جريمة واحدة بل مركبة ولدية تأثيره الممتد علي الأسرة بالعار والدونية خاصة إذا كان المنتحر فتاة .ويتغلغل الحدث في في مخيلة كل المحيطين بالأسرة التي وسطها حالة انتحار ويودي ألي امتناع الكثيرين ألي عدم الارتباط بأحد فتيات الأسرة أضافه ألي مقاطعة المجتمع لهم بصورة كلية او جزئية .

 

صحيفة حكايات