أم وضاح

“كومون” والأولمبية والتنويم المغنطيسي


لفت نظري تصريح للزميلة (الانتباهة)، أمس، على لسان مدير صالة الوصول بمطار الخرطوم الأستاذ “حمدنا الله عثمان” اتهم فيه شركة “كومون” بالفشل في إدارة خدمات السياحة والفندقة بالمطار، وكشف في سياق حديثه عن أن إيرادات الشركة خلال الخمس سنوات الماضية (37) مليون جنيه فقط في حين بلغت إيرادات الشركة الكلية (370) مليون، وأعلن السيد “عثمان” لأعضاء لجنة النقل بالبرلمان الذين سجلوا زيارة للمطار عن رفض الشركة إبرام عقد جديد وتمسكها بالعقد القديم، بجانب مطالبتها بالاستمرار حتى اكتمال المطار الجديد، وقال للسادة البرلمانيين إن “كومون” فشلت في الإدارة ومن حقنا أن نفسخ العقد لأنه شراكة.
وبصراحة مجمل حديث السيد مدير صالة الوصول يدعو للدهشة حد فتح الأفواه بلاهة، إذ كيف لشركة أياً كان وزنها وأياً كان وصفها أن تفرض شروطها وتصر على الاستمرار في وضع ترى إدارة مطار الخرطوم اللي هو مؤسسة وطنية بالدرجة الأولى (إذا أنا كنت فاهمة صاح) أنه وضع مرفوض بسبب الفشل الإداري الذي تسببت فيه “كومون”، خاصة وأن العائد المادي للمطار ضعيف جداً مقارنة بمجمل الدخل الذي تجنيه الشركة مما يؤكد أن هذا المطار “بقرة حلوب” لا تريد “كومون” أن تتوقف عن الرضاعة من صدرها حتى يصيبها الوهن أو تلقى حتفها، لكن السؤال المهم إذا كانت “كومون” تجني كل هذه الأرباح ما الذي قدمته من بنية تحتية للخدمات في المطار، وحتى الصالة الفيها (شوية رقشة) مقفولة استثمار للعايز يدلع نفسه، وصالة الوصول والمغادرة الاعتبارية التي يؤمها عامة الشعب السوداني حالها يغني عن سؤالها؟! طيب إذا أصلاً المطار يمكن أن يدخل (370) مليون جنيه كإيرادات فلماذا لا يدار هذا الاستثمار بواسطة إدارة المطار نفسها ليدخل كامل المبلغ لخزينتها ويتم توظيفه بالشكل الأمثل لتغيير حال المطار البائس بدلاً عن أن يدخل جيوب جانبية هي المستفيدة من صرح لقته جاهز لتنهل من خيره وتستأثر بذلك لنفسها؟؟ ولأنه من حق إدارة المطار أن تقيّم التجربة ومن حقها أن تفسخ العقد ينبري سؤال آخر، هل يجوز لشركة “كومون” قانونياً أن تتمسك بالعقد رغم أنف الطرف الثاني؟ وهل من حقها أن (تطمع) حتى في المطار الجديد الذي ما زال في علم الغيب في احتكارية محيرة تقصي بذلك كل الشركات الأخرى التي من حقها أن تنافس في هذا السوق؟!
في كل الأحوال الكرة الآن في ملعب لجنة النقل بالبرلمان التي وقفت على الحقيقة كاملة لتزيح ضبابية هذا الاحتكار الذي جعل مطار الخرطوم بجلالة قدره مجرد إدارة تابعة لشركة “كومون”!!
{ كلمة عزيزة
أمس تابعت عبر الأخبار المنقولة تلفزيونياً مقابلة رئيس اللجنة الأولمبية الوزير “هاشم هارون” للسيد النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن “بكري حسن صالح”.. المقابلة حملت مخرجاتها وعداً من السيد النائب الأول بدعم اللجنة الأولمبية.. وبصراحة ألجمتني المفاجأة وألجمني الوعد بالدعم لأن اللجنة الأولمبية هذه مجرد اسم على ورق، ولافتة بلا حراك، وجسم بلا روح.. وإلا قولوا لي عن أية مشاركة أولمبية باسم السودان رفع فيها العلم السوداني على منصات التتويج، تتويج شنو؟ هو أصلاً في مشاركة عشان نتوج اللهم إلا إن كانت سفريات رئيس اللجنة إلى الخارج تعدّ مشاركات أولمبية وفي الحالة دي أعترف ليكم بالنجاح الباهر.
أخب النائب الأول الناس ديل ما يجوك (يحنكوا) معاك ساي، إذ ليس هناك نشاط أولمبي ولا يحزنون وهذا الدعم أحق به أهلنا الغبش في أي منحى من مناحي حياتهم وما أكثر الناقص فيها.
{ كلمة أعز
لا زال “الحسن الميرغني” يحمل صفة مساعد رئيس الجمهورية رغم استمرار بقائه بالخارج وهو المنصب الذي شغله شقيقه من قبل وكليهما كان حصاده فيه صفراً!! التجربة أكدت أن هؤلاء لا يتحملون أجواء السودان حتى لو كان جلوسهم تحت المكيفات الباردة، ورغم ذلك يتوقعون السمع والطاعة.. بالله عليكم من يطرقع أصابعه لهم ليصحوا من حالة التنويم المغنطيسي التي يعيشون فيها؟!