مقالات متنوعة

معاوية محمد علي : الجمال ما كل حاجة


لا أنكر أنني لا أميل كثيراً للحديث عن أداء المذيعات في القنوات الفضائية أو الإذاعات التي فاق عددها (الركشات) المتجولة في شوارع العاصمة بمدنها الثلاث، ولا أكذب أو أتجمل إن قلت إنني أشعر بالضيق كل ما كتبت عن أداء مذيعة أو مذيع، ولكن في كثير من الأحيان أجد نفسي مضطراً لتحمل هذا الضيق، ومجبوراً قلمي على الكتابة، لأن ما يصدر من كثير من مذيعاتنا يفرض علينا أن نقف عنده كثيراً دون أن نستطيع تجاوزه.
(مثلاً) تحدثت الأيام الفائتة عن مذيعة بقناة النيل الأزرق كانت قد قدمت لنا النشرة الفنية ضمن الفترة المسائية المفتوحة (مساء جديد)، وقلنا كيف أنها قامت بتوزيع البسمات حتى وهي تتحدث عن مبدعين رحلوا عن دنيانا، وأنها كانت تستخدم لغة العيون لدرجة (الغمز) ولم ينقصها غير (اللمز).
قبل أن تزول دهشتنا بما صدر من تلك المذيعة (الفرحانة).. فاجأتنا مذيعة أخرى بإحدى الإذاعات الخاصة صباح أمس وهي تحدثنا عن الاستقبال الخرافي الذي وجده الفنان ود البكري بمنطقة حائل بالمملكة العربية السعودية، وقالت دون خجل إن الجاليات العربية الموجودة بتلك المنطقة احتشدت لتحيته، لتكمل حديثها بعد ذلك بكذبة كبرى وهي تقول إن ود البكري سيعود للبلاد بعد أسبوعين، وكلنا يعلم أن الفنان الذي تحدثت عنه هو موجود بالخرطوم ولم يبارحها طوال الأيام الفائتة، وأننا لم نسمع عن استقبال له بالطريقة التي وصفتها، مع أنه يسعدنا أن نرى فناناً سودانياً يتم استقباله بتلك الصورة في أي دولة من دول العالم.
هذا هو حال كثير من المذيعين والمذيعات عندنا من الذين دخلوا لهذا المجال بالشباك بعد أن وجدوا الطريق سالكاً ومفروشاً بالورود بعد الدعم غير المستحق الذي وجدوه من بعض المسؤولين في تلك القنوات والإذاعات.
هذا الحديث بالطبع لا يعني أن كل المذيعين والمذيعات على تلك الشاكلة، لأن هناك بالفعل مبدعين ومبدعات منهم، وأصحاب رسالة، تتجمل بهم الشاشات وتستفيد العقول وتتشنف الآذان بأصواتهم، لكن هؤلاء للأسف هم قلة، وما عادت فضائياتنا تقدم مواهب في هذا المجال كما كانت في السابق، وحتى فضائية النيل الأزرق التي عهدنا عنها تقديم المواهب وصناعة النجوم، باتت هي غير تلك الفضائية التي عرفناها، لأن الواضح أن من تقدمهم من وجوه ما زالوا يحتاجون للكثير من التدريب، خاصة في مجال الوجوه النسائية التي يحسب بعضها أن مقومات النجاح هي وجه جميل، ولو كان الجمال يصنع مذيعة ناجحة لكانت (هناية) هي المذيعة الأولى على مستوى الوطن العربي، ولكن لأنها تفتقد لمقومات النجاح الأخرى، أصبحت الآن مجرد اسم من الماضي.
*خلاصة الشوف
من يحدث بعض المسؤولين في قنواتنا الفضائية بأن (الجمال ما كل حاجة).