مصطفى الآغا

ساعة الحقيقة


من الطبيعي أن يضع البعض أيديهم على قلوبهم عندما شاهدوا قرعة «الأبيض» المؤهلة إلى كأس العالم 2018 في روسيا، فاليابان وأستراليا والسعودية والعراق، كلها منتخبات توجت بطلة للقارة، وكلها وصلت إلى كأس العالم، باستثناء تايلاند، كما صدم الجدول البعض، بحيث تلعب الإمارات مباراتها الافتتاحية خارج أرضها أمام اليابان، فيما تلعب السعودية مثلاً أمام تايلاند على أرضها، كما تلعب اليابان ثاني مبارياتها مثلاً أمام تايلاند الأضعف، أما الإمارات فتواجه أستراليا الأقوى،

والمعروف أن البدايات ونتائج البدايات مهمة للروح المعنوية والنقطيّة لهذا اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بالتعليقات التي غلب التشاؤم على معظمها بالنسبة لكل العرب، وليس للمنتخب الإماراتي وحده، فيما رشح كثيرون المنتخب القطري عن المجموعة الأولى التي تعتبر أسهل نسبياً من الثانية.
وعلى «تويتر» قرأت تعليقاً لإماراتي مُغرق في التفاؤل يقول فيه «اليابان لعبتنا والسعودية والعراق نحن عقدتهم بالكرة وأستراليا ضعيفة وتايلاند جسر عبور!».

بالتأكيد أنا لست مع التفاؤل الذي يصل حد الغرور، ولا مع التشاؤم الذي يُحبط الهمم ويثبطّها، بل مع الواقعية زائد الطموح المبني على أرضية صلبة من الاستعداد والمباريات القوية والنجوم القادرة والمدرب الكفؤ والجمهور المساند.

وأعتقد أن الكابتن مهدي علي هو «أبو الواقعية»، وأقول هذا الكلام من معرفتي الشخصية به، وليس معرفة جرائد أو مقابلات تلفزيونية، وأتمنى من الجميع أندية وإعلام وجماهير أن يكونوا عوناً له، لا عبئاً عليه، على الأقل بتخفيف الهجوم الكبير الذي تم توجيهه للرجل والمطالبة برحيله، وأظن أنه الأنسب لقيادة المجموعة التي تنسجم معه ومع أفكاره وخططه، بدل البحث عن بديل يحتاج إلى وقت، كي يتأقلم، وهذا بالطبع رأيي الشخصي الذي يختلف كثيرون معي فيه، ولكني لا أعتقد أن أحداً يختلف معي أن الأهلي سيتوج بطلاً لدوري الخليج العربي، بعد فوزه في «الكلاسيكو» بهدف أحمد خليل في مباراة قد لا تكون الأمتع، حسبما تمنيناها، ولكنها حسمت إلى حد كبير السباق الذي قال عنه الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة شركة العين «لو أراد الأهلي الدوري فعليه أن يأخذه من العين والعكس صحيح».