مقالات متنوعة

طه النعمان : شيخ السنوسي.. أول القصيدة «تهريج»!


٭ في أول ظهور عام له.. بصفته أميناً عاماً لحزب المؤتمر الشعبي.. بعد رحيل د. حسن الترابي رحمه الله وغفر له .. فاجأ الشيخ ابراهيم السنوسي سامعيه ـ وقرائه من بعد ـ من غير أصحاب «الولاء الأعمى» بحديث هو أقرب إلى «التهريج» منه إلى خطاب رصين صادر عن مسؤول سياسي أو زعيم يدشن عهده.
٭ خلاصة خطرت لي فور مطالعتي تقرير الزميل «عمر دمباي» في هذه الصحيفة الأحد الماضي (01 ابريل).. التقرير رصد ـ باختصار ـ ما جاء على لسان الشيخ السنوسي في ذلك اللقاء المشهود لهياكل وقواعد الحزب بولاية الخرطوم، والذي أحتشد بكوادر الحزب وقيادات الصف الأول تعبيراً عن التماسك في غيبة الزعيم التاريخي حسن الترابي.
٭ فماذا قال شيخ السنوسي؟.. فبعد أن أكد على تماسك حزبه وقوته.. عازياً ذلك لأنه حزب «قائم على الشورى وعلى مباديء وليس على الاستبداد والسلطة».. وإذا ما تجاوزنا ما في هذه الجملة من غمز من قناة الجناح المنافس «المؤتمر الوطني»، باعتبار أنه ليس هناك غيره من هو في «السلطة» الفعلية ويمكن أن يمارس «الاستبداد».. وهذا حق للشيخ في أن يصف حال غريمه «السابق على الأقل».. إلا أن الأهم من ذلك.. وهو عندي ما يمثل «التهريج السياسي».. أي اطلاق الأحكام والعبارات دونما تدبر أو تفكير.. وهو ما ورد في حديثه من بعد.
٭ فقد برر الشيخ السنوسي ـ بحسب التقرير ـ أن دعمهم ومجيئهم «للسلطة» بإنقلاب (9891) لأن المؤسسة العسكرية لم تكن (ترفض الإسلام)، وكذلك للحفاظ على أرواح قيادات الحركة، وعلى رأسها «الترابي» الذي لو لا مجيء الإنقاذ أتوقع أن يكون مات مقتولاً.. أو كما قال!!
٭ ما يجعل من الإفادة أعلاه «تهريجاً» صريحاً أو في أحسن الأوصاف «مغالطة» عبثية لوقائع التاريخ المُعاش.. هو أن (المؤسسة العسكرية) ـ كمؤسسة ـ بقيادتها وهياكلها وتراتيبها الرسمية لم تكن أصلاً جزء من ذلك التخطيط أو تلك التدابير الإنقلابية، حتى يقول الشيخ المحترم إنها (لم تكن ترفض الإسلام).. رحم الله الفريق فتحي أحمد علي الذي أضطر للهجرة وتأسيس ما سمي وقتها بـ «القيادة الشرعية» للجيش السوداني.. هذا من ناحية.
٭ ومن ناحية أخرى فإن عبارة (لم تكن ترفض الإسلام) في حد ذاتها تضع الشيخ وفكره ومنهجه في زاوية مخيفة.. أقرب (لتكفير) الآخرين.. لما توحيه من (احتكار للإسلام) وحصره في (جماعته) دونما سواها، من جمهور المسلمين..
٭ هذا غير ما أعلنه الشيخ السنوسي.. الذي حضر إلى المنصة برفقة أخيه (المهاجر ـ العائد» د. علي الحاج.. من خطة (خمسينية).. أي تمتد لـ (05 عاماً) حسوما!!.. إذا لم يكن هناك خطأ طباعي حوّلها من (خمسية) إلى (خمسينية).
٭ في كل الأحوال لم تكن بداية ظهور القائد الجديد للشعبي موفقة.. بالرغم من رفقته الطويلة للزعيم التاريخي حسن عبد الله الترابي.. الذي توفاه الله بحلول الأجل المحتوم.. ولم يمت (مقتولاً) بحسابات خليفته السنوسي الذي لم يفصح عن معلومة واحدة موثقة لهذا الاتهام الفظيع.. في بلد لم يعرف نهج «الاغتيالات السياسية» قبل أو بعد استقلاله.. ولله في خلقه شؤون!!