هيثم صديق

وإنت كبرتي زدتي حلا


وقصة الرجل الذي كان يستغرب وقوف البعض له في المواصلات ليجلس.. وإسراع البعض ليحمل عنه أغراضه وهو يطلع السلم.. استغرب هذا الأدب المفاجئ تجاهه.. كلمته أصبحت شبه مسموعة.. رجاءاته مجابة.. لم يفكر أبدا أنه أصبح من كبار السن..
ومثله نحن وسكين العمر تسرقنا.. نكاد نلطم من ينادينا بـ(يا عم ويا خال) حتى نرتد إلى أن أبناء الإخوان والأخوات يماثلون من ينادينا في السن.. وجري السنوات وهي تحملنا معها يجعلنا في موقف اللاهث.. مخافة أن يأتينا زمان الرجل الكبير وقد زاره زهايمر خفيف فجرى في رياضة الصباح ولما تعب وضع يديه على ركبتيه ليلتقط أنفاسه فإذا به يظن أنه قد رفع من الركوع لما رفع رأسه فواصل صلاته.
لا أكاد أصدق أن أمورتنا هذه قد أكملت السنوات الثلاث وأشعلت شمعتها الرابعة وقد جرت بنا الأيام وكنا مثل المغيب الذي مر على كلب راقد فنبحه الكلب وتبعه شوارع كثيرة فلما توقف الكلب تنهد هو قائلا: لا حولاااا كلب طويل خلاص..!
كنت أمس عند الحلاق فنظرت إلى الشعر المحلوق تحت الكراسي والعامل يجمعه كله للنظافة.. اختلط أبيضه بأسوده وبينهما المصبوغ.. فعجبت كعجب أبي العتاهية من تزاحم الأضداد..
ها هي (اليوم التالي) تشعل شمسا جديدة وكل كاتب بصحيفته معجب.. لكن إعجابي بـ(اليوم التالي) مرده إلى إعجاب قارئ.. فلقد كتبت في صحف كنت لا أقرأ بعضها.
(اليوم التالي) مثل أتلتيكو مدريد ذاك الفريق الإسباني الذي يقهر البارشا والريال ولا يخجلان لهزيمتهما منه لأنه يلعب بحماس تيم وتصميم يتيم فيؤكلهم كالمعتاد النيم مترجما قول الشاعر الأكبر: ولا عار عليهم إذا انهزموا.
راهنت (اليوم التالي) على القلم والحروف بت الألم فأعطت نديداتها مديدة التنافس..
لكل الأحباب فيها دعواتي في جمعة رجيبة مباركة في شهر مبارك أن يكسوهم الله ثوب عافية لا ينتزع.. وما أروع ما كان لما احتفلت أول أمس بتميزها وتميز درة منها هي الأخت سلمى معروف فكان حفل العصر فرحا بعودة جعفر وفتح خيبر..
كوني بخير أيتها الجميلة.. ووصيتي لأخي الغالي مزمل أن يبقي على هذا التيم بهذا التعاون.. دعها سليمة..
كل صفحة فيها ولدت سليمة..