سياسية

طالب مصري: عذبونا وضربونا بالخرطوم في السودان.. بطالب الرئيس بامتحان فى السفارة السودانية


18 يومًا هى المدة التى قضاها طلاب الثانوية الأزهرية المصريين داخل المعتقل السودانى بتهمة تسريب الامتحان، ذاقوا خلالها جميع أنواع العذاب ضربوا على أجسادهم بـ”الخراطيم” وتعرضوا للإهانات، وناموا على البلاط فى زنزانات لا تتعدى مساحة الواحدة منها 5 أمتار، أكلوا بأيديهم، تعرضوا لضغوط نفسية ومعاناة فى المخابرات السودانية.

معاناة الطلاب لم تتوقف عند حد الأذى الجسدى، خاصة حينما شاهدوا السودانيين يكتبون على محلاتهم ممنوع دخول “المصريين والكلاب “مما تسبب لهم فى أذى نفسى كبير.

“التحرير” التقت الطلاب العائدين اليوم الخميس للتعرف على معاناتهم بعد رجوعهم من المعتقل السودانى، وأثر إلغاء زيارة وزيرة الهجرة لهم والتى كانت مقررة أمس الأول الثلاثاء.

رحلة العذاب وإحنا ضحايا

محمد جمعة أحد طلاب الثانوية العائدين من السودان، يقول”ذهبنا للسودان كى نحصل على الشهادة الثانوية من هناك لندخل كليات محترمة، ودفعنا أكثر من 70 ألف جنيه لنقيم هناك 6 أشهر، وذاكرنا واجتهدنا وأدينا امتحاناتنا إلا أننا فوجئنا فى اليوم الرابع بسيارة شرطة تُلقى القبض علينا من أمام المدرسة دون معرفة السبب، وذهبنا لمبنى المخابرات السودانية وهناك بدأت رحلة العذاب”.

وأضاف محمد: “وقفونا فى مكان شمس وبدأوا يسالونا عن أصحابنا السودانيين وكل حاجة، جاوبنا وبعد ما جاوبت فوجئت بأحد الضباط يقول لى عندنا حاجة اسمها ساعة الصفر وقت ماتيجى أنت هتقول كل حاجة غصب عنك، فقولتله أنا قولت كل اللى عندى، وفضلوا يحققوا معانا لآخر الليل فى مبنى المخابرات وقالى فيه بروجيكتور لما تشوف تحركاتك هتقولوا الحقيقة”.

وقال آخر: “كنا هنطلع لكن جالهم تليفون قالهم خدوا العاطل فى الباطل، وحسينا أن الموضوع فى السودان سيب وأنا أسيب بسبب أزمة السودانيين الذين تم احتجازهم فى مصر ومصادرة أموالهم، وإحنا حسينا إننا هنكون ضحايا للدولتين”.

مكناش بناكل وكنا بنام على البلاط

يتابع قائلاً: “تانى يوم تم ترحيلنا للمعتقل السودانى وبدأت أكبر رحلة عذاب، سحبوا مننا عينات دم وعرفنا أننا فى المعتقل من سجل المعتقل اللى كنا بنملاه، والأردنيين هما اللى صعبوا علينا الموضوع علشان كان معاهم الامتحانات على الموبايلات واحنا ملناش ذنب، وعندما سألنا ضابط المعتقل هتخرج امتى، قال بعد 3 سنين، صُدمت لكنى تماسكت أعصابى، وعندما دخلنا الزنزانات وضعونا كل 5 طلاب فى واحدة لا تتعدى مساحتها 5 أمتار وبدون أى متنفس ولا حتى شباك، وكانوا بيقدمولنا أكل عبارة عن بضع من أرغفة الخبز وكل اثنين فى كوب شاى، إضافة إلى بطاطس وشعرية باللبن فى العشاء وكنا بنأكل بإدينا، ولما سألت الضابط عن معالق قال دى فى بيتكم مش هنا وكنا بنام على البلاط”.

أردف الطالب قائلاً: “عذبونا وضربونا بالخرطوم وقعدنا 18يوم محدش عرف عننا حاجة، ولا كان معانا أى حاجة، وقعدنا المدة دى كلها بهدومنا اللى علينا ومياه الشرب كانت صفرا وتجيب المرض، وفى ناس معانا تعبت وكنا بنطلب أدوية، تيجى عبارة عن كبسولة بعدها بأسبوع، وكانوا بيخوفونا ويقولولنا هتتعدموا وكان معانا 3 بنات اتعرضوا للضرب “.

لم نر وجه وزيرة الهجرة وعايزين نمتحن

وأضاف الطالب: “فجأة طلبوا مننا غسيل ملابسنا وجابولنا شفرات حلاقة، وقالولنا ظبطوا نفسكم وخرجونا ودونا على نادى الشرطة بعد ما مضينا على أوراق، روحنا لقينا مكان نضيف ومياه وكانز ولقينا القنصل المصرى ونائبه، ولم نر وزيرة الهجرة اللى هى بتقول أنا التقيت بالطلاب، والقنصل قالنا هتروحوا القنصلية ومنها على سكنكم، ولما وصلنا لقينا أهالينا هناك متخيلناش أننا شوفنا النور تانى”.

واختتم حديثه قائلاً: “ضاعت سنة من عمرنا من غير سبب، وبطالب الرئيس أنه يعملنا امتحان فى السفارة السودانية هنا، وهناك 6 من أولياء امور محتجزين ياريت يرجعوا”.

من جانبها عبرت جدة أحد الطلاب العائدين من السودان عن حزنها، قائلة “أنا عاوزة أقول للسيسى عاوزين حق ولادنا اللى ضاع، اتبهدلوا ياريس بدون ذنب واتعرضوا للضرب والإهانة فين حق ولادك “.

مستقبلهم ضاع

وقالت والدة أحد الطلاب: “أنا بتقطع من جوابا على ابنى ومستقبله اللى ضاع، وهو طالب محترم ومؤدب والبلد كلها حزينة علشانه، وماكنتش عارفة أعمل ايه وبستغيث بالحكومة محدش عمل حاجة، ولادنا أطفال يسيبوهم ليه ينضربوا ليه ياريس ولادنا يتهانوا ياريس وملهمش قيمة فى كل مكان علشان ملناش قيمة فى أرضنا ووطنا، ارحمنا ياريس ابنى خسارة ومستواه ممتاز وكان بيطلع من الأوائل حرام السنة تضيع عليه”.

وأضافت “مابقتش مصدقة لما ابنى خرج وطلبنى وقالى أنا كويس بس، وكان فيه آثار ضرب على ضهره وجسمه عمل إيه، هو لو طالب ابن مسئول فى الدولة كان اتبهدل كده؟.

التحرير