منصور الصويم

أنجلينا جولي


تعاني الممثلة والنجمة الأمريكية أنجلينا جولي، من مرض خطير، تطلب نقلها وتنويمها بالمستشفى. اللافت في أخبار هذه الممثلة، حجم الاهتمام الكبير الذي أبداه محبوها من كل أنحاء العالم وبشكل خاص في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وأغلب مناطق النزاع والكوارث في العالم. هذا الاهتمام الكبير والمتابعة الدقيقة المشفقة لظروفها المرضية والدعاء لها بالشفاء؛ لا يعود إلى كونها نجمة وممثلة سينمائية جميلة وشهيرة ومبدعة في مجالها فقط، ولكن بالأساس يعود إلى المواقف التي درجت هذه الممثلة على إبدائها تجاه مواطني دول الكوارث “الفقر، مآسي الحروب، الجفاف، الفيضانات.. إلخ”، فالسنوات الأخيرة شهدت جولات مكوكية لأنجلينا جولي كادت خلالها تغطي أغلب هذه المناطق بداية من سوريا وليس انتهاء بأفغانستان أو أفريقيا – مكمن الكوارث العالمية.
إذن هذه المحبة الكبيرة، والالتفاف المشفق حول انجلينا جولي، يعود إلى الدور الإنساني الكبير الذي ظلت تلعبه في مواجهة الكوارث والتخفيف من أثرها الماحق على الإنسان، سواء من خلال مبادراتها الشخصية، أو عن طريق المنظمات الإغاثية والإنسانية التي تتحرك في هذه المساحات، فمن جانب هي تساعد على تسليط الأضواء على مشاكل ومعاناة من يواجهون هذه المآسي وبالتالي تسهم في الحد منها وحصارها، لاسيما إن كانت نتاج الحروب الغبية، ومن جانب آخر – مهم – تسهم في إيصال المساعدات الطبية والإغاثية إلى المنكوبين في شتى مناطق العالم.. وقد نجحت إلى حد كبير في هذين الدورين الرفيعين والإنسانيين.
أنجلينا جولي، متزوجة من النجم السينمائي المعروف براد بيت، وهو لا يقل عنها مسؤولية وحيوية ومبادرة في مواجهة بشاعة العالم، والبيت الذي يضمهما يمكن توصيفه بأنه عالم إنساني مصغر، فإلى جانب أطفالهما الطبيعيين، تبنى النجمان عددا من الأطفال، الذين ينتمون إلى مناطق مختلفة من العالم، فلا لون يفرق في هذا البيت ولا دين ولا عرق؛ الكل متساوون في المحبة وأبناء لهذا الحنان الكبير الذي يشع من النجمين المتواضعين بحسهما الإنساني الجميل.
السيرة الموجزة لأنجلينا جولي، والمبذولة في مواقع الإنترنت والصحف العالمية، تبين أن بإمكان النجوم – سينما، رياضة، غناء.. إلخ – أن يجعلوا لحياتهم معنى يجمل حياة الآخرين، فهم – ومعهم الأثرياء – يمكنهم إلى جانب شراء القصور، والسفر حول العالم، وإقامة الحفلات الراقصة، والاستمتاع بكل ما هو مبهج في هذه الحياة؛ يمكنهم أيضا الإسهام في رسم ابتسامة على وجه طفل في أفريقيا أو سوريا أو داخل بلدانهم التي لا تخلو بلا شك من الفقراء والبؤساء.
اللهم اشف أنجلينا جولي شفاء لا يغادر سقما, أنت الشافي.. آمين.