عبد الباقي الظافر

أرجوك أفهمني. ..!!


قبل أيام وصل عاصمة الضباب وفد إتحادي رفيع..وفد طه علي البشير مضى إلى هنالك ليطمئن على صحة مولانا الميرغني. .بعدها سيتقدم وفد كرام الاتحاديين بسؤال بسيط إلى مقام مولانا عن ما يفعله ابن المرشد بحزب كل الاتحاديين. .مضت أشهر حتى حصل الوفد على تأشيرة دخول إلى بريطانيا العظمى. .في اللحظة الأخيرة غاب إبراهيم الميرغني الذي تأكد أن المعركة محسومة والمواجهة غير محسوبة العواقب..حينما طرق الوفد المعظم أبواب الدار جاءته الإجابة عفوا لايمكن مقابلة مولانا في هذا الوقت.
يوم الجمعة الماضية كنت ضيفا على سفارة السودان بواشنطن..سألت الشيخ مكي المغربي الملحق الاعلامي أين سنصلي فرد سريعا في كنيسة القديس..ظننت المغربي يمزح..لكن بعد دقائق وجدت نفسي وكل أركان السفارة في قلب كنيسة عتيقة وسط (دي سي).. هنا تتجسد عظمة الإسلام ..ألوان متفرقة من البشر..شرائح عمرية متباينة ..شابات مليحات اتخذن من الصفوف الخلفية مجلسا.. كلب أسود يحرس الباب من الداخل..حينما استغربت همس جاري هذا الكلب هو مرشد الإمام الكفيف في شوارع المدينة الهادئة.
في الخرطوم كان الناس يختلفون حول زيارة الإمام الجفري للخرطوم..بعض المتزمتة طلبوا من ضيف البلاد إبراز هويته الطائفية ..هنالك من أغضبتهم حفاوة استقبال سِبْط النبوة في الخرطوم السنية..تساؤلات لم تخففها إفادات منظمي المناسبة بأن الشيخ سني المذهب..ذات الجدل أثاره بشكل آخر السفير مهدي إبراهيم في نيويورك حينما برر قطع العلائق مع ايران في سبيل منع تمدد المذهب الشيعي في السودان .
الذين يحاولون بناء أسوار عالية للحفاظ على الخصوصية سيخيب مسعاهم..الآن التبشير بالرؤية الأخرى لا يحتاج لوجود مباشر..وسائل التواصل الحديثة من تلفاز وهاتف وانترنت جعلت البشرية تعيش في غرفة صغيرة..داعش أكثر الجماعات الدينية تطرفاً تجند الآلاف من الشباب عبر استخدام التقنية الحديثة..من يحاولون الوقوف أمام العولمة كمن يحاول حجب شمس في رابعة النهار بكفه الأيمن .
في تقديري واحدة من التحديات التي تواجه المسلمين في المشرق تكمن في عدم قدرتهم على استيعاب الآخر ومن ثم التعامل معه..الاستصراع الديني والمذهبي سببه عدم قدرتنا على احتمال الآخر المخالف..وفي هذا ضعف إيمان ..الله سبحانه وتعالى خلق التباين هذا ليكون أية من آيات عظمته..في قرآننا الذي نتلوه أية تقول (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ..للبيت رب يحميه ياسادة .
بصراحة..مطلوب من المسلمين ان يستوعبوا انهم جزءاً من كل عريض على هذه البسيطة..التعامل مع الآخر مكمن التحدي..