مقالات متنوعة

ابراهيم دقش : إنه “العهر” السياسي!


في “نيروبي” عاصمة كينيا ضجت عاصفة يقودها زعيم المعارضة “ريلا أودنقا” مفادها أن أفريقيا كقارة في حاجة إلى محكمة الجنايات الدولية بحكم أن انتهاكات حقوق الإنسان فيها “على قفا من يشيل”.. وذلك الصوت النشاز الذي لا يتفق مع التيار الأفريقي الكاسح بأن تلك المحكمة انتقائية ومسيسة وتستهدف الرؤساء الأفارقة، ذلك الصوت النشاز والشاذ لم تحركه إلا كون أن المحكمة الجنائية الدولية قد برأت ساحة الرئيس الكيني “أوهورو كينياتا”، ونائبه “ويليام راتو” من التهم الموجهة إليهما، وتشمل انتهاكات حقوق الإنسان والإبادة الجماعية على أيام انتخابات 2007م هناك.. وذلك معناه ببساطة شديدة أن الرجل يكايد سياسياً خصومه، ويزايد عليهم حتى لو أدى الأمر حد المطالبة بتشجيع بقاء الجنائية الدولية، مع انتقادها في نفس الوقت بأنها تساهلت وتسامحت مع من يعتبرهم (مجرمين)، فـ”اودنقا أودنقا” منظوره للأمر إذاً من زاوية ضيقة، ومن منطلق شخصي، وما صدر عنه بحق الجنائية الدولية مردود عليه، خاصة وأنه يجئ في وقت سرت فيه حمى الانتخابات في كينيا قبل عام من وقوعها، وبدأت التحركات الحزبية والتحالفات السياسية والاختلافات تطفو على السطح منذ الآن.. ولا تخلو جمعيها من “تدافر” قبلي وتهاتر ساخن و”تعاهر” سياسي.. وفي الوقت الذي تتصارع الأفيال السياسية، فإن الأعشاب تعاني وتقاسي الأمرين، بدليل حادثة تنبئ عن الوجه الآخر من المسألة في كينيا.. فقد أوردت الصحف الكينية الأسبوع الماضي مأساة فتاة تبلغ الحادية والعشرين من عمرها جاءت من قريتها إلى العاصمة “نيروبي” ومعها طفلتها ذات الثلاثة أعوام، فوجدت وظيفة خادمة في إحدى الدور، لكن صاحب الدار طلب منها إعادة طفلتها للقرية، لأن عملها معهم يتطلب رعاية أطفالهم هم.. وأذعنت المسكينة لكن أهلها رفضوا تحمل مسؤولية الطفلة، فلم تجد بداً من التخلص من فلذة كبدها برميها في النهر لتستطيع مقابلة شرطية مخدمها من جهة، ومن جهة ثانية تضمن راتباً تعيش عليه.. لكن فعلتها سرعان ما اكتشفتها الشرطة فتحولت إلى التحقيق والتوقيف في انتظار انعقاد المحكمة.
والسيد “أودنقا” زعيم المعارضة في كينيا يتحدث بفم مليان عن انتهاكات حقوق الإنسان – على المستوى السياسي- في أفريقيا.. ويعجز عن تحقيق أبسط حقوق الحياة لفتاة في مقتبل العمر حتى تضطر إلى فعل اللا معقول.. حقوق الإنسان سلاح تستخدمه الجنائية الدولية سياسياً، و”أودنقا” يتبعها مثل الأعمى بعكازته..
مسكين الإنسان !!


تعليق واحد

  1. ماذا يريد هذا العجوز الخرف بدفاعه عن النظام التعيس. هل يطمح في وزارة بعد ان بلغ ارذل العمر