تحقيقات وتقارير

إعلان دارفور خالية من التمرد تزامنا مع الاستفتاء


لم يجد الجيش السوداني وقتا مناسبا لإعلان نتائج حملة عسكرية بدأها مطلع العام بإقليم دارفور المضطرب منذ أكثر من عشر سنوات بخلوه من التمرد نهائيا، إلا تزامنا مع استفتاء لتحديد هوية الإقليم الإدارية.

تزامن إعلان الجيش السوداني خلو إقليم دارفور (غربي البلاد) من التمرد نهائيا مع استفتاء في الإقليم لتحديد هويته الإدارية إما بالإبقاء على وضعه الحالي بخمس ولايات أو العودة لنظام الإقليم الواحد. من جهتها نفت حركات التمرد في الإقليم ذلك، مؤكدة أنها لا تزال تسيطر على مواقع إستراتيجية في الإقليم.

ويأتي إعلان الجيش بُعيد استعادته لآخر معقل من معاقل حركة تحرير السودان فصيل عبد الواحد نور، ونتيجة لحملة عسكرية بدأت في يناير/ كانون الثاني الماضي في الإقليم المضطرب منذ أكثر من عشر سنوات.

وجاء الإعلان بعد أسبوع من جولة قام بها الرئيس السوداني عمر البشير لولايات دارفور الخمس امتدت لخمسة أيام، أعلن خلالها استعادة الجيش لزمام المبادرة في حربه ضد الحركات المسلحة بالإقليم.

لكن في مقابل ذلك، قالت حركة تحرير السودان-فصيل عبد الواحد نور وحركة العدل والمساواة برئاسة جبريل إبراهيم إن قواتهما ما تزال تسيطر على مواقعها الإستراتيجية في كافة أرجاء دارفور.

وكان الجيش السوداني أعلن الثلاثاء الماضي أن إقليم دارفور أصبح خاليا من التمرد والحركات المسلحة، بعدما أكد سيطرته على منطقة سرونق الإستراتيجية، وهي آخر معاقل حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور في جبل مرة وسط دارفور.

انتصارات “زائفة”
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العميد أحمد خليفة الشامي في بيان إن عبد الواحد استغل تأخير إعلان القوات المسلحة بسط سيطرتها الكاملة على جبل مرة، محاولا تحقيق انتصارات زائفة عبر بيانات إعلامية كاذبة، معلنا “انتهاء التمرد والحركات المرتزقة بكل ولايات دارفور الخمس بعد هذه المعركة الفاصلة”.

أما حركة تحرير السودان-فصيل عبد الواحد نور، فقالت إن قواتها ما زالت تسيطر على مناطقها الإستراتيجية في جبل مرة، نافية صحة إعلان الجيش السوداني.

وقال المتحدث العسكري باسم الحركة شهاب الدين أحمد حقار، في بيان له الثلاثاء، إن قوات الحكومة “لم تستطع الدخول إلى أي منطقة إستراتيجية من مناطق سيطرة الحركة رغم القصف الجوي والمدفعي الكثيف”.

أما حركة العدل والمساواة التي اعتبرت بيان الجيش سياسيا للتغطية على استفتاء دارفور، فتقول إنها ما تزال موجودة بمواقعها في الإقليم.

ووفق محجوب حسين مستشار رئيس الحركة، فإن الإعلان شأنه شأن إعلانات أخرى سابقة لم تهزم المقاومة بالإقليم، وذلك في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه.

تضاؤل فرص
وتعليقا على إعلان الحكومة خلو دارفور من التمرد، اعتبر خبراء عسكريون أن ذلك يعني تضاؤل فرص انتشار الحركات المسلحة في الإقليم بمثل ما كان سائدا في السابق.

العميد معاش ساتي محمد سوركتي، يرى أن ما أعلنه الجيش السوداني يعني أن الحركات المسلحة لم تعد تملك درجة حرية الحركة والسلاح وأي قواعد توظفها للأغراض العسكرية ضد الجيش.

ووفق سوركتي، فإن الإعلان يعني أن الجيش قد فرض سيطرته على كامل أرض الإقليم بدرجة “تقدر بقدرها ” مشيرا إلى أن المعلومات الواردة “تبين أن الإعلان بالسيطرة على الأوضاع صحيح وكبير”.

أما اللواء متقاعد المعز عتباني، فيعتقد أن الإعلان جاء مثبتا لما أعلنه الجيش من قبل عن توفر كافة الإمكانيات العسكرية التي تمنح الجيش القوة والقدرة على الانتصار في كافة جبهات القتال.

ويشير إلى أن الجيش السوداني استرجع هيبته وإمكانياته ومسؤوليته تجاه مشكلة دارفور وكل المواقع العسكرية المهمة “بما يسمح له باستعادة كافة ما فقده في الفترات السابقة”.

عماد عبد الهادي-الخرطوم
موقع الجزيرة