مقالات متنوعة

نجل الدين ادم : عندما يصل “مشار” غداً إلى “جوبا”


الكل يترغب ما بعد إعلان التشكيل الحكومي الجديد لدولة جنوب السودان بعد عملية المصالحة الشهيرة التي وقع عليها، نائب الرئيس “سلفاكير” السابق دكتور “رياك مشار” وآخرون، بعد معارك طاحنة كان ضحيتها الأبرياء من الشعب الجنوبي وهم يموتون.
في السودان لم نكن سعداء بتلك الحالة المأساوية التي شهدها جنوب السودان وما يزال، حيث عادت علينا كل الآثار السالبة من استقبال للفارين من جحيم الحرب ووقف عبور النفط، فقد دفع السودان فاتورة إيواء هؤلاء الفارين، خصوصاً وأن رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” وجه بأن يعاملوا كمواطنين، لكن ماذا كان رد الفعل على كل هذا؟. كان رد الفعل أن أقدمت حكومة “سلفاكير” على تقديم الدعم لقطاع الشمال، وإيواء البعض من حركات دارفور المسلحة.
اليوم حق علينا أن نقول إن الأنفس هدأت بين فرقاء الجنوب الذين أحالوا بلدهم إلى جحيم بسبب مصالح ذاتية وشخصية، اليوم عادت المياه إلى مجاريها بين “سلفاكير” وخصومه السياسيين من القيادات الجنوبية، لذلك فإن الأنظار تتجه صوب تنزيل الجزء الأكبر من اتفاقية المصالحة وهو مشاركة الفرقاء في الحكومة الجديدة. فيوم غدٍ (الاثنين) سيعلن “سلفاكير” حكومته الجديدة بمشاركة الفرقاء الذين وقعوا على اتفاق سلام ينهي حالة الجفوة، لذلك فإن هذا التطور الإيجابي سينعكس إيجاباً على العلاقة المستقبلية مع دولة جنوب السودان. فرغم أن حكومتنا ساخطة على مواقف دولة الجنوب في إيوائه للحركات وغيرها من المواقف، إلا أننا ندعو الحكومة بأن تضع هذا التطور كنقطة فارقة لمعالجة كل أسباب الجفاء. على الحكومة أن تعمل على تناسي المواقف المخزية لدولة جنوب السودان وتنتقل إلى مربع المصالحة، والصفح الجميل عن فعائل “جوبا”.
غداً سنكون وبموجب هذا الاتفاق الذي تم في موقف أفضل يتوجب أن ينتقل الجميع على ضوء هذه التغييرات إلى عوالم أخرى. إعلان حكومة جنوب السودان لتشكيلة حكومتها الجديدة سيعزز من فرص التصافي والتصالح والعبور إلى مرحلة أخرى، نحن سعداء بأن هدأت جبهات القتال وعم السلام والأمان، ونتعشم في أن يحرك هذا التطور استئناف فتح الحدود بين البلدين.