رأي ومقالات

صلاح الدين مصطفى : في يوم الصداقة العالمي: شعوب العالم تجتمع على المحبّة في مقرن النيلين في الخرطوم


سيرا على الأقدام، في أمسية جميلة، شارك السفراء وممثلو البعثات الدبلوماسية المعتمدة في الخرطوم وعدد من الرموز الوطنية والحزبية والرياضيون في احتفالات اليوم العالمي لمجلس الصداقة الشعبية العالمية.
انطلقت الاحتفالية من أمام غابة السنط، واختيار غابة السنط لانطلاقة الاحتفال حملت دلالة رمزية، فالغابة تمثل أعرق وأكبر مساحة طبيعية في ولاية الخرطوم. وتم ضمها في العام 1939 إلى منظومة المحميات الطبيعية وهي عبارة عن نطاق تقليدي حيوي طبيعي تتكون معظم أشجار الغابة من السنط الذي يتميز بمقاومته العالية لمياه الفيضانات، وتمثل رئة الخرطوم وهبة الطبيعة لها.
الإحتفال النوعي درجت الخرطوم على تنظيمه سنويا في يوم الصداقة العالمية الشعبية، وقال المهندس عبد المنعم السني الأمين العام لمجلس الصداقة إن الموكب شارك فيه دبلوماسيون يمثلون أكثر من 65 دولة إضافة للجاليات، مشيرا إلى أن الفعالية تؤكد للعالم أن السودان يعيش سلاماً داخلياً وهو مستقر ومنفتح على العالم فضلا عن حب الشعب السوداني وتسامحه مع الشعوب الأخرى.
السفير محمد ابو العينين عميد السلك الدبلوماسي في السودان امتدح الدور الذي يقوم به مجلس الصداقة في جمع الشعوب من أجل الحب والمودة في أرض السودان وقال إن المشاركة تعبّر عن الوقوف مع السودان وأهله وتؤكد أن الخرطوم هي أرض المحبة والسلام.
وجاءت الفعاليات تحت شعار «كما يتعانق النيلان تلتقي شعوب العالم في السودان» وشهدت العديد من العروض الرياضية والمظاهر الاجتماعية وشاركت وزارة الشباب والرياضة في ولاية الخرطوم بعروض الهوكي، والجمباز وفي عدد من الرياضات، إضافة إلى مشاركة متميزة للكشافة السودانية وبعض المنظمات الشبابية وختمت الفعاليات ليلة ثقافية كبرى في قاعة الصداقة تضمنت ندوات في حضارات الشعوب المشاركة بالإضافة إلى فقرات فنية وتراثية.
جمعية الصداقة السودانية الهولندية كانت حاضرة بشكل لافت في هذا اليوم وتميزت بتمازج الأزياء السودانية والهولندية، علما أنها كما العديد من الجاليات تضم سودانيين يحملون جنسيات الدول الأخرى. رئيس جمعية الصداقة السودانية الهولندية فكري احمد حسن قال إن الخرطوم تشهد يوما تجمعت فيه كل الشعوب لتعبر وتقول إن السودان بلد أمان وسلام ومحبة.
موضحا أنهم حرصوا على المشاركة تعبيرا عن محبة الشعوب لبعضها وما يمكن أن تلعبه الصداقة والدبلوماسية الشعبية في بث روح الإخاء وأضاف: «نشارك في هذا اليوم المميز لنقول بالصوت العالي إننا ضد الإرهاب وضد كل ما يهدد كيان وطمأنينة الشعوب والدول على إمتداد الكرة الأرضية».
أمين العلاقات الخارجية لجمعية الصداقة السودانية الهولندية ابراهيم سليمان قال:»هذا يوم مشهود ونحن أكثر سعادة بهذا التجمع الجميل ونعمل أن تكون مشاركتنا فيه فاعلة مثل كل عام وهو يوم للعلاقات الخارجية بين كل الشعوب لتوصيل رسالة المحبة والتعايش والسلام».
وأضاف أن جسر الصداقة ممتد بين السودانيين وشعوب العالم كافة، وان هناك خصوصية في العلاقة الشعبية السودانية الهولندية التي يجسدها السودانيون في الداخل والخارج، خاصة أن الهولنديين من اصول سودانية يمثلون سفارة شعبية لها دور كبير في تمتين وتوحيد وجدان الشعبين الشقيقين.
وشهدت الاحتفالية حضورا مميزا لنجوم الفن السوداني وقال علي مهدي، رئيس مجلس المهن الموسيقية والمسرحية، إن مهرجان الصداقة مع الشعوب يعد تظاهرة ثقافية وسياسية واجتماعية بين كافة الجاليات المقيمة في السودان ويدل على المحبة التي يتمتع بها الشعب السوداني وسط شعوب العالم، مضيفا إنّ المهرجان يؤكد الدور المتعاظم الذي يقوم به السودان لتوطيد العلاقات بين الشعوب والدول
الشقيقة والصديقة، مشيرا إلى أن المهرجان سانحة للتعرف على ثقافات الشعوب المختلفة، وربط مهدي بين تعدد وتنوع الثقافة السودانية والتنوع الموجود في العالم. وقال الفنان عبد القادر سالم، الذي ساهم في نشر الأغنية السودانية حول العالم، إن هذه المناسبة مميزة ولها دلالات كبيرة وهناك
حماس في التنافس لإبراز ثقافات الشعوب عبر العروض الفنية المختلفة ودعا إلى أن يكون المهرجان دوريا ومنتظما ولا يقتصر فقط على مناسبة اليوم العالمي للصداقة.

صلاح الدين مصطفى